يقوم المتطوعون بهذه المبادرات في ظل مخاطرة شخصية كبيرة، ويعملون عبر مجتمعهم المحلي، دون أن يكون هناك هيكل حكومي كامل يدعمهم..

التغيير: الخرطوم

في اعتراف دولي بارز بجهود الصمود المدني، دخلت غرف الطوارئ السودانية (ERRs) قائمة المرشحين الرئيسيين لجائزة نوبل للسلام لعام 2025.

وغرف الطوارئ، عبارة عن شبكة تطوعية من المدنيين ظهرت كرد فعل مباشر للأزمة الإنسانية التي اندلعت في السودان منذ أبريل 2023.

ويعمل متطوعو الغرف في أكثر من ولاية سودانية لتقديم خدمات إنسانية متنوعة، تشمل توزيع الطعام والمياه، الرعاية الصحية، الإيواء، والإصلاح البسيط للبُنى التحتية كالمياه والكهرباء، وتوفير الدعم للفئات الأكثر ضعفًا.

ويقوم المتطوعون بهذه المبادرات في ظل مخاطرة شخصية كبيرة، ويعملون عبر مجتمعهم المحلي، دون أن يكون هناك هيكل حكومي كامل يدعمهم.

وبحسب تقارير ومتابعات دولية لنشاط الغرف يُعد هذا الترشيح خياراً مبرراً جداً؛ لأنه يمثل التجسيد الحي للعمل الإنساني والتضامن المدني تحت ظروف قاسية، ويستند إلى مجموعة قوية من الأسباب.

ويستند عمل الغرف على حماية مباشرة للحق في الحياة والكرامة الإنسانية، حيث يجنّب الكثيرون من الموت أو الأمراض الناتجة عن الحروب وانهيار الخدمات، وهو ما يتفق مع أهم مبادئ جائزة نوبل. كما تمثل الشبكة نموذجاً للعمل المدني والصمود المجتمعي القادر على تقديم حلول إنسانية عملية بعيداً عن البيروقراطية.

ويساهم هذا الترشيح في إعادة تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المهملة في السودان، ويُعزز أهمية الوصول إلى المساعدات أثناء النزاع. ومما يزيد من قوة موقفهم، حصولهم على اعتراف دولي سابق، حيث فازت الغرف بعدة جوائز حقوقية وإنسانية مرموقة مثل جائزة رافتو النرويجية وجائزة رايت ليفليهود.

المنافسة بقوة

وعلى الرغم من أن الترشيح لا يضمن الفوز، فقد حققت غرف الطوارئ السودانية موقعاً متقدماً جداً في الترتيب الحالي للتنبؤات لجائزة 2025. تحتل الغرف المرتبة الثانية باحتمال 30.8\%، لتأتي خلف المرشح دونالد ترامب الذي يتقدم باحتمال 50\%.

وتتفوق الشبكة السودانية في هذا الترتيب على منظمات وشخصيات دولية مرموقة مثل يوليا نافالنايا (18.2%)، ومحكمة العدل الدولية (8%)، وأطباء بلا حدود (8%)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) (7%).

ومع ذلك، هناك تحديات وقيود قد تؤثر في فرصة الفوز بالجائزة المرموقة. أبرز هذه التحديات هي الموارد المحدودة؛ إذ تعتمد المبادرات على التبرعات الشخصية والعمل التطوعي، مما قد يُعيق قدرتهم على التوسع أو الاستدامة.

كما أن وجود ترشيح من معاهد بحثية مهم لا يضمن الفوز، إذ تنظر اللجنة إلى العديد من المرشحين، وقد تلعب العوامل السياسية دوراً.

وتنظر لجنة نوبل غالباً إلى الأفعال التي تُسهم في السلام المستدام والتأثير طويل الأمد على التعايش، لذا يجب أن يكون الترشيح قادراً على إظهار كيف تساهم الغرف فعلاً في بناء السلام الدائم، وليس فقط في تخفيف المعاناة.

ويمثل ترشيح غرف الطوارئ السودانية خياراً مبرراً جدًا، ويستحق التقدير العالي، لكونه يجسد التضامن المدني والصمود في ظل أصعب الظروف.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.