عودة لزيارة ترامب لدول الخليج وحرب السودان


عودة لزيارة ترامب لدول الخليج وحرب السودان
تاج السر عثمان بابو
١
أشرنا سابقا إلى زيارة ترامب لدول السعودية والإمارات وقطر، وفي سياق وقف الحرب في السودان، الي أن الحل الخارجي مساعد، وليس الحاسم، بالتالي لا نعول كثيرا على زيارة ترامب، وهو الذي أعلن سياسات اقتصادية هزت مضاجع الدول الغربية، علما بأن الزيارة تأتي في ظل احتدام التوتر في منطقة البحر الأحمر، اضافة للتوتر في القرن الأفريقي والشرق الأوسط، وتصاعد الصراع مع إيران التي تهدد دول الخليج، والحركات الإرهابية الإسلاموية والتوتر في اسيا، وتصاعد الحروب كما هو جارى الآن في حرب السودان وغزة والحرب الروسية الاوكرانية التي هدفها السباق علي نهب الموارد من المحاور الاقليمية والدولية. مع خطورة ان يكون السودان في مرمى الصراع الدولي على الموارد، كما في المحاور التي تسلح طرفي الحرب. وخاصة ان حرب السودان بعد دخول المسيرات بورتسودان سوف تشعل الوضع.
٢
وجاءت الأنباء لتؤكد ان أمريكا مازالت داعمة لحلفائها مثل الإمارات التي طبعت مع إسرائيل وتحت الحماية العسكرية الأمريكية، وجرت صفقة التسلح بين الإمارات وواشنطن التي تفتح الباب لشراكة اوسع بين البلدين، ولا سيما ان الإمارات تسلح احد طرفي الحرب في السودان الدعم السريع، وتشمل الصفقة بيع طائرات هليكوبتر نوع ‘شينوك’ ومعدات لمقاتلات ‘اف 16’. فالامارات تسعى لتعزيز قدراتها العسكرية في وضع إقليمي متوتر، فقد وافقت وزارة الخارجية الأميركية على الصفقة العسكرية التي تقدر بقيمة 1.457 مليار دولارحيث يأتي ذلك قبل زيارة دونالد ترامب إلى المنطقة بما في ذلك أبوظبي، ما يعزز من رمزية التوقيت السياسي والدبلوماسي. وياتي ذلك في إطار الصراع ضد الخطر الإيراني الذي يهدد دول الخليج. وحلفاء أمريكا الاستراتيجيين في المنطقة. إضافة لخطرالتنظيمات الإسلاموية الإرهابية في المنطقة.
هذا إضافة للاتفاق بمئات المليارات من الدولارات للاستثمارات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. فقد أعلن الرئيس دونالد ترامب الثلاثاء أن السعودية التزمت باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تُرسخ هذه الاتفاقية التاريخية، التي كُشف عنها خلال زيارة الرئيس ترامب للمملكة، روابط اقتصادية متينة بين البلدين لأجيال قادمة.
وأكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الثلاثاء إن المملكة تتطلع إلى فرص استثمارية بقيمة 600 مليار دولار مع الولايات المتحدة، وتأمل في أن تصل القيمة إلى تريليون دولار.
أما قطر التي تحظى بحماية امريكية فقد اثارت الطائرة التي قدرها البعض بـ ٤٠٠ مليون دولار، اهدتها لترامب ضجة رد عليها ترامب متسائلا لماذا يدفع الجيش الملايين بينما يمكن الحصول عليها مجانا .وإنها هدية من دولة قطر، التي دافعنا عنها بنجاح لسنوات طويلة. ستستخدمها حكومتنا كطائرة رئاسية مؤقتة، ريثما تصل طائرات بوينغ الجديدة، التي تأخر تسليمها كثيرًا”.
٣
وأخيرا، كما اشرنا لا نعول كثيرا على زيارة ترامب لوقف الحرب في السودان، ولكن الأساس هو العمل الجماهيري لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة باعتباره الحاسم، فترامب مشغول كما وضح أعلاه بمصالحه ومصالح أمريكا في اعتصار المليارات من الدولارات من دول الخليج، التي يجب أن تدفع ثمن حماية أمريكا لها، في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التوترات الإقليمية، لاسيما مع استمرار الحرب في غزة، والخطر الإيراني والإرهابي الإسلاموي والحوثي الذي يهدد أمن البحر الأحمر، وتكثف المباحثات حول الملف النووي الإيراني. اضافة للتركيز على توسيع آفاق التبادل التجاري كما وضح من الصفقات العسكرية والاستثمارات التي قام بها.
المصدر: صحيفة التغيير