العودة الطوعية


 

يشهد السودان حركة و عودة واسعة للنازحين واللاجئين إلى ديارهم، وذلك عقب تحسن الأوضاع الأمنية في عدة ولايات، ولكن ما زالت الجهود المحلية والدولية لم تواكب هذه العودة في تقديم الدعم اللازم للعائدين، الذين يواجهون ظروفاً قاسية في ظل عدم توفر الخدمات الأساسية بجانب تفشي الأمراض خاصة الكوليرا و الملاريا و حمى الضنك.

الخرطوم ــ التغيير

و أعلنت «منظمة الهجرة الدولية» التابعة «للأمم المتحدة»  عودة أكثر من 2.2 مليون شخص إلى ديارهم خلال الفترة الممتدة من نوفمبر 2024 إلى أغسطس 2025. ومن هذا العدد، عاد ما يزيد عن 815 ألف شخص إلى «الخرطوم» وحدها، وذلك بعد استعادة «الجيش السوداني» السيطرة على ولايات «الخرطوم»، و«الجزيرة»، و«سنار». وتشير المنظمة إلى أن 1.7 مليون فرد من إجمالي العائدين كانوا من النازحين داخليًا، بينما عاد البقية من دول الجوار مثل مصر، وجنوب السودان، وليبيا، وتشاد، بالإضافة إلى دول الخليج. وتتوقع «المنظمة» أن يصل عدد العائدين إلى «الخرطوم» إلى 2.9 مليون شخص في الفترة المقبلة، معتمدةً على استقرار الوضع الأمني والإنساني.

عودة كبيرة

و أرجعت «منظمة الهجرة» هذه العودة الكبيرة إلى تحسن الأوضاع الأمنية وتوفر نسبي للخدمات الأساسية، إلى جانب نقص الموارد في مناطق النزوح. وأفادت بأن 92% من العائدين رجعوا إلى مساكنهم الأصلية، بينما يعيش الباقون في مراكز إيواء أو مع أسر مستضيفة. وقد أدت هذه الحركة إلى خفض أعداد النازحين بنسبة 15% بعد أن بلغ النزوح ذروته في يناير 2025. وفي الوقت نفسه، فيما تعمل السلطات بحركة بطئية في  استعادة خدمات المياه، والكهرباء، والصحة، والتعليم، بالتزامن مع جهود إعمار البنية التحتية المدمّرة، و بحسب متابعات «التغيير» فإن العائدين الذين أجبرتهم ظروفهم على العودة يحاولون تطبيع الحياة بجهد شعبي في الغالب خاصة في الولايات، حيث تكاتف العديد من مواطني القرى بولاية الجزيرة و سارعوا في صيانة البنى التحتية المدمرة بجهد شعبي خالص بجمع التبرعات من أبنائهم المغتربين بالخارج بالتركيز على محطات المياه و تشغيلها بالطاقة الشمسية في ظل النقص الكبير في الكهرباء، وامتدت هذه المجهودات إلى القطاع الصحي بتوفير وشراء الأدوية المنقذة للحياة و تشغيل المراكز الصحية التي نهب أغلبها.

 العودة من القضارف

في سياق متصل، أكدت الإدارة العامة للرعاية والتنمية الاجتماعية في «القضارف»  شرقي البلاد على الجهود المحلية الداعمة لعودة النازحين بالولاية إلى مناطقهم، وأعربت  مديرة الإدارة،  فردوس حسين آدم،، عن امتنانها لمساهمة «المفوضية العامة للأمان الاجتماعي وخفض الفقر الاتحادية» و«ديوان الزكاة» بالولاية، و أشارت إلى أن «المفوضية» وفرت  10 بصات و«ديوان الزكاة »  7 بصات لترحيل العائدين من ولايات «الخرطوم»، و«الجزيرة»، و«سنار».

و أكدت أنه تم تفويج  102 أسرة و 373 فردًا، من بينهم 140 طفلاً. وأشارت فردوس إلى أن الفوج، وأعلنت أن الإدارة مستعدة لمواصلة عمليات تفويج العائدين. و أشارت إلى تقديم إرشادات صحية ونفسية للعائدين حول كيفية التعامل مع مخلفات الحرب في ولاياتهم، وخاصة في «الخرطوم».

و على الرغم من موجة العودة الإيجابية، لا تزال أزمة النزوح في السودان قائمة. ووفقًا لـ«منظمة الهجرة الدولية»، فقد انخفض عدد النازحين داخليًا إلى 9.8 مليون شخص، يقيمون في 10,847 موقعًا في جميع ولايات السودان. وفي الوقت نفسه، ارتفع عدد الأشخاص الذين عبروا الحدود إلى دول الجوار إلى 4.3 مليون شخص منذ أبريل 2023. ويعيش 47% من النازحين داخليًا لدى أسر مضيفة، بينما يقيم البقية في مناطق مفتوحة ومخيمات ومراكز إيواء.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.