عودة النشاط الرياضي تعني عودة الحياة
هلال وظلال
عبد المنعم هلال
ـ الرياضة ليست مجرد منافسات وأرقام بل هي حياة نابضة بالحيوية تجمع الناس بمختلف انتماءاتهم وأعمارهم وتغرس فيهم قيم التعاون والمثابرة.
ـ عودة النشاط الرياضي في السودان وعلى رأسه الدوري الممتاز ليست مجرد حدث رياضي عادي بل هي مؤشر على قدرة المجتمع السوداني على الصمود والاستمرار رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
ـ الدوري الممتاز هو شريان الحياة الرياضية عادت عجلته للدوران من جديد وسط آمال كبيرة من الأندية والجماهير في أن تعود كرة القدم السودانية إلى سابق مجدها.
ـ هذه العودة تعتبر انتصاراً حقيقياً على كل التحديات التي واجهها القطاع الرياضي في السنوات الأخيرة من نزاعات سياسية وصراعات عسكرية وأزمات اقتصادية أثرت بشكل كبير على جميع المجالات بما في ذلك الرياضة.
ـ الدوري الممتاز هو عصب الرياضة السودانية فهو البطولة التي ينتظرها عشاق كرة القدم بفارغ الصبر حيث يتابعون مباريات فرقهم المفضلة ويتنافسون في التشجيع والنقاشات والتحديات وعودته تمثل رسالة أمل بأن الرياضة قادرة على تجاوز الأزمات وأنها جسر للتواصل بين الجميع بعيداً عن الخلافات والانقسامات والصراعات.
ـ رغم أهمية الدوري الممتاز فإن النشاط الرياضي لا يكتمل إلا بعودة بقية الدوريات من الدرجات الأولى والثانية والثالثة وحتى دوريات الروابط الشعبية فهذه الدوريات هي المنبع الحقيقي للمواهب الكروية وهي القاعدة التي تقف عليها كرة القدم السودانية.
ـ في هذه الدرجات الدنيا تبدأ حكاية كل لاعب موهوب وكل مدرب طموح وهناك تبنى الأحلام وهناك مصانع النجوم الذين يصعدون لاحقاً إلى فرق الدوري الممتاز والمنتخب الوطني.
ـ عودة هذه الدوريات ليست فقط دعماً لكرة القدم بل هي دعم مباشر للمجتمعات المحلية فدوريات الروابط على وجه الخصوص تجمع الشباب من كل حي وقرية وتعزز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع. إنها متنفس للشباب وفرصة لإبعادهم عن السلبيات والانحرافات وتجعلهم جزءاً من نشاط بناء ومفيد.
ـ هنالك الكثير من التحديات التي تواجه النشاط الرياضي ولا يمكن الحديث عن عودة النشاط الرياضي دون الإشارة إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد فالأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية تلقي بظلالها على كل شيء بما في ذلك الرياضة.
ـ الأزمات الاقتصادية: يعاني القطاع الرياضي من شح الموارد المالية مما يؤثر على تجهيز الفرق وتنظيم المباريات.
ـ الهجرة والنزوح والتشريد فهنالك العديد من اللاعبين الشباب فقدوا فرصهم بسبب النزاعات والنزوح.
ـ ضعف البنية التحتية: الملاعب بما طالها من دمار وخراب هائل تحتاج إلى صيانة وتأهيل لتكون قادرة على استضافة المباريات بشكل لائق.
ـ رغم كل هذه التحديات والصعوبات فإن إرادة السودانيين وقدرتهم على التكيف تمنحنا الأمل بأن الرياضة ستستمر وستزدهر من جديد.
ـ عودة النشاط الرياضي تعني أن الحياة تستمر رغم كل شيء. إنها رسالة بأن السودان قادر على تجاوز محنه وأن شبابه مليئون بالأمل والطاقة وأن الأفضل قادم بإذن الله.
ـ نتمنى أن تكتمل فرحة عودة الدوري الممتاز بعودة جميع الدوريات الأخرى ونتطلع إلى رؤية الملاعب تعج بالجماهير من جديد وإلى سماع صيحات التشجيع التي تملأ السماء وإلى متابعة مواهب جديدة تضيء مستقبل كرة القدم السودانية.
ـ الرياضة هي عنوان الحياة وعودتها تعني أن السودان لا يزال ينبض بالإصرار والعزيمة فلنجعل من هذه العودة فرصة لإعادة بناء القطاع الرياضي وفرصة لتعزيز قيم الوحدة والروح الرياضية بين الجميع.
ـ رغم الأزمات والمحن يبقى السودان بلداً عصياً على الانكسار وشعبه مثالاً للصمود والتحدي.
ـ نحن أبناء هذا الوطن الكبير نحمل في قلوبنا حباً لا ينضب وأملاً لا ينكسر وإيماناً بأن القادم أفضل مهما اشتدت الظروف.
ـ نسأل الله أن يعيد الأمن والسلام لكل شبر من أرضه وأن تعود أيام السودان زاهية كما عهدناها مليئة بالحياة والإنجازات.
ـ ودمت يا سوداننا وطن الرياضة والفن والثقافة وطن النجاحات التي ولدت من رحم المعاناة.
ـ دمت يا سودان وطناً يجمعنا تحت راية المحبة ودمت أرضاً تنبت الإبداع من كل زاوية. من ملاعب كرة القدم التي تجمعنا إلى أغنيات الفنانين التي تروي قصصنا إلى أقلام الكتاب التي توثق أحلامنا يبقى السودان رمزاً للهوية والانتماء.
نسأل الله أن يعيد الأمن والسلام لكل شبر من أرضه وأن تعود أيام السودان زاهية كما عهدناها مليئة بالحياة والإنجازات.
ودمت يا سوداني شامخاً بين الأوطان
ودمت يا سوداني ودام عزك .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة