عن خطاب حميدتي اقول لكم ..!!؟؟
في خضمّ الصراع الدامي الذي يشهدُه السودان، برزَ خطابٌ لقائدِ ميليشيا الدعم السريع المتمردة، محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، ليُثيرَ جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية السودانية، هذا الخطاب الذي ألقاه في وقتٍ حرجٍ من الحرب، أثارَ تبايناتٍ حادةً في الرأي العام، وكشفَ عن عمق الانقسامات التي تعصف بالبلاد، كان الخطاب بمثابة شرارةٍ أشعلت فتيلَ النقاش الحادّ بين مؤيدي ومعارضي حميدتي، فمنهم من رأى فيه لحظةً تاريخيةً، وموقِفًا بطوليًا، اعتبروا فيه تحديًا صريحًا للأعداء، وتعبيرًا عن إصرارٍ على المضي قدمًا في تحقيق الأهداف المنشودة، وبالغوا في تمجيده، واعتبروه نقطة تحولٍ في مسار الأحداث، وفي المقابل، رأى المعارضون في الخطاب دليلًا على الهزيمة، واعتبروه محاولةً يائسةً لرفع المعنويات، زاعمين أنه ربما يكون قد تمّ تسجيله بوسائل تقنية متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، لتضليل الرأي العام، خاصةً مع ترديد الشائعات حول مقتل حميدتي، وانتقصوا من قيمته، واعتبروه محاولةً فاشلة للتلاعب بالعواطف، هذا الانقسام الحادّ في تقييم الخطاب، يعكس عمق الشرخ الذي أحدثته الحرب في النسيج الاجتماعي والسياسي السوداني، فالحرب التي اندلعت في أبريل عام 2023م ، قضت على الأخضر واليابس، وشردت الملايين، وزرعت بذور الكراهية والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، كل طرفٍ من الأطراف المتصارعة، ينظر إلى الأحداث من خلال عدسةٍ مشوهةٍ، يحاول تفسيرها بما يتوافق مع مصالحه وأيديولوجيته، فهم يعيشون في عالمٍ موازٍ، حيث الحقيقةُ نسبيةٌ، والأكاذيبُ هي السلاحُ الأمضى في المعركة الإعلامية، رغم كل هذا الضجيج، هناك قلةٌ قليلةٌ حاولت تحليل الخطاب بعيدًا عن الانحيازات، ساعيةً إلى فهم الدلالات الكامنة وراء الكلمات، لكن في ظلّ الأجواء المشحونة بالحرب، يصعب على هذه الأصوات أن تُسمع، فهي تغرق في بحرٍ من الشائعات والأخبار الزائفة، يبقى السؤال : هل سيخرج السودان من هذا النفق المظلم؟ وهل ستتمكن الأطراف المتصارعة من الجلوس إلى طاولة الحوار، والتوصل إلى حلٍ سلمي ينهي هذه الحرب الأهلية؟ الإجابة عن هذين السؤالين تتطلب تكاتف الجهود الدولية والإقليمية، والضغط على الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة المفاوضات، فالسودان يستحق مستقبلاً أفضل، بعيدًا عن الدمار والخراب.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي: في خضمّ الصراع الدامي الذي يشهدُه السودان، تتوالى الأحداث المأساوية، وتتعمق الجراح، وتزداد الحيرة، فبين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع المتمردة، تدور معركة شرسة على السلطة والثروة، تدمر كل ما هو جميل في هذا البلد العريق، ومنذ اندلاع شرارة الحرب في الخامس عشر من أبريل عام 2023م، لم يهدأ الصراع، بل اشتعلت نيرانه لتلتهم الأخضر واليابس، دمرت الحرب البنية التحتية، وشردت الملايين من ديارهم، وحولت حياة السودانيين إلى جحيم لا يطاق، في ظل هذه الأحداث الدرامية، يكتفي الجيش السوداني بنشر بيانات مقتضبة، تتحدث عن الانتصارات المزعومة، وتتهرب قياداته من الإجابة على الأسئلة الحقيقية التي تشغل بال الشعب السوداني، فالقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يتنقل بين العواصم، ويجتمع بالزعماء، دون أن يقدم أي توضيحات حول سير المعارك، أو الخطط المستقبلية، على الجانب الآخر، تبذل ميليشيا الدعم السريع جهودًا مضنية لتضليل الرأي العام، ونشر الأخبار الزائفة، فشبكاتها الإعلامية واسعة الانتشار، وتستخدم أحدث التقنيات لتزييف الحقائق، وتشويه صورة الجيش السوداني، أما قائد الميليشيا المتمردة، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، فقد اختفى عن الأنظار تمامًا، ولم يظهر إلا في بعض الفيديوهات القصيرة التي أثارت الشكوك حول حقيقة وجوده، فالكثيرون يعتقدون أن هذه الفيديوهات مجرد خدعة، وأن حميدتي قد لقي حتفه في إحدى المعارك، في ظل هذا الكم الهائل من المعلومات المتضاربة، أصبح من الصعب على المواطن السوداني أن يميز الحقيقة من الزيف، فكل طرف يدعي أنه يملك الحق، وأن الآخر هو المعتدي، فالسودان اليوم يعيش أزمة وجودية حقيقية، تهدد بتفتيت نسيجه الاجتماعي، وتقويض مؤسساته، فالحرب ليست مجرد صراع عسكري، بل هي صراع على الهوية والذاكرة Sudan today is experiencing a real existential crisis that threatens to tear apart its social fabric and undermine its institutions. War is not just a military conflict, but rather a conflict over identity and memory.
وعلى قول جدتي: “دقي يا مزيكا !!”.
خروج: بالأمس أضاءت سماء الكويت بنور العدالة، حين أعلنت وزارة الداخلية عن نجاحها في إلقاء القبض على أحد أفراد الأسرة الحاكمة كان قد فرّ من وجه العدالة، هارباً من تنفيذ حكم قضائي صادر بحقه بتهمةٍ جسيمة، هي تهمة الإتجار بالمخدرات، لقد كانت هذه العملية الأمنية البارعة تتويجاً لجهود مضنية بذلتها الأجهزة الأمنية، فبعد عمليات بحث وتحري دقيقة، تمكنت من تتبع خيوط هذه القضية المعقدة، لتصل في النهاية إلى الجاني وتقيده، إن هذا الإنجاز العظيم يؤكد مدى التزام الدولة الكويتية بسيادة القانون وعدالته، وحرصها على تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، مهما علا شأنه أو ارتفع مركزه، إن ما حدث هو دليل قاطع على أن الكويت دولة المؤسسات والقانون، وأن العدالة فيها سيف مسلول يضرب بيد من حديد على أي يد تمتد إلى ارتكاب الجريمة، مهما كانت هوية مرتكبها، إن هذا الإجراء الحازم يشكل رسالة واضحة وصريحة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المجتمع واستقراره، بأن العقاب سيكون رادعاً، وأن لا أحد فوق القانون في هذه البلاد، لقد أثبتت الكويت من خلال هذه الواقعة أنها دولة تحترم المواطن، وتعمل على حمايته من كل ما يهدد أمنه واستقراره، وأنها تسعى جاهدة لبناء مجتمع عادل يرتكز على مبادئ المساواة والعدالة، إن هذا الإنجاز يبعث في نفوسنا الفخر والاعتزاز ببلد اشقاؤنا(الكوايتة)، ويزيدنا إيماناً بأن مستقبل الكويت سيكون مزدهراً ومشرقاً، إنني إذ أشيد بهذا الإنجاز الكبير، أتوجه بالشكر الجزيل إلى كافة الأجهزة الأمنية التي ساهمت في إنجاح هذه العملية، وأدعو الله أن يحفظ الكويت وشعبها من كل سوء ومكروه..
#أوقفوا الحرب
ولن أزيد ،، والسلام ختام.
المصدر: صحيفة الراكوبة