التقي البشير الماحي


التقى البشير الماحي

في أحد اللقاءات، تساءلت “غناية” بثقة واستنكار” ماذا كان سيحدث لو أن العساكر رجعوا إلى ثكناتهم والجنجويد أصلًا تم حلهم وبلهم؟ كانت تتحدث بكل ثقة معرفية حتى دفعنا حديثها إلى أن نتحسس عقولنا ورؤوسنا.

أوردت هذه الواقعة مدخلًا لوقائع مشابهة، فقبل فترة وأثناء رئاسة دكتور “حمدوك” امتلأت وسائل التواصل بالسخرية من حديث د. حمدوك حين تطرق إلى الواقع الاقتصادي وسلوك الشعب الذي يقطع عشرات الكيلومترات لشرب القهوة، وقد صاغ هذا المثال المباشر؛ لأنه أقرب إلى فهم الناس بدلًا من الخوض في تفاصيل اقتصادية هي أبعد عن فهم البعض، لكن في جوهره ما ذكره يدخل في إطار الطلب عالي المرونة أي أن هذه الممارسات ستتوقف إذا ارتفع سعرها لتصبح خارج ميزانية الفرد؛ لأن أي طلب علي هذه الممارسة طلب غير حقيقي.

على النقيض هناك الطلب عديم المرونة الذي يشمل معظم الأدوية والنظارات الطبية؛ إذ إن من يرتدي نظارة طبية لن يشتري نظارتين إن انخفض سعرها وضعنا هذا المثال لتقريب الفهم.

وقبل ذلك أيضًا، سخر البعض من تصريح وزير المالية عندما قال إن ارتفاع الدولار يرجع إلى العامل النفسي، فجاءت الردود “الجنيه جن” مع أن العامل النفسي (سلوك المستهلك Consumer Behavior) يُعدّ من أكثر العوامل تأثيرًا في النشاط الاقتصادي.

وهكذا، ندرك واقع ما نعيشه في عبارات الدلاي لاما “عندما يكون الجهل هو السائد فلا مكان لسلام حقيقي”.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.