عبدالحافظ سعد الطيب

الثورة لا تنتصر فقط بالتحالفات المؤقتة،
بل بتكتل الإرادة الجماهيرية المنظمة الواعية

التحالفات السياسية التي جُربت منذ سقوط البشير وحتى الحرب، أثبتت أنها هشة، انتهازية، قصيرة النفس.
كل ميثاق تم التوقيع عليه انقلب عليه الموقعون.
وكل عهد أُبرم تم التنصل منه بعد أيام.
وكل “تفاهم سياسي” جلب بعده كارثة أكبر.

إذًا، ما هو الطريق الآخر؟

طريق انتصار الثورة هو: تحالف الجماهير مع الجماهير، لا النخب مع العسكر

1. العودة للشارع، لكن هذه المرة عبر أشكال جديدة من التنظيم الشعبي القاعدي، لا تسيطر عليها أحزاب ولا حركات.

لجان أحياء مستقلة.

اتحادات عمال/طلاب/نساء/نازحين.

تنسيقيات لا مركزية تحشد من أسفل إلى أعلى.

2. تحالف الجماهير لإيقاف الحرب:

صوت النازحين، والفقراء، والنساء، والشباب، والمجتمعات المحلية، هو الأصدق في رفض الحرب.

الناس البسيطة لا مصلحة لها في الحرب، وهم أكثر وعيًا من النخب التي تتفاوض على الدم.

3. بناء ميثاق قاعدي واسع، يعبّر عن القيم الحقيقية للثورة:

لا للتسويات التي تبقي المجرمين.

لا لعسكرة الدولة.

لا لتحويل الثورة إلى سلّم وصول للمناصب.

نعم للعدالة، والمحاسبة، والمدنية الكاملة.

الثورات لا تنتصر بالتوقيعات، بل بالتماسك الاجتماعي

قد يكون الطريق أطول، لكنه الطريق الأصدق،
وهو الوحيد القادر على أن يصمد أمام العواصف، ويمنع ارتداد الثورة مرة أخرى.

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.