

قضى السوداني يعقوب الحلو، وهو مسؤول رفيع في الأمم المتحدة، أكثر من ثلاثة عقود في مساعدة اللاجئين والنازحين في أصعب مناطق النزاع حول العالم. لكن القدر قاده ليواجه مأساة شخصية، حيث اندلعت حرب كارثية في مسقط رأسه الخرطوم، واضطر لمساعدة أفراد عائلته على الفرار من العنف.
الخرطوم _ التغيير
في مقابلة له، عبّر الحلو، المدير الإقليمي لأفريقيا في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق التنمية (DCO)، عن ألم التجربة قائلاً: “لا أعتقد أن هناك منزلاً في الخرطوم قد نجا… الافتراض هو أن كل شيء قد انتهى.”
بعد مسيرة مهنية غنية قادته إلى أكثر من 16 موقعاً من ليبيريا إلى سوريا وأفغانستان، أكد الحلو أنه لم يشهد نزاعاً بمثل هذا الدمار الذي يجتاح السودان، مشيراً إلى “السرعة والنطاق الذي أحدث أضراراً كارثية، سواء كانت بشرية أو مادية.” ووصف الحرب بأنها “بلا أي معنى على الإطلاق” لأنها اندلعت في وقت كان فيه السودان “يعيش لحظة أمل للتخلص من قيود الماضي.”
مسرح أجندة
و شدد الحلو على أن ما يحدث في السودان ليس حرباً داخلية، بل هو “مسرح لأجندة يتم تسويتها”، وأن الشعب السوداني هو من يدفع الثمن. وأضاف: “هذه ليست حربنا. هذا ليس نزاعاً سودانياً.”
ومع وجود 14 مليون نازح قسري، ومليوني لاجئ عبروا الحدود، دعا الحلو إلى وضع “السودان أولاً” ورفض الأفكار الخارجية التي تهدف إلى التدمير والاستغلال. وحذّر من أن القتال لن يتوقف ما دام الاعتقاد بكسب الحرب عسكرياً متأصلاً لدى الأطراف المتصارعة، والتي لا يقتصر عددها على الجيش وقوات الدعم السريع، بل يتجاوز ذلك ليشمل ما لا يقل عن 56 جماعة مسلحة.
وختم الحلو حديثه بملاحظة حزينة حول تغطية وسائل الإعلام العالمية، قائلاً إن “السودان ليس موجوداً” في وسائل الإعلام الرئيسية، وإنه محجوب بنزاعات أخرى مثل أوكرانيا وغزة، على الرغم من أن “حجم ما يحدث في السودان يحجب الأضرار التي تحدث في تلك الكارثتين”.
تستمر المعاناة بينما يتساءل الحلو عن مصير منزله في الخرطوم، وعن حال أفراد عائلته الذين يواجهون مصيراً كان يوماً ما مهمته مساعدته.
المصدر: صحيفة التغيير