اخبار السودان

على أبواب (الغمة) العربية..

صفاء الفحل

 

عصب الشارع

صفاء الفحل

قال الكاتب المصري الساخر جلال عامر في استهزاء بجامعة الدول العربية بأن (موقفها) الوحيد هو تلك المساحة أمام مبناها حيث يسع كافة عربات العطالة من أعضائها وهو أصدق تعبير لدورها السلبي حيال قضايا الشعوب العربية فهي التي ساندت الدكتاتور بشار الأسد لقتل نصف شعبه وتصدت لكافة ثورات الربيع العربي بالإضافة لدورها السلبي في نصرة الشعب الفلسطيني كما أنها لم تقدم طوال تاريخها سوي عبارات (الشجب والإدانة) وليتها كانت لصالح الشعوب بل كانت دائما لدعم الحكام حتى وإن كانوا على خطأ لنطلق عليها بلا منازع : “داعمة الدكتاتوريات العربية” .

وقد ظل ذلك الكيان وفي كل قراراته ومواقفه (مختطفا) بصورة واضحة من النظام المصري ويمثل رأيه في كافة المواقف لا راي الشعوب العربية لذلك ظلت منذ نشأتها ضعيفة كسيحة بلا قيمة خلافا للعصب المماثلة الأخري كالاتحاد الافريقي أو الأوروبي ، التي تبني قراراتها على رغبات الشعوب لا الحكام فظلت قوية متماسكة ديمقراطية وقدمت للعالم دعما ملحوظا للحرية والسلام والعدالة .
هذا الاختطاف والضعف هو ما دعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتقديم دعوة ل (صديقه) قائد اللجنة الانقلابية (البرهان) المنبوذ من كل دول العالم للمشاركة في القمة غير العادية التي دعت لها مصر خلال الأيام القادمة تعويضاً له عن تجاهل الإتحاد الافريقي دعوته للقمة الأفريقية التي تقام في ذات التاريخ تقريبا بالإضافة للمؤتمر الجامع لكافة المنظمات والعديد من الدول لمناصرة (الشعب السوداني) الذي دعت له دولة الإمارات وإثيوبيا والذي سيقام باديس ابابا متزامناً مع دعوة مصر لقمة عربية ستأتي ميتة كالعادة ولن تقدم جديدا يذكر سوى الكلمات المحفوظة بوقوفها مع وحدة السودان وسلامة أراضيه وستضيف بناء على تعليمات السيسي بالإعتراف بحكومة بورتسودان رغم علمها بأنها حكومة عسكرية انقلبت على الديمقراطية والحكومة المدنية .

ولا أحد بكل تأكيد ينتظر من جامعة الدول العربية دعوة المجتمع الدولي للعمل على إيقاف الحرب الدائرة أو المطالبة بعودة الديمقراطية الحقيقية وليس (المصنوعة) والتي بكل تاكيد سيقدمها البرهان خلال مخاطبته للجلسة علي أنها الخلاص النهائي للشعب السوداني مطالبا العالم خلال تلك السانحة (المقصودة) بالوقوف خلفها ومباركتها حيث لن يجد منبرا قريبا لطرحها للعالم ثم سينطلق لزيارة الرؤساء العرب في مكان إقامتهم شارحا الدمار الذي أوصل اليه الوطن مع لعن سنسفيل الجنجويد الغزاة دون أن يذكر بأنهم من رحم النظام الكيزاني السابق ويعود ليهلل الفلول والمغيبين لهذه الزيارة التاريخية .
وليجد امامه بأن الثورة لم تتوقف ..
والقصاص في انتظار كل من ساهم في تدمير الوطن ..
والرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار ..
الجريدة

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *