اخبار السودان

عظماء البجا ( الآمونيون) في العصر الإسلامي

آمنة أحمد مختار إيرا

الزعيم “كنون” والزعيم “أولباب” أجداد البجا البشاريين في صعيد مصر.

* اتفاقية الدولة العباسية مع كنون بابدال إيديد رئيس قبائل البجة (831م) .

اتفاقية عبد الله بن الجهم ممثل الخليفة العباسي مع كنون بن عبد العزيز (كنايون بابدال إيديد) رئيس قبائل البجة سنة 216هـ، والذي كان لا يزال يعتنق العقيدة الآمونية.

هذا كتاب كتبه عبد اللّه بن الجهم مولى أمير المؤمنين صاحب جيش الغزاة عامل الأمير أبي إسحاق بن أمير المؤمنين الرشيد أبقاه الله في شهر ربيع الأوّل سنة ست عشرة ومائتين ل “كنون بن عبد العزيز” عظيم البجا بأسوان :

إنك سألتني وطلبت إليّ أن أؤمنك وأهل بلدك من البجة وأعقد لك ولهم أمانًا عليّ وعلى جميع المسلمين
فأجبتك إلى أن عقدت لك وعلى جميع المسلمين أمانًا ما استقمت واستقاموا على ما أعطيتني وشرطت لي في كتابي هذا وذلك :
أن يكون سهل بلدك وجبلها من منتهى حدّ أسوان من أرض مصر إلى حدّ ما بين دهلك وباضع ملكًا للمأمون عبد الله بن هارون أمير المؤمنين عزه الله تعالى
وأنت وجميع أهل بلدك عبيد لأمير المؤمنين إلا أنك تكون في بلدك ملكًا على ما أنت عليه في البجة.
وعلى أن تؤدّي إليه الخراج في كل عام على ما كان عليه سلف البجة وذلك مائة من الإبل أو ثلثمائة دينار وازنة داخلة في بيت المال والخيار في ذلك لأمير المؤمنين ولولاته
وليس لك أن تخرم شيئًا عليك من الخراج
وعلى أنّ كل أحد منكم إن ذكر محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كتاب الله أو دينه بما لا ينبغي أن يذكره به أو قتل أحدًا من المسلمين حرًّا أو عبدًا فقد برئت منه الذمّة ذمّة الله وذمّة رسوله صلى الله عليه وسلم وذمّة أمير المؤمنين أعزه الله وذمة جماعة المسلمين وحل دمه كما يحلّ دم أهل الحرب وذراريهم
وعلى أنّ أحدًا منكم إن أعان المحاربين على أهل الإسلام بمال أو دله على عورة من عورات المسلمين أو أثر لعزتهم فقد نقض ذمّة عهده وحلّ دمه
وعلى أنّ أحدًا منكم إن قتل أحدًا من المسلمين عمدًا أو سهوًا أو خطأ حرًّا أو عبدًا أو أحدًا من أهل ذمة المسلمين أو أصاب لأحد من المسلمين أو أهل ذمّتهم ما لا ببلد البجة أو ببلاد الإسلام أو ببلاد النوبة أو في شيء من البلدان برًّا أو بحرًا فعليه في قتل المسلم عشر ديات وفي قتل العبد المسلم عشر قيم وفي قتل الذميّ عشر ديات من دياتهم وفي كل مال أصبتموه للمسلمين وأهل الذمّة عشرة أضعافه
وإن دخل أحد من المسلمين بلاد البجة تاجرًا أو مقيمًا أو مجتازًا أو حاجًا فهو آمن فيكم كأحدكم حتى يخرج من بلادكم ولا تؤوا أحدًا من آبقي المسلمين فإن أتاكم آتٍ فعليكم أن تردوه إلى المسلمين وعلى أن تردوا أموال المسلمين إذا صارت في بلادكم بلا مؤنة تلزمهم في ذلك وعلى أنكم إن نزلتم ريف صعيد مصر لتجارة أو مجتازين لا تظهرون سلاحًا ولا تدخلون المدائن والقرى بحال ولا تمنعوا أحدًا من المسلمين الدخول في بلادكم والتجارة فيها برًّا ولا بحرًا ولا تخيفوا السبيل ولا تقطعوا الطريق على أحد من المسلمين ولا أهل الذمّة ولا تسرقوا لمسلم ولا ذميّ مالاً
وعلى أن لا تهدموا شيئًا من المساجد التي ابتناها المسلمون بصيحة وهجر وسائر بلادكم طولًا وعرضًا فإن فعلتم ذلك فلا عهد لكم ولا ذمّة‏.‏

وعلى أن كنون بن عبدالعزيز يقيم بريف صعيد مصر وكيلاً يفي للمسلمين بما شرط لهم من دفع الخراج وردّ ما أصابه البجة للمسلمين من دم ومال.
وعلى أن أحدًا من البجة لا يعترض حدّ القصر إلى قرية يقال لها قبان من بلد النوبة حدًّا لا عمدة .

عقد عبدالله بن الجهم مولى أمير المؤمنين ل كنون بن عبدالعزيز كبير البجة الأمان على ما سمينا وشرطنا في كتابنا هذا وعلى أن يُوافي به أمير المؤمنين .
فإن زاغ كنون أو عاث فلا عهد له ولا ذمّة وعلى كنون أن يدخل عمال أمير المؤمنين بلاد البجة لقبض صدقات من أسلم من البجة وعلى كنون الوفاء بما شرط لعبدالله بن الجهم وأخذ بذلك عهد الله عليه بأعظم ما أخذ على خلقه من الوفاء والميثاق‏.‏
ولكنون بن عبدالعزيز ولجميع البجة‏ عهد الله وميثاقه وذمّة أمير المؤمنين وذمّة الأمير أبي إسحاق بن أمير المؤمنين الرشيد وذمّة عبدالله بن الجهم وذمّة المسلمين بالوفاء بما أعطاه عبدالله بن الجهم ما وفى كنون بن عبدالعزيز بجميع ما شرط عليه فإن غيّر كنون أو بدّل أحد من البجة فذمّة الله جل اسمه وذمّة أمير المؤمنين وذمّة الأمير أبي إسحاق بن أمير المؤمنين الرشيد وذمّة عبدالله بن الجهم وذمّة المسلمين بريئة منهم .

وترجم جميع ما في هذا الكتاب حرفًا حرفًا (زكريا بن صالح المخزوميّ) من سكان جدة و(عبد الله بن إسماعيل القرشيّ) .

ثم شهد عليه جماعة من شهود أسوان .
…..

* الزعيم أولباب (المعروف بعلي بابا في التراث العباسي)..

إلتزم البجة فترة بإتفاقيتهم مع العباسيين الذين كانوا يحكمون مصرا ثم عادوا إلى غزو صعيد مصر ومحاولة تحريرها والحج إلى المعابد الآمونية في قنا والأقصر وأسوان وغيرها ، فقرر الخليفة العباسي (جعفر المتوكل على الله) أن يندب لحربهم (محمد بن عبد الله القميّ) لمعرفته بأحوالهم وأرضهم .
فطلب القمي أن يختار بنفسه لجيشه من الرجال من أحبّ ولم يرغب في تكثير عدد جيشه لصعوبة الطرق.‏
وخرج من عاصمة مصر ينوي محاربة البجا وهو في عدّة قليلة وفُرسان منتخبون وسارت المراكب في النيل ، فاحتشد البجا لحرب المسلمين في عدد كثير عظيم وقد ركبوا الإبل.
فهاب المسلمون منظرهم ، فشغلهم بكتاب طويل كتبه في طومار ولفه بثوب فاجتمعوا لقراءته فحمل عليهم وفي أعناق الخيل الأجراس فنفرت الجمال بالبجا ولم تثبت لصلصلة الأجراس فركب المسلمون أقفيتهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وكان من القتلي كبير البجا.
فقام من بعده ابن أخيه (أولباب) وبعث يطلب الهدنة فصولح على أن يطأ بساط أمير المؤمنين أي يسافر للعراق . فسافر إلى بغداد وقدم على الخليفة المتوكل في سامراء(سر من رأي) في سنة 241هـ ، فصولح على أداء الإداوة والبقط وعلي عدم منع المسلمين من العمل في التعدين والبحث عن الذهب في أرض المعدن البجاوية ووادي العلاقي .
وأقام محمد القميّ بأسوان مدّة وترك في خزائنها ما كان معه من السلاح وآلة الغزو فلم تزل ولاة بني العباس تأخذ منه حتى لم يبقوا منه شيئًا.
فلما كثر المسلمون في المعادن واختلطوا بالبجا قلّ شرهم وظهر التبر لكثرة طلابه وتسامع الناس به فوفدوا من البلدان
وقدم عليهم (أبو عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالحميد العمريّ) بعد محاربته النوبة في سنة 255هـ ومعه ربيعة وجهينة وغيرهم من العرب فكثرت بهم العمارة في أرض البجا حتى صار عدد الرواحل التي تحمل الميرة (المحاصيل والأغذية) من أسوان إليهم ستين ألف راحلة غير الجلاب التي تحمل من القلزم إلى عيذاب.
ومالت البجا إلى ربيعة وتروّحوا إليهم‏ (تزاجوا معهم).

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *