تشهد العاصمة الخرطوم أزمة كبرى بسبب تزايد مشاكل التفلتات الأمنية التي تهدد وتروع المواطنين في واحدة من أكبر المهددات الأمنية التي صارت تتم بواسطة عصابات منظمة منها ما يعرف بـ(9) طويلة التي تستغل الدراجات النارية تحت تهديد السلاح، وعصابات (أبو ساطور) التي تنشط في ارتكاب جرائم بمحلية بحري وتقوم بأنشطة إجرامية خارجة عن القانون بتهديد وترويع المواطنين وسلبهم وسرقتهم تحت تهديد السلاح، بجانب عصابات “الشفشافة”، وهي إحدى العصابات التي تنشط في أعمال النهب والاعتداءات في المناطق الحضرية بمحلية كرري ومعظم أفرادها جنود بالقوات الحكومية.
ويسود أحياء متفرقة بالخرطوم وأم درمان وبحري خوف ورعب وعدم شعور بالأمان من الحوادث التي تشهدها العديد من الأحياء وبخاصة في الأماكن التي لا يتكدس بها المواطنون بأعداد كبيرة، حيث تستغل العصابات الشوارع الخالية من المارة ويقومون بتهديد الضحايا بعد سرقة مقتناياتهم من موبايلات أو شنط يد أو نقود تحت تهديد السلاح. ويقول المواطن صلاح أحمد لـ”مداميك” إن ولاية الخرطوم لا زالت غير آمنة حيث تنتشر عصابات (9) طويلة وهم يقودون دراجات نارية ويجوبون الشوارع بسرعة شديدة لتخويف وترويع المواطنين، ويحدث ذلك رغم قرار سلطات الولاية بمنع الدراجات النارية، وصار غالبية المواطنين يعودون إلى منازلهم في أوقات مبكرة، ولا يخرجون من منازلهم مرة اخرى خشية تعرضهم للنهب والترويع الذي ترتكبه تلك العصابات، مضيفا أن الانتشار الأمني في العديد من المناطق دون المستوى لذلك تشهد الفترة المسائية في العديد من الأحياء مرور مكثف بالدرجات لعصابات النهب التي تبحث عن صيد ثمين لتنفيذ جرائمهم، ولكن لأن غالبية العائدين من الحرب لا يملكون شيء لذلك يطاردون المواطنين في الشوارع للحصول على مقتناياتهم.
وتقول شرطة محلية بحري إنها تمكنت من وضع حدا لعصابة (أبو ساطور) التي تنشط في ارتكاب جرائم بمحلية بحري وإنهاء أنشطتها الإجرامية الخارجة عن القانون بتهديد وترويع المواطنين، وسلبهم وسرقتهم تحت تهديد السلاح، مبينة انهم يستغلون الدراجات النارية في ممارسة نشاطهم الإجرامي. وشهدت مدينة أم درمان منتصف أغسطس الماضي حادثة أثارت ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، إذ انتشر مقطع فيديو يظهر ثلاثة أفراد مسلحين وهم يهددون سيدة تعمل محاسبة في إحدى المؤسسات، وطالبوها بتسليم مقتنياتها من المال والهاتف المحمول. هذه الواقعة سلطت الضوء مجدداً على تصاعد أعمال السطو في المدينة، وأثارت موجة من الاستنكار الشعبي.
وأكدت لجان مقاومة الحارة الثامنة بمحلية كرري في مدينة أم درمان أن المواطن أمجد أحمد خليل تعرض لإصابة بالرصاص الطائش أثناء تنقله داخل المدينة على متن عربة “ركشة”، ما أدى إلى وفاته لاحقاً. وأوضحت اللجنة في بيان، أن الحادث وقع نتيجة إطلاق نار نفذته مجموعة مسلحة تُعرف محلياً باسم “الشفشافة”، وهي إحدى العصابات التي تنشط في أعمال النهب والاعتداءات في المناطق الحضرية.
وأكدت أن مثل هذه الممارسات تهدد حياة المدنيين وتزيد من تعقيد المشهد الأمني، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار العصابات المسلحة وتعزيز الحماية المجتمعية. وكان رئيس وزراء سلطة الأمر الواقع كامل إدريس، استمع الي تنوير مفصل من لجنة أمن ولاية الخرطوم حول الوضع الأمني والجنائي بالعاصمة، تضمن أرقاماً وإحصائيات دقيقة عن جهود مكافحة الجريمة وتعزيز الاستقرار.
وكشف والي الخرطوم احمد عثمان خلال التنوير أن الطوف المشترك تمكن من إحباط نحو “2063” جريمة سرقة، شملت أجهزة كهربائية وممتلكات أخرى، بجانب ضبط “233” متهماً، إضافة إلى مصادرة كمية من الأسلحة، والقبض على أعداد كبيرة من الأجانب المخالفين للقوانين حيث فُتحت في مواجهتهم بلاغات جنائية.
وينتقد المواطنون قرار والي الخرطوم بمنعهم من استخدام الدراجات النارية وتركها للصوص والجنود المتفلتين ليمارسوا بها نشاطهم الإجرامي، موضحين أن قرار الوالي حرمهم من الاستفادة من دراجاتهم رغم توفر المستندات القانونية الخاصة بها، في ظل عدم توفر المواصلات لكثير من المناطق، مطالبين الوالي بمراجعة القرار واشتراط تحرك الدراجات التي يحمل اصحابها أوراق ثبوتية قانونية لها، بدل الإضرار بهم بهذه القرارات غير المدروسة.
مداميك
المصدر: صحيفة الراكوبة