أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
بين كل حقيقة وحقيقة أخرى
صوت بُلِلَ بالضجيج ولم يجف!!
وعندما انسحبت قوات الدعم السريع من الخرطوم، تحدثنا عن أن هذا الإنسحاب سيكون تأثيره سلبا على القوات المسلحة، لأن كل الجرائم التي تُرتكب في الخرطوم بعد الإنسحاب ستقع فيها المسئولية المباشرة عليها، و على القوات النظامية والمساندة لها في الخرطوم فمايحدث في الخرطوم من زعزعة لأمن المواطن وإعادة سيناريو “الرعب” الذي حدث في بداية الحرب هي حالة فراغ أمني تعكس حجم المسافات بين الحكومة والمواطن
وفي شهر واحد تكررت حوادث الإعتداء على المواطنين وقتلهم وسرقة ممتلكاتهم في العاصمة الخرطوم التي رفعت الحكومة لها شعار (العاصمة الآمنة) ، فالإعلام الكيزاني كان له القدح المعلى في عملية التحفيز للعودة “الملغومة” والكثير من العائدين كانوا ضحايا الدعوات البراقة والقليل منهم أجبرتهم ظروف الحياة، وفي كل الأحوال فشلت الحكومة في تأمين العاصمة وتركتها تحت تصرف سلطة الذين يحملون السلاح
وجاءت افادات كثيرة من مواطنين تم الإعتداء عليهم وقتل بعضهم بسبب سرقة اموالهم وممتلكاتهم تحت تهديد السلاح او قتلهم قبل نهبهم
لكن ماهي المجموعات المسلحة التي تعتدي على المواطنين بأمدرمان وغيرها من المدن، والتي تحاول تكرار ماقامت به قوات الدعم السريع ، فالعاصمة الخرطوم الآن بها مجموعات متعددة تحمل السلاح جعلت حاميها وحراميها لافرق بينهما
وفي الخرطوم هناك حركات مسلحة وقوات امنية، وكذلك القوات النظامية من الشرطة والجيش ومجموعة من المستنفرين!! وهو السبب الذي يجعل معرفة وتحديد الجناة امرا صعبا طالما أن المعتدي الآن يدخل بقوة السلاح والزي العسكري!!
فهل العاصمة الآن تحت قبضة العصابات المسلحة، حتى نستطيع أن نعفي القوات النظامية مما يحدث في العاصمة الخرطوم!!
و لو أن السلطات الانقلابية تنفي وجود عصابات وتصر على أن العاصمة آمنة وتدعو المواطنين للعودة فهل هذا يعني أنها مسئولة عن هذه الجرائم التي تحدث في الخرطوم!!
فكيف لمواطن يعود للعاصمة بعد نزوح استمر لأكثر من عامين كيف له ان يُقتل في منزله وتنهب ممتلكاته بعد أن خرجت الدعم السريع من الخرطوم!!
اليس هذه القضية هي التي يجب أن يناقشها والي الخرطوم بدلا من إفتتاح “مطب” على الشارع، وتصوير ( بليلة التكايا)!!
فالرجل يقول إن لجنة الأمن وضعت خطة كبري لتأمين الولاية والقضاء على كل من يهدد ويروع أمن المواطن بمشاركة كل القوات الأمنية وتأمين بيئة الأسواق وأضاف أن المواطن موعود مع واقع مغاير يشعر فيه بالأمان.
وهذا الذي يقوم به الوالي الآن، كان يجب أن يتم أولا ومن ثم تحشد الحكومة أعلامها الذي دق طبول العودة الآمنة
وأمس الأول بدأ تجار الذهب بأم درمان، إضرابًا مفتوحًا، احتجاجاً على حادثة نهب مسلح تعرّض لها صاحب متجر “الشلال” للذهب بشارع الوادي في أم درمان
ولوح رئيس غرفة تجار الذهب، خالد الخنجر للإغلاق الكامل ومغادرة البلاد، وقال في حديث لـ”سودان تربيون” إن نشاط 340 محلّ ذهب بات مهددًا بسبب الوضع الأمني، معتبرًا أن هذه الحادثة تنذر بخطر كبير
فهل سكان العاصمة الخرطوم الذين عادوا الي منازلهم سيجدون انفسهم أمام خيار نزوح ثانٍ
وكتائب الإسلامين التي تبحث في الشوارع عن الثوار والقوى المدنية لطالما أنها تقول لن تسمح ل “القحاته” بدخول الخرطوم اليس من الأفضل أن تبحث عن الذين يسرقون المنازل ويقتلون المواطنين ام أن الحرب السياسية منذ اندلاعها ضلت طلقتها الهدف لتخلق هذا الواقع المأساوي!!.
طيف أخير :
#لا_ للحرب
قال التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”: أرسلنا رسائل للرباعية أعربنا فيها عن ترحيبنا بالمبادرة التي تقودها المجموعة والتي تمثل خطوة مهمة نحو إنهاء معاناة الشعب السوداني ووضع حد للأزمة الإنسانية المتفاقمة.
الجريدة
المصدر: صحيفة الراكوبة