اخبار السودان

عربات «الكارو».. وسيلة تنقل «اضطرارية» بين مدن وقرى الجزيرة

وجدت عربات «الكارو» نفسها وسيلة النقل الوحيدة المتاحة والمرغوبة من مواطني ولاية الجزيرة وسط السودان، بعد تدهور الأوضاع الأمنية واجتياح قوات الدعم السريع للمدن والقرى.

 التغيير مدني: عبد الله برير

أصبحت عربات الكارو «عربة تجرها الخيول أو الحمير» وسيلة المواصلات الرئيسية للمواطنين في غالبية مدن وأرياف ولاية الجزيرة وسط السودان بعد اجتياح قوات الدعم السريع للولاية منذ حوالي ثلاثة أسابيع.

ونقلت قوات الدعم السريع الحرب الدائرة بينها وقوات الجيش منذ 15 ابريل الماضي بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، إلى ولاية الجزيرة المجاورة للخرطوم منتصف ديسمبر الماضي، لتبدأ عمليات اجتياح القرى والمدن ونهب الممتلكات والعربات وغيرها من الانتهاكات.

وبعد استيلاء «الدعامة» كما يطلق على عناصر الدعم السريع على سيارات المواطنين الخاصة ومركبات المواصلات العامة مثل الحافلات والركشات والميني بص والدراجات النارية «المواتر»، تربع «الكارو» على عرش الأسفلت.

فرار وعودة

مع بدايات دخول القوات للولاية استخدم المواطنون عربات «الكارو» في نقل البضائع من المخازن والمحال التجارية.

وشوهدت عربات الخيول والحمير وهي تنقل جوالات المواد الغذائية لا سيما السكر من مخازن منطقة مارنجان وغيرها إلى داخل أحياء المدينة.

وبعيد هدوء الأحوال نسبياً، شهدت الجزيرة رحلة عكسية للمواطنين من القرى المجاورة لمدينة ود مدني عائدين إلى بيوتهم في حاضرة الولاية.

مواطنون يتنقلون راجلين ارشيفية

وتنقل الغالبية منهم من قرى الجزيرة لود مدني راجلين ليقطعوا مسافات طويلة، واضطر هؤلاء للمبيت أحياناً في دور الإيواء بالقرى بعد أن أدركهم الليل في الطريق ليواصلوا مسيرهم في اليوم التالي.

واصطحب الفارون من ود مدني إلى القرى ذويهم من الأطفال وكبار السن والنساء والمرضى ما جعل مشوار عودتهم إلى ود مدني محفوفا بالمخاطر، إذ أنه وفور سماع نبأ دخوا الدعم السريع للولاية فر بعض المواطنين إلى الأرياف بسياراتهم خوفاً على أنفسهم وسياراتهم خشية الاستيلاء عليها بواسطة قوات الدعم السريع.

واعتقد هؤلاء أن القوات لن تصلهم في الأصقاع البعيدة بالقرى غير أن العكس تماماً حدث، وامتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ومجالس المدينه بأخبار الانتهاكات في الأرياف التي تتعلق بعمليات نهب كبيرة لسيارات المدنيين في قرى الجزيرة.

وبعد هدوء الأحوال نسبياً في مدني وبالمقابل انعدام الكهرباء وأحياناً الماء والخدمات في القرى، قررت الكثير من الأسر العودة إلى مدني.

ارتفاع الأسعار

وعاد الكثير من السكان مستقلين عربات «الكارو» التي ارتفعت أسعار مشاويرها بصورة جنونية.

وبلغ سعر أقل مشوار لمسافه قصيره مبلغ 25 ألف جنيه سوداني «حوالي 25 دولاراً» في وقت بلغت فيه قيمة التنقل الطويل مئتي ألف جنيه «نحو 200 دولار».

كارو في الجزيرة ارشيفية

وعزا أصحاب عربات «الكارو» ارتفاع أسعار المشاوير إلى انعدام العلف للدواب وغلائه بالإضافة لمخاطر الطريق. فيما يرى المواطنون أن الاسعار مبالغ فيها وتمثل امتداداً لقصص تجار الأزمات في أزمنة الحرب والسلم.

وعلى الرغم من غلائها مثلت وسيلة النقل هذه حلاً لبعض الأسر التي لديها أطفال ونساء وشيوخ لا يستطيعون السير مسافات طويلة على الأقدام.

وبالمقابل ارتفعت أسعار الحمير والخيول ووصلت مبالغ طائلة بعد أن أصبحت وسيلة التنقل الوحيدة المتاحة.

ومع اختفاء السيارات الخاصة والمواصلات العامة جاءت عربات «الكارو» في المرتبة الأولى تليها الدراجات الهوائية «العجلات» بجانب «مواتر» الكهرباء في حقبة ما بعد دخول قوات الدعم السريع مدينة ود مدني وضواحيها وحتى إشعار آخر.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *