عراب الإتفاقات الإبراهيمية ومواصلة الدفاع عن الإمارات

م/ التجاني محمد صالح
وقف المحامي نصر الدين بالأمس أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي مدافعا عن دولة الإمارات في الدعوى المقامة ضدها من حكومة بقايا العهد المباد بشأن الإبادة الجماعية التي تعرضت لها قبيلة المساليت وسكان دار فور بشكل عام.
المحامي نصر الدين يقف هذا الموقف ليس كقاض ولكنه يمثل طرف المدعى عليها وهو بهذه الصفة يخدم مصلحة موكله. والقضية محل الدعوى هي بين طرفين، الضحية والمشكو ضده أو المتهم بالإعتداء. الضحية هي شعب دارفور بشكل عام وقبيلة المساليت بشكل خاص التي ينحدر منها المحامي نصر الدين نفسه. إن فعل الإبادة ظاهر بالدلائل والوقائع ولا يمكن دحضه. فنصر الدين بموقفه هذا يمثل محامي الشيطان ضد الضحايا وهذا هو جوهر المأخذ عليه. فدفاع نصر الدين عن الإمارات هو في حقيقته دفاع عن متهم قام بتطهير عرقي بواسطة بندقية الجنجويد و ليس لإحقاق حق أو خدمة للعدالة.
موقف نصر الدين هنا كمدافع عن الإمارات لا يسيء لضحايا دارفور وحدهم ولكنه يسيء للثورة السودانية نفسها التي كان هو وزير عدلها وهذا يكشف مدى الإختراق الكبير لأجهزة المخابرات العالمية لمؤسسات الثورة من بدايتها مما أدى لتدميرها من الداخل.
ولا يفوتنا ان نرى كذلك دموع التماسيح التي يسكبها ممثلو حكومة بقايا العهد المباد في لاهاي الآن تباكيا على العدالة والإنسانية المهدرة في دارفور فهي “كلمة حق أريد بها باطل”.
إنها السياسة السودانية تمارس بوسائل أخرى.
٦ أبريل يحبنا ونحبه
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة