عدالة (الدرون) وجبن الإرهابيين !
علي أحمد
رغم دمويتها تبدو قصة (عطبرة) شيقة تتوفر على جميع عناصر السرد الروائي.
بدأت بكتابة صبي الأواني المنزلية وقائد الإرهابيين في مليشيا (البراء بن مالك)، المدعو (المصباح) على صفحته في فيسبوك مفاخراً (متفشخراً) بلغته المتفاخرة الجوفاء: ” الحمد لله وصلنا لمدينة عطبرة، بلد الحديد والنار، لحضور إفطار لواء البراء بن مالك، ونسعد بأن نلتقي بإخوان الشهداء اليوم”. ووضع موقع الصالة التي ينظم فيها الإرهابيين بقيادته هذا الإفطار”.
حضر الصبى (المُعتم) وسط التهليلات والتكبيرات والأناشيد الجهادية، ثم تسلل خلسة فإذا بمسيرة وكأنها طيرٌ أبابيل رمت بنيرانها هؤلاء القتلة الإرهابيين فمزقتهم شر تمزيق، ولله جنود من المسيرات.
وبينما الجمع الإرهابي تفّح من تحته الدماء وتتناثر الأشلاء بين قتيل وجريح بينهم فلول من ضباط الجيش، فيما لم يصب الصبي المُتم بأذىٍ، لأنه لم يكن موجوداً لحظة الضرب (الأبابيل) وفق روايات متطابقة لشهودٍ عيان.
بالله عليكم كيف صار هذا الجبان الأخرق على رأس هذه المليشيا الداعشية الخرقاء؟ ولكنهم جميعهم جبناء يهربون من الوغى ويهرولون صوب مغنم كاميرات التصوير!
على أي حال، فما حدث لشذاذ الآفاق هؤلاء في عطبرة كان متوقعاً من باب (الجزاء من جنس العمل) فها هم يهاجمون بطائراتهم ومسيراتهم المدنيين والعزل كما فعلوا في (كبكابية) أمس الأول.
ولعل المقام هنا مناسب جداً، كي أقول إن قوات الدعم السريع (فيما لو كانت) هي الجهة المسؤولة عن ضرب رأس الحية في صالة (إنفينتي) بعطبرة، فإن ذلك ما تستحق الثناء عليه وشكرها، لأنها اختارت هذه المرة المكان الصحيح والأعداء الفعليين، هؤلاء ينبغي ضربهم أينما وجدوا وفي أي وقت، بالمسيرات أو المدفعية أو القنابل، لأنهم إرهابيين بالفعل، يقطعون رؤوس المدنيين ويلتهمون أذرع القتلى ويسلخون جلودهم ويتفاخرون بهذه البشاعات لعنهم الله في الدنيا والآخرة.
الآن بدأت (بطبطة) الفلول والبلابسة داعمي الحرب والمليشيات الإرهابية، حيث وصف أحدهم ضربة (الأبابيل) لمحفلهم الإرهابي بأنها غادرة، ويا للسخرية، ألم ترفضوا عرض الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في شهر رمضان المعظم؟، ألم تؤكدوا إنكم ستقضون على الدعم السريع تماماً وتمسحونها من على وجه الأرض خلال رمضان، وأن العيد سيشهد تحرير الخرطوم والجزيرة وولايات دارفور وأجزاء من دارفور وكردفان والنيل الأبيض وسنار؟
إنها الحرب لا تعرف الغدر، وإن كان كان هناك غدر في الحروب فأنتم أجبن من المواجهة رجل لرجل، ألم يختبئ قادتكم في الأقبية والسراديب منذ بداية الحرب، ثم هربوا إلى بورتسودان؟ ومتى حاربتم خصومكم رجل لرجل؟ ، لقد ظللتم تحاربون بالطيران والمسيرات وتهزمون معركة تلو الأخرى، بمرتزفتكم من إيران أوكرانيا وغيرها وبمساعدة الطيران (الأجنبي) إياه، وبكتائبكم ومليشياتكم الإرهابية وببرهانكم وعطائكم وكبشكم الأليف وكرتيكم وسناء (السفيرة أم حمد).
الآن، وبضرب الخلية الإرهابية في عطبرة انتقلت الحرب إلى آفاق جديدة، مسيرة بمسيرة، وربما طيران بطيران، والباديء أظلم، فاستعدوا أيها الكيزان والفلول والبلابسة و(شدّوا الضراع) إن كانت لكم ذراع، فعزائمكم أوهن من بيت العنكبوت.
أمس البراء، وغداً القطط السمان، وغداً لناظره قريب
المصدر: صحيفة الراكوبة