عبد الحي يوسف بين انكار الماضي وتصريح الحاضر!!
ركن نقاش
عبد الحي يوسف بين انكار الماضي وتصريح الحاضر!!
عيسى إبراهيم
** صورة فوتوغرافية في رمضان 2018 (لعلها بباحة القصر الجمهوري أو بحدائق بيت الضيافة كما ورد) تجمع في الوسط عمر البشير وعلى يساره عبد الحي يوسف وعلى يمينه محمد عثمان صالح وعلى الجانبين بعض الفقهاء..
الصورة التقطت إبان اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة وقبيل اعتصام الثوار أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في السادس من ابريل 2018.. وظهرت فتوى قتل ثلث الثوار في مواقع التواصل الاجتماعي منسوبة (بلا تأكيد) لمحمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان جاء فيها: “كشف الشيخ محمد عثمان صالح رئيس ما يسمى بهيئة علماء السودان أن الشيخ عبد الحي يوسف هو من أفتى للمخلوع البشير بأن الإمام مالك أفتى بقتل ثلث الشعب وقال الشيخ محمد عثمان صالح في مخاطبة لبعض الحضور في مسجد بالمهندسين بجوار بيته فجر اليوم إن عبد الحي قال ذلك بحضورهم خلال لقائهم في حدائق بيت الضيافة وقال الشيخ صالح إنهم أنكروا على الشيخ عبد الحي تلك الفتوى التي قالها للبشير خلال ذلك اللقاء إلا أن عبد الحي قال إنه لن يكتم العلم.. عندها انفض الحضور وطلب البشير من عبد الحي البقاء.. قالت مصادر إن عبد الحي أصر على صحة الفتوى..
** نحن الآن لسنا بصدد إثبات الاتهام أو نفيه وإنما نحن الآن أمام فتوى حديثة مسجلة صوت وصورة لعبد الحي يوسف يفتي فيها بالجواز إدارياً للمسؤولين أن يسقطوا الجنسية بل والتفريق بين الناشطين سياسياً أكثر من ذلك أفتى بجواز قتل المختلفين سياسياً..
نص فتوى عبد الحي يوسف “مفتي نظام الإنقاذ”:
** “يمكن أن تكون هناك ترتيبات إدارية تضطلع بها الدولة بمعنى أنها تحكم بتفريقهم بمعنى ألا يجتمعوا في مكانٍ واحد.. مثلاً إسقاط الجنسية عن بعضهم.. بعض الرؤوس والخونة والكذا.. بل والحكم بالقتل على بعضهم ذلك أن بعض الناس لا يكف شره إلا بقطع دابره لأن بعض الناس مردوا على الخيانة والنفاق خاصةً أنا أقول ليس المقاتلين فقط لأن هناك من الأحزاب العميلة من كان ينفخ في نار هذه الحرب ويهدد بها لأنهم وضعوا أيديهم في يد هذا الرجل (يقصد حميدتي) ووضعوا اتفاقاً وهم أقلية قليلة لا يمثلون إلا أنفسهم.. وضعوا اتفاقاً يريدون أن يفرضوه على الشعب حيث تكون هذه الأقلية هي الحاكمة بحراسة هذا الرجل وقواته وأخذوا يقولون إما الاتفاق على الإطاري وإما الحرب.. وبعضهم يقول مجلس الأمن الدولي لابد أن يفرض حظر طيران في سماء الخرطوم يقصد بذلك أن يكف يد الجيش وأن يمنع الجيش من الوسيلة الفاعلة التي يقمع بها هذا التمرد”..
** هذا ما ورد في الفيديو المسجل لعبد الحي والآن ندلف إلى تشريح ونقاش طرحه بموضوعية وحياد:
لابد أن نؤكد أننا في حوارنا مع عبد الحي يوسف إنما نحاوره وفي ذهننا أننا تحت مظلة نظام ديمقراطي لا شمولي!!..
1/ التفريق بين المعارضين: أهلنا السودانيون (ولعلك منهم يا عبد الحي) يقولون: “اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية” وفي النظام الديمقراطي الخلافات بين الأحزاب تكمن في شيئين: المذهبية الموجهة للتفكير.. والبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية حسب اتجاه الحزب المعني بمنهج التفكير.. وحتى تشاركنا في ما نقول وفق أرضية مشتركة نقول إن زعيم مدرسة الرأي في الفقه الإسلامي هو سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) التقى أحد الصحابة وسأله ما بك فقال له كنت عند علي بن أبي طالب استفتيه في مسألة كذا فافتاني بكذا فقال له لو كنت أنا لقضيت لك بكذا قال له الصحابي: وما يمنعك وأنت خليفة المؤمنين؟.. فقال له ويحك إنه الرأي.. يعني أن الرأي يختلف ولا ندري أيهما الأصح.. ومن هنا نقول لك يا عبد الحي بأي وسيلة تفرق بين أصحاب الرأي المؤتلف وتمنعهم من التعاضد؟.. حتى إن اختلفوا معك أو مع مجموعتك في الرأي؟..
2/ إسقاط الجنسية: ثم أنك وصفت يا عبد الحي قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي.. الذي يضم مجموعة من الأحزاب من ضمنها حزبي الاأة والاتحادي الديمقراطي الأصل وأخريات بأنها أحزاب قليلة لا تمثل إلا نفسها وطلبت أن تسقط منها الجنسية ولكن لم تستند على قاعدة توجب إسقاط الجنسية عنهم وهم سودانيون ألانهم يختلفون معك في الرأي؟..
3/ قثل بعضهم: وهنا نأتي إلى عقدة الفتوى فقد طالبت بقتل بعضهم وهم فقط يختلفون مع قبيلك في الرأي والقرآن يقول نصاً: “من قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم”!!.. فمن أين لك هذه الفتوى؟.. هل نعود لفتح حوار قتل الثلث المنسوبة إلى الفقه المالكي؟ أم “نسد دي بي طينة ودي بي عجينة” ونخليها مستورة!!..
4/ حظر الطيران: الحرب يا عبد الحي حرب مدن وليس أي مدينة يا عبد الحي إنما هي العاصمة المثلثة الخرطوم وأمدرمان وبحري ذات الثقل المقدر بسبعة ملايين نسمة والذين طالبوا بمنع استخدام الطيران ليس شلاً ليد الجيش ولكن لأنها حرب مدن واستعمال الطيران فيها يضر بالمواطنين العزل وحرب المدن حرب مشاة في المقام الأول فكيف يجوز لك أن تستنكر مسعى إيقاف الطيران وتعمى عمن هم مستهدفين بالطائرات (كاد المريب أن يقول خذوني).. أم أنك متعلق بقتل الثلث لإحياء البقية؟!..
المصدر: صحيفة التغيير