اخبار السودان

عائلات رهينات محررات من غزة تروي تفاصيل ما حدث لبناتهن من تجويع وتخويف

عائلات رهينات محررات من غزة تروي تفاصيل ما حدث لبناتهن من تجويع وتخويف

التعليق على الصورة، دانييلا في أحضان والدتها أورلي جلبوع ووالدها بعد عودتها من غزة
  • Author, أليس كودي
  • Role, بي بي سي تل أبيب

تحدثت عائلات أربع فتيات إسرائيليات أطلقت حماس سراحهن من غزة لبي بي سي، عن الإساءة التي تعرضت لها الرهينات، بما في ذلك تجويعهن وترهيبهن وتهديدهن من قبل رجال مسلحين، وإجبارهن على الطهي والتنظيف.

وروى الأهل كيف تم احتجاز الرهينات في أنفاق ومبانٍ تحت الأرض، كما أنهنّ تعرّضن للإساءة الجسدية وأُجبرن على المشاركة في مقاطع فيديو دعائية لحماس، كان من بينها تزوير وفاة إحداهن.

وقالت العائلات إن الرهينات اكتسبن القوة من خلال مشاركة القصص والرسم والاحتفاظ بمذكرات عن فترة الاحتجاز.

لم تجرِ أي من النساء المفرج عنهن مقابلات مع وسائل الإعلام منذ إطلاق سراحهن، ويقول ذووهنّ إن التفاصيل الكاملة عما تعرضن له لا تزال تتكشف. وهناك أيضاً أشياء لا يمكنهن التحدث عنها بسبب المخاوف من أنها قد تعرض بقية الرهائن المحتجزين في غزة للخطر.

ثلاث من النساء الأربع، اللواتي تحدث آباءهن إلى بي بي سي، كن جنديات مختطفات من قاعدة نحال عوز العسكرية بالقرب من غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023. وقالت العائلات إنه كان هناك تفاوت في معاملتهن وحصولهن على الطعام من جانب الحراس الذكور على مدار 15 شهراً احتُجزن فيها. وكان يتم نقلهن بين عدة مواقع، ونادراً ما رأين ضوء الشمس.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

قال والد الرهينة أغام بيرغر، 20 عاماً، وهي جندية كانت تخدم في نحال عوز: “كان الأمر يختلف جداً في كل الأماكن التي ذهبت إليها، فالمكان ربما كان نفقاً جيداً، وربما كان نفقاً سيئاً للغاية. وكذلك الحال بالنسبة للمنازل، فربما كان المنزل جيداً وربما كان سيئاً”.

وأضاف الأب شلومي بيرغر، إن بعض الأماكن كان بها طعام جيد، وبعضها الآخر “كان الطعام سيئاً للغاية… لقد حاولن فقط البقاء على قيد الحياة”.

(من اليسار إلى اليمين) نعمة ليفي، كارينا أريف، أجام بيرغر، ليري ألباج ودانييلا جلبوع

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، حماس أطلقت الشهر الماضي، سراح خمس رهائن من النساء (من اليسار) نعمة ليفي، وكارينا أرييف، وأغام بيرغر، وليري ألباج، ودانييلا جلبوع

أما أورلي جلبوع، التي اختُطفت ابنتها دانييلا أيضاً من القاعدة، فقالت: “لقد اضطررن (ومن خطفوهن) إلى الفرار من مكان إلى آخر لأنهم كانوا في منطقة حرب هناك. وكان الوجود هناك خطيراً”.

وعندما شاهدت دانييلا إطلاق سراح ثلاثة رهائن من الذكور الأسبوع الماضي، وكان يبدو عليهم الهزال وضعف الوزن، قالت لوالدتها: “لو تم إطلاق سراحي قبل شهرين لربما كان شكلي مثلهم”.

وتقول أورلي: “أصبحت (دانييلا) أكثر نحافةً، وفقدت الكثير من وزنها خلال الأسر. ولكن في الشهرين الأخيرين قدموا لهنّ الكثير من الطعام لزيادة وزنهنّ.”

كما أفادت عائلات أخرى بفقدان بناتهن الكثير من الوزن. فقد اختطفت حماس ابنة ميراف ليشيم جونين، من مهرجان نوفا الموسيقي.

أُطلق سراح رومي جونين، 24 عاماً، في الأسبوع الأول من وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني، وكانت قد فقدت “20 في المئة من وزن جسمها”، كما تقول والدتها.

ميراف ليشيم جونين

التعليق على الصورة، تقول ميراف ليشيم جونين إن ابنتها رومي فقدت الكثير من وزنها

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

وتعود أورلي جلبوع لتتحدث عن أصعب موقف تعرضت له، عندما رأت مقطع فيديو يوحي بمقتل ابنتها.

وفي المقطع، سكب خاطفوها مسحوقاً عليها حتى بدت وكأنها مغطاة بالجبس، لتظهر وكأنها قُتلت في غارة عسكرية إسرائيلية. وقالت لبي بي سي: “أعتقد أن كل من شاهد الفيديو صدقه، لكنني بقيت أقول لنفسي إنه لا يمكن أن يحدث هذا”.

اندلعت الحرب في غزة بسبب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأدى لمقتل حوالي 1200 شخص وأسر 251 آخرين.

وحتى الآن، قُتل أكثر من 48,230 فلسطينياً في غزة منذ الحرب الإسرائيلية على القطاع، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي ثلثي مباني غزة قد دُمرت أو تضررت.

حتى الآن، تم تبادل 16 رهينة يحملون الجنسية الإسرائيلية، وخمسة رهائن تايلانديين مقابل أكثر من 600 سجين فلسطيني محتجزين في إسرائيل، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني.

يكشف السيد بيرغر أن ابنته، أغام، تعرضت للتهديد من جانب خاطفيها وشهدت إساءة جسدية أثناء وجودها في الأسر.

ويقول: “شهدت في بعض الأحيان تعذيب رهينات أخريات أمام عينيها”، في إشارة على وجه التحديد إلى الاعتداء على أميت سوسانا، الرهينة السابقة التي أُطلق سراحها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وتحدث عن أن ابنته أخبرته كيف كانوا يعيشون دائماً تحت رقابة رجال مسلحين وكانوا طوال الوقت “يلعبون ببنادقهم وقنابلهم اليدوية”.

ويقول إن الخاطفين الذكور عاملوا النساء “بازدراء كبير”، وأجبروهن على التنظيف وإعداد الطعام.

ويضيف: “كانت تشعر بالانزعاج. إنها ليست خجولة، ودائماً تقول ما تريده، لذلك كانت أحياناً تتحدث إليهم وتخبرهم برأيها فيهم وفي سلوكهم”.

وكشف عن أن أغام كانت تقاومهم أحياناً، ورفضت ذات مرة أداء أي وظائف في يوم السبت، يوم العطلة اليهودية. وفي النهاية، تقبلوا قرارها.

لكنها لم يكن مسموحاً لها التحدث بصوت عالٍ.

ويضيف: “عندما عادت أغام (إلى إسرائيل) أرادت أن تتحدث طوال الوقت… وبعد يوم واحد، لم يعد لها صوت لأنها تحدثت كثيراً”.

أغام بيرغر تحتضن أحد أفراد أسرتها الذكور أثناء لم شملها مع عائلتها في منشأة في بتاح تكفا، إسرائيل في 30/1/2025

صدر الصورة، GPO/Reuters

التعليق على الصورة، الرهينة أغام بيرغر تلتقي مع عائلتها بعد إطلاق سراحها في 30 يناير/كانون الثاني

ويكشف يوني ليفي، والد المجندة نعمة (20 عاماً)، التي تم اختطافها من القاعدة العسكرية أيضاً، إنها كانت تُحتجز أحياناً في أماكن يبث فيها التلفزيون أو الراديو. وفي إحدى المرات، رأت نعمة والدها يتحدث على شاشة التلفزيون.

ويقول يوني: “منحها ذلك الكثير من الأمل والتفاؤل… بأن لا أحد سوف ينساها، وسنفعل كل ما هو مطلوب لإخراجها من هذا الجحيم”.

نعمة ليفي مبتسمة وهي تمسك بيد والدها ووالدتها بجانبها أثناء مغادرتهم منشأة في إسرائيل في صورة نشرتها السلطات الإسرائيلية في 25 يناير 2025.

صدر الصورة، GPO

التعليق على الصورة، نعمة ليفي مع والدها ووالدتها في إسرائيل في أواخر يناير/ كانون الثاني

ويقول إن هجوم حماس على القاعدة العسكرية كان “أكثر إيلاماً من الأسر نفسه”. “قد يتغير الأمر ولكن في هذه المرحلة نعتقد أن هذا هو اليوم الأكثر مأساوية”.

وتُظهر لقطات فيديو في ذلك اليوم نعمة ومعها جنديات أخريات يرتدين ملابس ملطخة بالدماء ومحاطات برجال مسلحين داخل غرفة في القاعدة، قبل إجبارهن على ركوب سيارة ونقلهن إلى غزة.

وكانت الجنديات الثلاث من بين خمس جنديات من وحدة عسكرية نسائية غير مسلحة في ناحل عوز، أطلقت حماس سراحهن في الجولة الأولى من وقف إطلاق النار.

وتم تكليف أعضاء الوحدة، المعروفة بالعبرية باسم تاتسبيتانيوت، بمراقبة حدود غزة والبحث عن أي مؤشرات على تحركات غريبة من جانب حماس.

ويقول الناجون من هجوم حماس وأقارب بعض القتلى في ذلك اليوم إنهم كانوا يحذرون منذ أشهر من أن حماس تستعد لهجوم.

قبل أيام قليلة من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كانت دانييلا في إجازة من الخدمة. وأخبرت والدتها في المنزل قبل العودة إلى الخدمة: “ماما، عندما أعود إلى الجيش، ستكون هناك حرب”.

وتقول الأم أورلي جلبوع: “لم أكن أتصور أن الحرب سوف تندلع بهذه الدرجة، ولم أتوقع بالطبع أخذ ابنتي رهينة”.

وأكدت أورلي، وكذلك أسرتا الجنديتين العائدتين ممن تحدثوا مع بي بي سي، إنهم ينضمون إلى دعوات إجراء تحقيق في ما حدث.

وكشفوا عن أن شعور بناتهم بالقلق ما زال موجوداً، خاصة على أولئك الذين ما زالوا في غزة، لذلك طالبوا باستمرار وقف إطلاق النار.

دانييلا جلبوع شوهدت وهي تبتسم من خلال النافذة المفتوحة للسيارة حيث تجلس في المقعد الخلفي أثناء الترحيب بها في منزلها في إسرائيل في 5/2/2025

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، دانييلا جلبوع تعود إلى منزلها مبتسمة بداية شهر فبراير/ شباط

وتعترف ليشيم جونين، بأنها لا تزال تحاول أن تفهم ما حدث لابنتها رومي. فقد تعرضت لإطلاق النار في مهرجان نوفا الموسيقي، ولم تتلق العلاج المناسب، مما أدى إلى وجود “جرح مفتوح حيث كان بإمكانها رؤية العظم”.

وتقول الأم، “هذا شيء يمكننا معرفته وهي تتحدث عنه. أما الأشياء الأخرى، فأعتقد أنها ستستغرق بعض الوقت (لتكشف عنها)”.

وتقول ليشيم جونين إن رومي وصفت إطلاق سراحها في الأسبوع الأول من الهدنة بأنه “مرعب” و”مخيف”. لقد حاصرها مسلحون وحشود من الناس، لكن لحظة اجتماعها بعائلتها كانت “قوية للغاية”.

رومي جونين سعيدة وهي ترتدي شالاً ورديًا تخرج من شاحنة حماس البيضاء

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، الرهينة رومي جونين لحظة إفراج عناصر حماس عنها في غزة

كما وصف الأهل لبي بي سي كيف تمكنت بناتهم من إيجاد طرق لتجاوز كل يوم في الأسر، من خلال الرسم أو تدوين الملاحظات أو تبادل القصص مع بعضهن البعض.

ويقول بيرغر: “كتبن بقدر ما استطعن ما كان يحدث كل يوم، وأين يتحركن، ومن هم الحراس وأشياء من هذا القبيل”.

أثناء الأسر، حلمن بالأشياء التي يرغبن فيها عند العودة إلى المنزل: “قص شعرهن وتناول السوشي”.

ورسمت دانييلا فراشة تحمل كلمة “حرية” أثناء الأسر، وهي الآن رسمته وشماً على ذراعها.

صورة مكبرة لنعمة ليفي وهي تبتسم بينما يحتضنها أفراد الأسرة أثناء لم شملهم في إسرائيل في 30 يناير

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، نعمة ليفي في أحضان عائلتها

إنهن يتكيفن مع الحياة في إسرائيل، وتقول أسرهن إنهن يخطون خطوة بخطوة في طريق التعافي.

ويكشف ليفي إن لحظة لم شمله بابنته نعمة ما زالت مشوشة، لكنه يتذكر المشاعر.

ويقول: “كان شعوري هو أنني… سأعتني بك الآن، وسيكون كل شيء على ما يرام. أبي هنا. هذا كل شيء. وبعد ذلك هدأ كل شيء”.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *