بكري الصائغ
شاء حظ المواطنين في بلدنا المنكوب بانواع لا تحصي ولا تعد بالمشاكل والاوضاع المزرية البالغة الحدة التي ضربت كل اوجه الحياة، انهم ما ان يستيقظوا صباح كل يوم جديد الا ويتفاجئون بكارثة كبيرة او حدث يهز الارجاء، او يطالعون اخبار محبطة للحد البعيد، ولما تكاثرت عليهم المحن والبلايا كان لزاما عليهم شاءوا ام ابوا ان يتاقلموا ويتعايشوا مع الحياة الجديدة المزرية التي لم يالفوها من قبل، غالبية المواطنين ودعوا الدهشة واصبحوا لا يستغربون من وقوع البلايا والمحن والرزايا استنادا إلى القول المعروف “لا تستغرب فانت في السودان”.
اخر مصيبة حلت بالبلاد، وكانت بالفعل مصيبة متوقعة الوقوع لدي المواطنين بنسبة كبيرة، هي ظهورعصابة “تسعة طويلة” مجددا في امدرمان بنفس الشكل القديم الذي تعودنا ان نعرفه عنها، وكانت العصابة قد اختفت تماما من امدرمان، واختفت معها اخبارها بعد احداث يوم السبت ١٥/ ابريل ٢٠٢٣، الا ان الخبر الصادم الذي نشرته الصحف والمواقع السودانية في يوم الاحد ٦/ يوليو الحالي، جدد مخاوف الناس بدرجة كبيرة، فقد جاء في الخبر: ( قُتل الشاب حامد نبيل أمام منزله بحي الحتانة في مدينة أمدرمان، إثر تعرّضه لهجوم مسلح من قبل عناصر يُشتبه بانتمائهم إلى عصابة “9 طويلة”، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
وقالت المصادر إن الجريمة وقعت عندما حاول أفراد العصابة سرقة هاتف الشاب القتيل، لكنه قاومهم بشجاعة، ما دفعهم إلى إطلاق النار عليه مباشرة، وأردوه قتيلًا في الحال. وكشفت ذات المصادر أن الضحية هو ابن شقيقة الناشط السياسي المعروف وشيخ الطريقة الأحمدية الدكتور مجد الدين الشيخ الأحمدي، مما أثار موجة من الاستنكار والحزن وسط معارفه وأبناء الحي. تشهد مدينة أمدرمان في الفترة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في حوادث العنف والنهب، وسط ما وصفه المواطنون بـ”حالة من التفلّت الأمني”، لا سيما في الأحياء الغربية من المدينة. وباتت عصابة “9 طويلة” رمزًا للفوضى، حيث تطورت أساليبها الإجرامية من النهب بالسكاكين إلى استخدام الأسلحة النارية، التي أصبحت منتشرة بصورة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في العاصمة الخرطوم قبل أكثر من عامين. في ظل هذه الظروف، أعرب مواطنون عن قلقهم الشديد من السيولة الأمنية، خصوصًا في مناطق مثل الخرطوم ، شرق النيل، بحري، والتي أصبحت شبه خالية من السكان. واقترح بعض المواطنين تكوين فرق أمنية مجتمعية بالتنسيق مع السلطات، وتزويدها بالتجهيزات الضرورية لمواجهة عصابات “9 طويلة”، في محاولة لإعادة الأمن إلى الأحياء السكنية المنكوبة.). انتهي الخبر
الشيء الذي اخاف المواطنين كثيرا، ان عصابه “تسعة طويلة” كانت في السابق متمركزة ومستقرة بصورة دائمة في ضواحي امدرمان، الا انها اصبحت تملك فروع اجرامية لها في عدة مدن مختلفة بالولايات، فقد نشرت الصحف عن تعرض نجل السيدة/ انتصار تقلاوي رئيسة اتحاد شباب السودان بولاية كسلا لهجوم مسلح بسوق 18 في كسلا. وأفادت تقلاوي لـ”التيار ” أن ابنها (17 عامًا) تعرض لاعتداء من قبل عصابة تسعة طويلة”مدمني آيس ، حيث قام بطعنه في الرجل باستخدام سلاح أبيض بعد محاولة خطف هاتفه الشخصي… وجاء خبر اخر جديد عن نشاط واسع يمارسه تنظيم “تسعة طويلة” في الخرطوم بحري حيث مازالت العصابة تعيث فسادا في ضواحي بحري.
وخبر ثالث نشر في صحيفة “صحيفة التحرير الإلكترونية”، وجاء فيه:(لا يظنن أحد أنه بمأمن من النهب المباغت، أو ما يسمى في الاصطلاح السوداني الساخر بـ (9 طويلة)، فالأمر لم يعد يتم فقط في الشوارع المهجورة أو الأماكن القصية من المدن، لكنه بات يتم أيضاً في رابعة النهار أمام أعين الناس، ولا يستثنى ذكورا أو إناثا. “اخطف واهرب” .. هو شعارهم، وفي كثير من الأحيان لا يتورعون عن استعمال السكاكين والخناجر وربما السواطير وحتى المسدسات في الترويع وسلب الغنائم.
المسألة ليست “حكايات” ترويها السوشيال ميديا أو بلاغات الشرطة، لكنها واقع أليم يحدث بأضعاف أضعاف ما تحصيه حكايات الأسافير، بل وأضعاف أضعاف ما تدونه الشرطة في أضابيرها، فمن يتعرضون للظاهرة يستعوضون الله فيما تعرضوا له من ترويع وخسارات مادية فادحة، ويكتفون برواية ما حدث للمقربين. غيرنا ليس بعيدا عن هذه الممارسة، فالنهب في الشوارع على طريقة (9 طويلة) تعرفه الكثير من بقاع العالم، لكنه مجازفة يفكر مرتكبها ألف مرة قبل الإقدام عليها. وهذا ما نريد أن يكون في السودان. أعجب ما في الأمر أن قادة البلاد اليوم، الذين فشلوا بجدارة في (السياسة) .. فشلوا أيضا بامتياز في ضبط الأمن، اللهم إلا ما يجودون به من القنابل المسيلة للدموع أو الرصاص في صدور الشباب المعبرين سلميا عن قناعاتهم السياسية!.). انتهي الخبر
احد الصحفيين كتب من قبل في تعريفه لهذه العصابة: “المقصود بها هو مجموعة عصابات تقوم بسرقة الهواتف المحمولة و الحقائب من المواطنين واللصوص وهم دائما على متن الدراجات البخارية، وجاءت التسمية من شكل حركة اللصوص فوق الدراجة حول المجنى عليه بشكل دائرى يتبعه خط مستقيم للهروب مباشرة، ينشرون الرعب بالنهب المسلح يسرقون من النساء والرجال والشباب، وكل من خارت قواه إمامهم فهو ضحية لهم يتجولون ليل نهار.انتهي
يبقي السؤال مطروح بقوة،هل نشهد في الايام القادمة ظهور عصابة “النيقرز” مجددا، والتي هي الاخري لا تقل بشاعة ودموية عن توأمها “تسعة طويلة”… ام ان الحكومة الانتقالية القادمة بالفعل تستطيع تقليص نفوذها وانهاء وجودها؟!!
مرفقات لها علاقة بالمقال:
ا/ أسرار خطيرة عن عصابة 9 طويلة
واتهامات خطيرة لسلطات الانقلاب
٢/
تسعة طويلة.. ظاهرة جديدة للنهب في شوارع الخرطوم.
٣/
وسط فرحة عارمة.. القبض على زعيم
عصابة “9 طويلة” في السودان:
٤/
مداهمة معاقل عصابة “9 طويلة”
بالعاصمة السودانية الخرطوم:
٥/
عصابات الموت أو “9 طويلة”.. كيف
روعت الماره في الخرطوم لسرقتهم وقتلهم:
٦/
9 طويلة والان ظهور 10 طويلة و بداية الانزلاق في السودان.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة