ظروف إنسانية صعبة.. «حرب الجنرالات» تسرق فرحة العيد من سكان الأبيض
فرضت ظروف الحرب واقعاً مختلفاً في شتى أنحاء السودان، غير أن الحصار الجزئي الذي تعيشه مدينة الأبيض أفقد مواطنيها حتى القدرة على الاحتفاء بالعيد.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
استقبل سكان مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان وسط السودان، عيد الأضحى هذا العام في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية والتي تواصل الانهيار منذ 15 أبريل 2023م.
ومنذ اندلاع حرب 15 ابريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دخلت مدينة الأبيض دائرة الصراع بين الأطراف المتقاتلة، وتعيش حتى هذه اللحظة في ظل حصار جزئي من قبل الدعم السريع، ويعاني سكان المدينة سوء الأوضاع الاقتصادية والخدمية.
مظاهر غائبة
ومع حلول عيد الأضحى المبارك لا يرى سكان المدينة الذين بينهم من فقدوا ذويهم وآخرون هُجروا من منازلهم مظاهر للفرحة والاحتفال بالعيد، لكنهم يحاولون تعظيم الشعائر الدينية رغم الأوضاع الإنسانية والأمنية والاقتصادية السيئة التي فرضتها عليهم الحرب.
وقالت المواطنة شامة مبارك، إنهم يعيشون في أوضاع إنسانية سيئة للغاية في ظل غلاء الأسعار خصوصاً المواد الاستهلاكية مثل الطحين، السكر وفحم الطبخ، بجانب إنعدام السيولة المالية بصورة واضحة داخل المدينة.
وأضافت لـ(التغيير)، أن أطفالهم يتعرضون للأمراض ولا يستطيعون علاجهم بسبب سوء الأوضاع التي جعلتهم يعجزون عن شراء أبسط الأشياء “مثل السكر لشاي الصباح ولا حتى الزنجبيل الذي يستخدم كعلاج طبيعي للقبضة” على حد تعبيرها.
فيما قال المواطن أحمد جوكس، إن عيد هذا العام جاء في ظل ظروف اقتصادية طاحنة ظلوا يعانون منها بسبب ارتفاع الأسعار ومضاعفتها بصورة خرافية، إلى جانب النقص الحاد في السيولة المالية، وأضاف أن الفرق بينه وبين عيد الأضحى الماضي أنه كانت هناك مؤازرة بين الناس باتت اليوم غير موجودة.
وكان سعر رطل السكر داخل المدينة وصل إلى (3200) جنيه سوداني، فيما بلغ سعر جوال الفحم (20) ألف جنيه، وسعر الخبز (500) جنيه للقطعة، ووصل سعر صابونة الغسيل (1200) جنيه.
ارتفاع الأسعار
ورأى المواطن أيمن علي، أن هناك فرقاً شاسعاً بين العيد الماضي وعيد هذا العام الذين يفتقدون فيه إلى الأهل والأحبة.
وقال لـ(التغيير)، إنه من الناحية الاقتصادية هناك فرق في ارتفاع الأسعار إلى أضعاف كثيرة مقارنة بالعام الماضي.
وأضاف أنه في العام الماضي اشترى أضحية تزن (30) كيلو بمبلغ (110) ألف جنيه أما هذا العام فقد بلغ سعر الأضحية وزن (16) كيلو (130) ألف جنيه.
ونوه إلى أن هناك غلاءً في أسعار الخضر، وقال: “تحتاج إلى 25 ألف جنيه من أجل شراء خضار العيد وهذا لا يكفي ليوم واحد” حد قوله.
واستطاعت المواطنة الشابة وجدان أحمد أن تصنع أقل كمية من حلويات العيد، وأوضحت أن هذه التجهيزات ليس لأنهم لديهم المال وأوضاعهم جيدة بل من أجل تعظيم الشعائر الدينية ونشر الفرحة وسط الأطفال.
وقالت لـ(التغيير)، إنها فقدت جزءاً كبيراً جداً من مظاهر العيد بسبب الحرب التي أفقدتها بعض الأهل والأصحاب.
وأضافت أنه كان لديها أمل في العيد الماضي بأن تتوقف الحرب ولكنها في هذا العيد فقدت أي أمل بتغيير الوضع نحو الأفضل.
وذكر المواطن عمر عبد الله لـ(التغيير)، أن الاستعدادات لعيد الأضحى لم تختلف عن العام الماضي، إذ أن هناك مواطنين لديهم القدرة على شراء الأضحية وآخرون لا يستطيعون، لكنهم فقدوا الفرحة حتى في مظاهرها وسط الأطفال.
وبحسب متابعات (التغيير) ترواحت أسعار الأضحية في حدها الأدنى هذا العام ما بين (200) إلى (250) ألف جنيه سوداني في أسواق المواشي بمدينة الأبيض.
المصدر: صحيفة التغيير