ظاهرة سيئة غير موجودة عن رؤساء الدول : البرهان يخشي مخاطبة الجماهير .. والالتقاء بالصحفيين!!

بكري الصائغ
العنوان الموجود اعلاه ليس بالجديد ولا هو بالغريب والمستغرب عند القراء، بل هي ظاهرة في غاية السوء ومعروفة عند ملايين المواطنين الذين يعرفون حق المعرفة عن دراية وخبرة لمسناها مع مرور الزمن ان الرئيس البرهان منذ ان استلم الحكم قبل ست اعوام مضت بداية منذ بداية يوم يوم الخميس ١١/ ابريل عام ٢٠١٩م اي طوال مدة (٧٢) شهر وحتي الان وهو يتجنب مخاطبة الجماهير التواقة لمعرفة كل الحقائق منه شخصيا عن حال البلد، ان يلتقي بالمواطنين جهارا نهارا وجها لوجه كما فعل من قبل الرؤساء السودانيين السابقين.
الرئيس الراحل/ ابراهيم عبود في سنوات حكمه من عام ١٩٥٨م حتي ١٩٦٤م ، كانت عنده لقاءات جماهيرة كثيرة مع المواطنين في مناسبات عديدة، خاطبهم وصارحهم بحقائق كثيرة عن حرب الجنوب، واتفاقية ترحيل النوبيين الي حلفا الجديدة، وعن خطط الحكومة في تنمية البلاد.
بعد رحيل نظام عبود، جاء الراحل/ سرالختم خليفة رئيس الحكومة الانتقالية بعد ثورة اكتوبر ١٩٦٤م الذي التقي عشرات المرات برؤساء واعضاء الاحزاب الدينية والعلمانية والطوائف الدينية ، التقي في مئات المرات مع رؤساء المنظمات المختلفة والاتحادات والنقابات ورؤساء الاندية الرياضية، قام بجولات في المحافظات وخاطب هناك مواطنين هذه الولايات.
المواطنين الذين عاصروا زمن حكم الرئيس الراحل/ جعفر النميري (١٩٩٦م ١٩٦٩م) يعرفون حق المعرفة كيف كان النميري يحب اللقاءات الجماهيرية ومخاطبة المواطنين في الساحات المفتوحة والميادين، كلنا نعرف ان النميري هو الرئيس السوداني الذي طاف كل الولايات، وزار كل المدن بدء من جوبا الي حلفا ومن بورتسودان الي دارفور، وهي زيارات لم يقم بمثلها اي رئيس اخر(علي سبيل المثال البشير لم يقم باي زيارة خلال سنوات حكمه الي وادي حلفا وحلفا الجديدة ومريدي وتوريت !!.)… اشتهر في زمن حكمه انه كان يحب الظهور والتجوال بين الجماهير وفي الاسواق والمناسبات الاجتماعي، وكان يحب سماع هتافات المواطنين وهي تهتف له “ابوكم مين؟!! نميري”، وصل الي حد الهوس، لدرجة اطلاق عشرات الالقاب عليه : “راعي الاتحاد الاشتراكي”، راعي الحركة الرياضية”، “راعي شباب الكشافة ” ، “راعي الحركة النسائية!!”.
الرئيس الراحل النائب الأول/ عبدالرحمن سوار الذهب الذي حكم البلاد فترة قصيرة لم نلمس له حضور حقيقي في الساحة السودانية بصورة لم نالفها في رئيس سوداني او اجنبي ، كان سوار الذهب قليل الكلام ويكره اللقاء مع الصحفيين والمراسلين الاجانب!! ، نبذ كل شيء ترك امر اللقاءات الرسمية والاجتماعات مع رؤساء الاحزاب والنقابات لرئيس وزراء الحكومة الانتقالية الدكتور/ الجزولي دفع الله الذي تحمل عبء ثقيل كان المفروض ان يتقاسمه مع سوار الذهب.
الكلام عن الرئيس السابق/ عمر البشير رغم سوء نظامه وفساد بطانته، لابد ان نقول بكل صراحه انه خلق لنفسه شعبية كبيرة، وكانت عنده جوالات في العديد من المدن التقي فيها بالمواطنين، ورقص مرحا يهز بعصاه الابنوسية وهي يسمع هتافات الجماهير، هناك عشرات اشرطة الفيديو في موقع “youtube” وثقت الرقصات التي قام بها البشير من فوق سطح السيارات التي كان متنها، وهناك ايضا الكثير من تسجيلاته وهو يخاطب المواطنين ويشتم المعارضة واوكامبو وامريكا.
بعد هذا السرد عن الرؤساء الاربعة السابقين الذين حكموا البلاد (عبود، النميري، سوار الذهب، البشير) وكان عندهم حضور شعبي واعلامي، اسال : لماذا شذا البرهان عنهم، وخلت فتره حكمه طوال ستة اعوام من اي ظهور حقيقي في الساحة السياسية، وتعمد تجاهل مخاطبة المواطنين والالتقاء بهم في مناسبات جماهير؟!!، ورفض الالتقاء بالصحفيين والمراسلين الاجانب؟!!، منذ زمن طويل والمواطنين يطلقون علي البرهان لقب “زول ضله (ظله) ميت.”.، وهو بالفعل لقب يستحقه بجدارة.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة