اخبار السودان

طالب جامعي يسرد معاناة اللاجئين السودانيين الذين فروا إلى الجنوب 

منذ اندلاع حرب «الجنرالات» في السودان حتى الآن لا يزال المئات من الفارين من ويلات الحرب يعانون من متاهات الخروج من البلاد، لكن اللاجئ «داروين» يؤكد أن معاناة الخروج من الخرطوم تهون مقارنة بأهوال العيش بداخلها.

التغيير: فتح الرحمن حمودة

«داروين» لقب طالب الإعلام العشريني بجامعة الخرطوم الذي خرج من العاصمة السودانية بعد أسابيع من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل الماضي.

رحلة لجوء شاقة دامت لأسابيع، اللاجئ الشاب هرب من ويلات الحرب هناك مصطحبا معه أحلامه ومستقبله إلى دولة جنوب السودان، على أمل النجاة.

يوضح «داروين» في حديثته لـ«التغيير» بأن قرار مغادرة العاصمة الخرطوم نحو «جوبا» عاصمة جنوب السودان، جاءت بعد أن وجد ترتيبات مسبقة تمت من قبل بعض المعارف والأقربين بالنسبة له.

إلا أنه كشف عن مدى معاناة المئات من اللاجئين السودانيين الذين قرروا المغادرة نحو جنوب السودان ولم يكن يعلمون مدى الصعوبات والمغامرة التي قد يجدونها طوال رحلة اللجوء.

ويقول «داروين» إنه كان هنالك طريق واحد يبدأ من مدينة «ربك» بولاية النيل الأبيض مرورا بمنطقة «جودة» وصولا إلى منطقة «الرنك» التابعة جغرافيا إلى دولة جنوب السودان.

ويضيف أنه طوال هذه المسافة بين تلك المناطق تظهر المعاناة التي قد يجدها اللاجئون من خلال بوابات التفتيش التابعة للجيش السوداني حتى المناطق الحدودية لدولة جنوب السودان.

ويشير «داروين» إلى أن هنالك معاناة إنسانية ظل يجدها اللاجئون السودانيون وغيرهم عند مدخل منطقة «الرنك» التابعة لدولة جنوب السودان.

ويمضي قائلاً إن الآلاف من الناس كانوا في العراء سودانيين وجنوب سودانيين حيث واجهوا غلاء الأسعار بما في ذلك الفنادق التي كان قد أغلقت أبوابها حتى إضطر العديد منهم السكن في المدارس والمساجد بالمنطقة.

ويقول إن بعض السودانيين بجنوب السودان ظلوا يستغلون اللاجئين ويمارسون الفساد بكل البوابات بما فيها مطار «جوبا» لعدم معرفة الأغلبية منهم بقرارات دولة الجنوب تجاه اللاجئين السودانيين.

ويشير إلى أن أسوأ الأوضاع كانت بمنطقة «فولج» في مطلع شهر يونيو والتي كان يوجد بها ما يقدر بحوالي «6 آلاف» لاجئ جميعهم كانوا يعانون من السكن بتلك المنطقة.

استغلال الأزمة

ويقول إن أجرة الغرفة بتلك المنطقة وصل إلى «200» دولار أمريكي لليوم الواحد مقارنة بالوضع الطبيعي الذي يصل إيجار لنفس اليوم إلى «6» دولارات.

ويذهب قائلا على الرغم من ذلك الاستغلال إلا أنه كانت هنالك مشاكل في انعدام المأكل والمشرب.

ويشير إلى أن أغلب  اللاجئبن يذهبون عبر مدينة ملكال التي ظل يصاحبها ازدحام كثيف داخل المطار ويضيف أن السودانيين ياتون من منطقة الرنك نحو ملكال إلى جانب السودانيين من الجنوب يتم إجلاؤهم مباشرة إلى مناطقهم .

وأوضح  أن أوضاع مطار مدينة الرنك سعر التأشيرة ما يقارب «150» دولارا إلى أن وصل بعد معاملات استغلالية للمسافرين بإجبارهم للدفع أكثر من المبلغ المحدد حتى وصل إلى مبلغ «400» دولار على الأقل.

أما عن مطار جوبا قال هنالك موظفين داخل المطار يسألون القادمين هل إنهم سودانيون بغرض أخذ مبالغ مالية علما بأن تأشيرة دخول الفارين من السودانيين إلى جنوب السودان مجانا.

ووصف داروين وضع معسكر « كرمة » الذي يضم المئات من السودانيين الذين كانوا قد وصلوا إليه مؤخرا بالوضع السيئ وقال إن المعسكر كان قد نشأ قبل أسبوعين على الأقل وحتى الآن يدخله أغلبية القادمين من السودان.

وأشار إلى أن المعسكر يضم عددا من اللاجئين تم حصرهم ووزعت عليهم عدد من المعونات الإنسانية وجميعها لا تكفي لأسبوع واحد خصوصا وان هنالك مجموعات أخرى لم يتم حصرها بعد وتعاني الآن من أوضاع سيئة.

ويضيف أن المعسكر توجد به العديد من المشاكل من بينها مشكلة المياه فهنالك مضختي مياه أحدهم يوجد بها صفوف طويلة في انتظار الحصول على الماء والمؤسف أن تلك المياه غير صالحة للشرب.

وكان معسكر « كرمة » للنازحين السودانيين الذين تم توطينهم هناك وبحسب حديث داروين، فأن المعسكر يفتقد إلى أدنى مقومات الحياة.

لم تستمر معاناة داروين طويلا حتى وصل إلى دولة جنوب السودان لكن سعادته بالاستقرار في الجنوب لم تنسه الخرطوم التي يأمل في الرجوع إليها قريبا لإكمال دراسته وتدريبه المهني في مجال الصحافة والإعلام.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *