طائفة الدروز الموحدين

ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
طائفة الدروز في سوريا هي جماعة دينية ذات جذور إسلامية إسماعيلية، لكنها تطورت لتشكل ديانة خاصة تُعرف باسم “المذهب التوحيدي” أو “المذهب الدرزي”. إليك أبرز المعلومات عنهم:
النشأة والهوية نشأ المذهب الدرزي في بدايات القرن الحادي عشر الميلادي خلال الخلافة الفاطمية في مصر، في عهد الحاكم بأمر الله.
المعتقدات يعتقد الدروز بمبادئ توحيدية فلسفية باطنية، ويتميز مذهبهم بالسرية، حيث لا يُفصحون عن تفاصيل عقيدتهم إلا ضمن نطاق ضيق، ولا يقبلون باعتناق أحد لمذهبهم بعد الولادة، الكتب يعتمدون على “رسائل الحكمة” بدلاً من القرآن كمصدر رئيسي اما من ناحية التوزيع في سوريا يتواجد الدروز بشكل رئيسي في جبل العرب (جبل الدروز) في محافظة السويداء جنوب سوريا، توجد تجمعات أخرى لهم في ريف دمشق (مثل جرمانا وصحنايا) وفي القنيطرة اما من ناحية الوضع السياسي والاجتماعي فنجد تاريخيًا، عرف عنهم دورهم في مقاومة الاحتلال العثماني والفرنسي، وكان من أبرز رموزهم سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى عام 1925م، خلال الحرب السورية، اتخذت الطائفة موقفًا حذرًا ومحايدًا نسبيًا، حرصًا على أمن مناطقها، رغم الانقسام الداخلي بين الموالين والمعارضين للنظام، لديهم هياكل اجتماعية قوية ونظام عرفي يُحترم بشدة، ولعبت القيادات الدينية والاجتماعية دورًا كبيرًا في الحفاظ على تماسك المجتمع الدرزي خلال الأزمة السورية، وبالنسبة للعقيدة الدينية عند الدروز فنجد، ان الدروز لا يُعدّون من فرق الإسلام وفقًا لأغلب علماء المسلمين، بل يُصنفهم كثير من العلماء ضمن الفرق الباطنية الخارجة عن الإسلام، بسبب اعتقاداتهم المخالفة لأصول الدين ومن أبرز ملامح معتقدهم هو التوحيد الفلسفي الباطني، يؤمنون بتوحيد الله بطريقة تأويلية عقلانية، متأثرة بالفلسفة اليونانية والأفلاطونية الحديثة، كما يرفضون الصفات الظاهرة لله كما وردت في القرآن والسنة، ويؤولونها تأويلًا باطنيًا، اما بالنسبة الي النبوة والرسالة فهم لا يعترفون بالأنبياء بعد الحاكم بأمر الله الفاطمي، بل يرون أنه تجلى فيه الإله، ويمجّدونه بمرتبة فوق البشر، لا يؤمنون برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الصورة التي يؤمن بها المسلمون، بل يعدّونها مرحلة من مراحل “الحقائق السبعة” التي تطورت حسب معتقدهم واما بخصوص كتبهم ومصادرهم فأنهم لا يقرون بالقرآن الكريم كمرجع رئيسي في التشريع والعقيدة، يعتمدون على مايسمي بـ “رسائل الحكمة” المنسوبة إلى حمزة بن علي (أحد مؤسسي المذهب)، وهي مكتوبة بلغة باطنية معقدة، وكذلك يعتمدون علي السرية والطبقية الدينية حيث تنقسم جماعتهم إلى الـ”عقال” وهم أهل الدين المطلعين على العقيدة السرية والـ”جهال” اي عامة الناس، ولا يُسمح لهم بالإطلاع على تفاصيل الدين، وكذلك لا يُقبل الدخول في مذهبهم، ولا يُسمح بالخروج منه وكذلك يعرف عنهم عدم إقامة الشعائر الإسلامية لا يؤدون الصلاة أو الصيام أو الحج على الطريقة الإسلامية المعروفة وكذلك ينكرون أركان الإسلام المتعارف عليها، ويُفسرونها بشكل رمزي، اما من ناحية اخري فان طائفة الدروز في الحرب السورية (2011 وحتي الآن اي بعد سقط نظام بشار الاسد ) فنجد الموقف السياسي لهم فقد اتخذ معظم زعماء الطائفة، وخاصة في السويداء، موقفًا محايدًا أو متحفظًا تجاه الصراع بين النظام والمعارضة، وحرصوا على حماية مناطقهم من التورط المباشر في الحرب، مع محاولة إبقاء مناطقهم بمنأى عن القتال واما علاقتهم بالنظام السوري السابق فنجد ان النظام السوري سعى إلى كسبهم من خلال ضمانات أمنية وإبقاء الحد الأدنى من السيطرة وفي المقابل، أبدى بعض “شباب الدروز” امتعاضًا من التجنيد الإجباري في جيش النظام، وظهرت دعوات لرفضه خاصة في السويداء.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت السويداء احتجاجات اقتصادية وسياسية سلمية ضد الفساد وسوء الإدارة، وحتى ضد النظام أحيانًا، كما في مظاهرات 2023م، لقد قاد هذا الحراك مشايخ “عقل” مستقلون وشخصيات شبابية مدنية، اما علاقتهم مع الفصائل حصل توتر مع فصائل إسلامية متشددة كجبهة النصرة أو داعش، خاصة عندما هاجمت الأخيرة مناطق درزية في 2018م، وارتكبت مجازر في السويداء.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة