ضوء الحقيقة
قصيدة: ضوء الحقيقة
إدوارد كورنيليو
في أرض الوجود التي تتداخل فيها الألوان، ينسج الأمل خيوطه من بين ثنايا الزمن. الأيام كأنهار متدفقة، تغسل الأحزان وترسم لوحات الغد.
في صدر الأمة التي تتراقص فيها الأحلام، تشرق شمس اليقين، تذيب الأوهام وتنير الدروب. وعلى الأفق الذي تتربع عليه العروش، يسجل التاريخ حكايات العدل التي تعلو فوق كل اعتلاء.
القلوب المثخنة بالجراح، تجد في الصبر جنة، وفي الأمل صديقًا لا يغيب. وفي كل زاوية من زوايا الأزمان التي تبدو فيها القسوة سيدة، تفتح الرحمة أبوابها، ويغسل العفو الآثام.
الأرض شاهدة على العطاء والحرمان، تعرف أن المطر سيعود ليبعث الحياة. والسلام الذي طال انتظاره، يعرف أن الهدوء سيعم الكون في النهاية.
الحرية ذلك الطيف البعيد، تعلم أن القيود ستتكسر، وأن الإرادة ستصنع العجائب. والعدالة التي غُمِضت عيناها، تثق أن الضوء سيكشف الحقيقة، وأن الغموض لن يستمر.
وفي مواجهة الظلم الذي حاول أن يستوطن، يعلم الظالم أن نهايته قادمة، وأن المظلوم سينتصر. الغد بكل غموضه، يبشر بيقين ومستقبل مشرق.
الماضي بكل حكاياته، يعلم أن العبر ستُستخلص، وأن الذكريات ستُعلم. والحكمة التي كُتمت، تعرف أن العلم سينتشر، وأن الفهم سيعم. والجهل بكل ظلامه، يدرك أن المعرفة ستزدهر، وأن الأفكار ستتجدد.
القوة التي استُخدمت للطغيان، تجد أن الضعف سيظهر، وأن القوى ستتوازن. والضعف الذي حمل اليأس، يتعلم أن القوة تنبع من الداخل، وأن العزيمة ستتقوى.
الزعامة التي لجأت للخداع، تعرف أن الصدق سيتبع،
وأن النوايا ستُفضح. الشرف الذي ضاع، يعرف أن الكرامة ستُسترد، وأن الشرف سيُحفظ. والحق الذي غاب، يثق أن الباطل سينكشف، وأن الصواب سيُعرف.
النور الذي خفت، يعلم أن الظلام سينجلي، وأن الضياء سيعم. والحياة التي شهدت الألم، تبشر بسعادة تزهر، وأحزان تتلاشى. والموت الذي بدا كنهاية، يعرف أن الحياة ستستمر، وأن الروح ستتجدد.
الزمان بكل ركوده، والمكان بكل هدوئه، يعلمان أن التغيير قادم، وأن التجديد سيحل. والتاريخ بكل نسيانه، يثق أن الذاكرة ستحفظ، وأن الماضي سيُذكر. والمستقبل بكل غموضه، يعد بأمل يُرى، وطريق معروف.
وطن الانقسام، وشعب الانفصال،
يعرفان أن الوحدة ستُبنى، وأن الأخوة ستُعزز. والعالم بكل صراعاته، والإنسان بكل ضياعه، يدركان أن السلام سيُزرع، وأن الأمان سيُحصد.
الحضارة بكل غرورها، والبساطة التي استُخف بها، تعلمان أن التواضع يُعلي، وأن العظمة تُكتسب. والعلم الذي كُتم، والجهل الذي ساد، يدركان أن الحقيقة ستُبحث، وأن السر سيُكشف.
القيد الذي حاول أن يستمر، والروح التي حُبست، يعرفان أن الحرية ستُطلق، وأن الأجنحة ستُفتح. والزمن الظلم الذي حاول أن يستمر، والعدل الذي غاب، يثقان أن العدل سيُطلب، وأن الحق سيُنادى.
وفي الأحلام التي يبدو فيها البعد لا نهائيًا، تُحقق الأمنيات، وتُبلغ الأهداف. واليأس الذي استوطن القلوب، يجد أن الإصرار يُولد من جديد، وأن النجاح يُحتفى به.
وطن الدمار الذي شهد الخراب، يعرف أن البناء سيُجدد، وأن الأمجاد ستُستعاد. وشعب الانكسار الذي تحمل الكثير، يثق أن العزيمة ستُبعث من جديد، وأن الكرامة ستُحفظ.
وهكذا، في رحلة الزمن ومسيرة الحياة، حيث كل شيء يبدو أنه لن يدوم، يبقى دائمًا شعاع من النور يتسلل إلى الظلام، يذكرنا بأن الأمل موجود، وأن الحياة، بكل تقلباتها، تستمر دائمًا بروح لا تعرف اليأس.
المصدر: صحيفة الراكوبة