اخبار السودان

ضائقة اقتصادية وفوضى أمنية في الأبيض نتيجة الاشتباكات العسكرية

تعيش مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان الواقعة وسط السودان، ظروفاً استثنائية منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل الجاري تركت أثاراً عميقة على حياة المواطنين بما في ذلك المخاوف من انتشار الفوضى والتردي الأمني وسوء الأحوال المعيشية.

التغيير: فتح الرحمن حمودة 

والخميس، أصبحت الحركة في الاتجاه الغربي للمدينة والتي كانت قد تأثرت بالاشتباكات شبه عادية، ومع ذلك بدا السوق الكبير الواقع وسط المدينة شبه مغلق. 

خلفت الاشتباكات المسلحة بالمدينة ظروفاً اقتصادية صعبة، وشكت مواطنة وهي ربة منزل من الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الاستهلاكية في البقالات والدكاكين الداخلية للأحياء.  وقالت لـ«التغيير» إن رطل الزيت ارتفع إلى ألف جنيه بينما كيلو السكر يباع الان بسعر الف جنيه سوداني.  

وفي خضم هذه الظروف، لم يكن أمام المواطنين إلا العمل على مساندة بعضهم البعض بسبب أن حكومة الولاية لم تقم بأي تحركات سوى إعلانها حظر التجوال قد بدءاً أمس الخميس مع اختفاء كامل لقوات الشرطة.

وبحسب متابعة « التغيير» هنالك العديد من المبادرات الشبابية التي تضم مجموعة من المتطوعين والمتطوعات يعملون في مساعدة النازحين بسبب الحرب.

ويعمل المتطوعون في مستشفى الأبيض التعليمي على النظافة وتهيئة العنابر الى جانب عدد من المبادرات الإنسانية الأخرى في ظل هذا الوضع الكارثي.

ورصدت «التغيير» داخل السوق الكبير للمدينة حركت مجموعة من التجار الذين كانوا يعملون في نقل بضائعهم إلى منازلهم خوفا من السرقات، وأشار مجموعة منهم لـ«التغيير» قائلين إن السوق اصبح اكثر عرضة للسرقة والنهب مع غياب الشرطة “لهذا بادرنا لنقل بضائعنا الى المنازل دون تردد”. 

 

أزمة وقود

 

وتسبب إغلاق محطات الوقود في أزمة طاحنة في توفر الوقود  وتحديدا «البنزين» مما نتج عن ذلك تجارته عبر السوق  الموازي بأسعار باهظة الأمر الذي اشتكى منه سائقو المركبات الخاصة والعامة داخل المدينة.

يقول سائق مركبة عامة لـ«التغيير» إن اسعار البنزين في السوق الموازي أصبحت خيالية وتتفاوت من شخص لآخر، مضيفاً “هناك من يبيعون لنا الجالون الواحد بسعر «15» ألف جنيه، وآخرون بسعر « 12 » ألف جنيه. 

ومنذ اندلاع الاشتباكات بين الأطراف المتقاتلة نزح مئات المواطنين من العاصمة الخرطوم الى مدن وولايات أخرى بما في ذلك مدينة الأبيض رغم انها كانت المدينة الثانية التي اندلعت فيها الأحداث.  

فيما يقول سائق مركبة سفرية  لـ«التغيير» إن أسعار تذاكر السفريات تتفاوت  بين 3050 ألف جنيه بالنسبة للباصات والدفارات و6070 ألف جنيه بالنسبة للمركبات الصغيرة، و«25» ألف جنيه للفرد الواحد بالنسبة للحافلات.

يقول أحد النازحين من العاصمة الخرطوم إلى المدينة لـ«التغيير» إن هنالك ارتفاع جنوني في أسعار تذاكر السفر، مضيفاً أنه تحرك مع أسرته الى مدينة الأبيض بسعر « 40 » الف جنيه للفرد الواحد، وتابع قائلاً:  «تجار الأزمات حتى الاوضاع الإنسانية لا يعرفونها».

أحد شوارع الأبيض

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *