دانت المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الافريقي، “شبكة صيحة” بأشد العبارات جرائم الاختطاف والاختفاء القسريّ التي نفذتها قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر بشمال دارفور، والتي استهدفت النساء والأطفال بصورة وحشية، معتبرة أن هذه الجرائم تمثل انتهاكًا فاضحًا للقوانين الدولية الإنسانية ولحقوق الإنسان، وترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقالت “صيحة” في بيان الأحد، إنها وثقت منذ اندلاع الحرب في إبريل ٢٠٢٥ أكثر من ٢٩١ حالة اختفاء قسري واختطاف لنساء وفتيات وأطفال في مختلف مناطق السودان، وقد شهد إقليم دارفور خلال العام الماضي تفاقمًا خطيرًا في جرائم الاختفاء القسري، الأمر الذي يؤكد أنّ هذه الجرائم تُرتكب بصورة منهجية، حيث يتم استهداف المدنيين وبالأخص النساء والأطفال واستخدامهم كأدوات حرب.

وأضافت أنه منذ مطلع أغسطس ٢٠٢٥، تفاقمت جرائم الاختطاف والاختفاء القسري بحق النساء والأطفال في مدينة الفاشر ومخيم أبو شوك للنازحين، نتيجة التوسع المتزايد لسيطرة الدعم السريع داخل المدينة. مبينة انه في يوم الثلاثاء، ١٢ أغسطس ٢٠٢٥، اقتحمت قوات الدعم السريع منزلًا في حي الوادي واختطفت سعاد هارون (٦٤ عامًا)، آمنة هارون (٦٨ عامًا)، عواطف صالح (٦٥ عامًا)، تيمن أحمد التجاني (٥ أعوام)، تنزيل أحمد التجاني (١٢ عامًا)، محمد أحمد التجاني (١٥ عامًا، ذكر)، ومريم مجروس (٦٥ عامًا)، وتم اقتيادهم جميعًا إلى مكان مجهول.

كما وثقت شبكة صيحة وقوع حالات إضافية من الاختطاف والاختفاء القسري في مخيم أبو شوك في ٢٣ أغسطس ٢٠٢٥. إذ أقدمت قوات الدعم السريع على اقتياد كل من حليمة آدم (٥٠ عامًا)، هبة محمدين (١٨ عامًا)، عائشة آدم (٥٠ عامًا نازحة من كتم)، زينب سليمان عبد الله (٥٥ عامًا)، فاطمة محمد حجر (٣٠ عامًا)، وجميلة أحمد علي (٣٠ عامًا) من معسكر أبو شوك إلى جهة مجهولة.

وذكرت ان ذلك إضافةً إلى توثيقها اختطاف ٣٠ من النساء والفتيات في مارس ٢٠٢٥ من قرية كراسو شرق الفاشر وحي الثورة، حيث تم اقتيادهن واحتجازهن في مباني الإمدادات الطبية شرق المدينة، التي حوّلتها قوات الدعم السريع إلى مراكز احتجاز. “تتعرض النساء والفتيات والأطفال في هذه المراكز للعنف الجنسي والتعذيب والعمل القسري”.

ونبهت الشبكة الى ان هناك العديد من الحالات التي لم تتمكن من توثيقها نظرًا لتدهور الأوضاع الأمنية، وانقطاع الإنترنت، وصعوبة التواصل مع الأسر. مشيرة الى ان هذه الجرائم الممنهجة ضد النساء والأطفال وكبار السن هي جزء من سياسة متعمّدة تهدف إلى إرهاب المدنيين. “فالاختفاء القسري، والعنف الجنسي، والإعدامات الجماعية هي انتهاكات جسيمة يجرّمها القانون الدولي، وتتطلّب مساءلة عاجلة. لقد عانى إقليم دارفور على مدى أكثر من ٢٢ عامًا من دوامات الفظائع وجرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري والقتل الجماعي، وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة اتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حد لهذه المعاناة المستمرة”.

وطالبت شبكة صيحة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع ضحايا الاختفاء القسري وإعادتهن/م إلى أسرهن/م، وضرورة رفع الحصار عن مدينة الفاشر وكل المدن المحاصرة في السودان بشكل عاجل، بما يسمح بوصول المساعدات الإنسانية وإنقاذ المدنيين.

ودعت الى وقف جميع أشكال التدخل الخارجي في الحرب، بما في ذلك توريد السلاح، التزامًا بحظر السلاح المفروض في دارفور، والالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن رقم ٢٧٣٦ (٢٠٢٤)، بدءًا بالوقف الفوري للعدائيات، وفي حال غياب هذا الالتزام، يتعيّن على مجلس الأمن النظر العاجل في جميع الخيارات الأخرى، بما في ذلك نشر بعثة لحفظ السلام في دارفور لحماية المدنيين على الأرض.

وشددت المبادرة على ضرورة محاسبة جميع مرتكبي الجرائم في دارفور، بمن فيهم عمر البشير وأعوانه، والمسؤولون عن الجرائم التي ترتكب حاليًا، باعتبار أن العدالة والمحاسبة هما السبيل الوحيد لإحلال السلام والاستقرار في الإقليم.

ولفتت الى ان ما يحدث في الفاشر الآن هو انتهاك صارخ للقانون الدولي، ويأتي امتدادًا لدورات متكررة من جرائم الإبادة الجماعية والقتل الجماعي التي شهدها إقليم دارفور أمام أعين المجتمع الدولي. “نحن ندعو إلى اتخاذ خطوات جدية لحماية النساء والأطفال والمدنيين في دارفور، ورفع الحصار عن مدينة الفاشر قبل فوات الأوان”

مدنية نيوز

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.