سخر التحالف من اتهامات البرهان بأن قادة “صمود” يسعون للسلطة، مشيراً إلى أنه هو من أصدر أوامر فض اعتصام الخرطوم، ثم قاد انقلاب أكتوبر، ويواصل الحرب حفاظاً على موقعه في السلطة على حساب وحدة البلاد وأمنها.

نيروبي: التغيير

انتقد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” خطاب القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، التي أعلن فيها تنصله من مسار الحلول السلمية الذي اقترحته مبادرة الرباعية.

وأعتبر التحالف في بيان صادر عن لجنة الاتصال السياسي والعلاقات الخارجية، اليوم الإثنين، أن الخطاب تضمّن مغالطات ورسائل خطيرة تشي باستمرار الحرب إلى أجل غير معلوم، بما يهدد وحدة السودان وسيادته.

وأوضح التحالف في بيانه أن القوى المدنية الديمقراطية، وعلى رأسها “صمود”، ظلت الأكثر حرصاً على الحفاظ على وحدة البلاد وإنهاء حالة تعدد الجيوش، والعمل على بناء مؤسسة عسكرية مهنية واحدة.

وأضاف أن هذه الجهود اصطدمت ـ طوال السنوات الماضية ـ بإصرار قيادات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية على تقديم مصالحهم السياسية الضيقة على المصلحة الوطنية، ما عطّل الوصول إلى جيش قومي موحد خلال المرحلة الانتقالية.

وجددت “صمود” دعمها لخارطة طريق الرباعية الصادرة في 12 سبتمبر، باعتبارها “الفرصة الأوفر حظاً” لإيقاف الحرب، موضحة أن المبادرة تقوم على مبادئ صون وحدة السودان وسيادته ووقف التدخلات الخارجية، والوصول إلى جيش مهني بعيد عن السياسة.

وأكد البيان أن الاتهامات التي ساقها البرهان بشأن سعي المبادرة لتفكيك الجيش “غير صحيحة” وأن الحرب هي التي قادت فعلياً إلى تفكيك مؤسسات الدولة وانتشار المليشيات.

وذكّر التحالف بأن البرهان نفسه كان قد قاد انقلاب 25 أكتوبر الذي أطاح بالمرحلة الانتقالية التي كانت تعمل، وفق البيان، على دمج القوات في جيش موحد دون إراقة دماء.

وأشار التحالف إلى أن مبادرة الرباعية حظيت بقبول واسع داخلياً وخارجياً، باستثناء رفض المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، معتبراً أن إعلان البرهان رفضه للمبادرة يضع رغبات هذه “الجماعة الإرهابية” فوق تطلعات الشعب السوداني وإجماع محيطه الإقليمي والدولي، وهو ما وصفه التحالف بأنه “رهان خاسر” طالما جرّ البلاد إلى أزمات كارثية.

وردّ البيان أيضاً على اتهامات البرهان بأن قادة “صمود” يسعون للسلطة، ووصفها بأنها “مثار للسخرية”، مشيراً إلى أن البرهان هو من أصدر أوامر فض اعتصام الخرطوم، ثم قاد انقلاب أكتوبر، ويواصل الحرب حفاظاً على موقعه في السلطة على حساب وحدة البلاد وأمنها.

وقال التحالف إن مهمته تنحصر في الدفع نحو سلام عادل ومستدام، مؤكداً أن أياديه “نظيفة” من الدماء والانتهاكات، بينما يتحمل “من أشعل الحرب” مسؤولية إجهاض ثورة ديسمبر وإعادة إنتاج النظام السابق.

وشدد التحالف على التزامه بالمضي في كل السبل السلمية لتحقيق سلام شامل وبناء دولة قوية وموحدة، تنتهي فيها مظاهر تعدد الجيوش والمليشيات، وتقوم فيها القوات المسلحة على أسس مهنية قومية ملتزمة بدورها الدستوري بعيداً عن صراعات السلطة.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.