
حملت صفحات سودانية اليوم، صور ومشاهد من يوميات ثورة ديسمبر، وكلمات وشعارات من رددتها المواكب اليومية أيام النضال في وجه الإنقاذ.
الخرطوم: التغيير
ضجّت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي السودانية اليوم الجمعة، بمواكب إسفيرية واسعة النطاق، إحياءً للذكرى السنوية لانطلاق ثورة 19 ديسمبر، حيث عبّر آلاف الناشطين والثوار عن تمسكهم بمبادئ الثورة، مؤكدين استمرارها رغم الحرب والظروف الإنسانية والأمنية المعقدة التي تمر بها البلاد.
وانطلقت ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير في عدة مدن سودانية بتاريخ 19 ديسمبر 2018م، لتمهد الطريق نحو حراك ثوري واسع انتهى بإزاحة حكومة الإنقاذ في ابريل 2019م بعد ثلاثة عقود من الحكم الشمولي القابض.
حلم الثورة
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات تؤكد أن ثورة ديسمبر “مستمرة رضي من رضي وأبى من أبى”، محذرين من غضبة الشعب السوداني، ومشددين على أن حلم الحكم المدني الخالص سيظل الهدف الأساسي، مع المطالبة بعودة العسكر إلى الثكنات ودمج القوات التي تقبل بالإصلاح في جيش مهني واحد، فيما دعا آخرون بالذهاب إلى “مزبلة التاريخ” لكل من يناهض مسار الثورة.
ومن أم درمان، بثّ ناشطون رسائل تؤكد عودة الشارع إلى الواجهة في ذكرى 19 ديسمبر، واصفين الثورة بأنها أعظم تحوّل في وعي الشعب السوداني الحديث، وليست مجرد حدث عابر أو مادة إعلامية، بل “معركة وجود تُخاض على الأرض”.
ووجّهت الرسائل تحديًا مباشرًا للجهات التي توعدت الثوار بالقمع، مؤكدين أن الشارع لا يزال حاضرًا وأن الثورة لم تُهزم.
وفي سياق متصل، احتفت منشورات عديدة بالدور المحوري للمرأة السودانية في قيادة ثورة ديسمبر، مشيدة بتقدمها الصفوف في المدن والأرياف، وما قدّمته من تضحيات جسيمة رغم ما تعرضت له من اعتقال وتعذيب وقتل، معتبرين أن نضالها كان عاملًا حاسمًا في إسقاط الدكتاتورية، ومجدّدين الهتاف: “عاش نضال المرأة السودانية”.
لا مساومة ولا التفاف
كما أصدرت جهات ثورية بيانات متزامنة مع الذكرى، من بينها بيان منسوب إلى “كتائب ظل البمبان”، أكدت فيه أن 19 ديسمبر شكّلت ميلاد وعي ثوري لا ينكسر، وجدّدت العهد لأرواح الشهداء، وتمسكها بمطالب الثورة المتمثلة في الحرية، والسلام العادل، والعدالة، والدولة المدنية الديمقراطية، مع رفض أي محاولات للمساومة أو الالتفاف على مطالب الشعب.
وحفلت صفحات الناشطين بكلمات تؤكد التمسك بشعارات وأهداف الثورة، مؤكدين أنها لم تكن ثورة عابرة، ولم تكن مجرد تنظيم خرج من أجل الفوضى كما حاول البعض تصويرها، وإنما كانت ثورة وُلدت من رحم المعاناة الحقيقية للشعب والتي تراكمت عبر أجيال، فصنعت وعيًا جديدًا لدى جيل عنيد قرر أن يقول كلمته.
وقال متداخلون على مواقع التواصل الاجتماعي إن انطلاقة الثورة في ذكراها السابعة تؤكد أنها كانت ولا تزال ثورة قيم ووعي بشعاراتها الأثيرة “حرية، سلام وعدالة”.
وعكست الموجة الواسعة من التفاعل الإسفيري وحدة الخطاب الثوري حول أن الحرب لن تكون نهاية الثورة، بل “عثرة عابرة في طريق ثورة ثابرة”، مؤكدين أن ديسمبر لا تزال حيّة في الوجدان والشارع، وأن مطالبها ستظل حاضرة حتى تحقيق دولة مدنية ديمقراطية تُنهي دوامة الانقلابات والحروب في السودان.
المصدر: صحيفة التغيير
