اخبار السودان

صراع السيادة : استعادة القصر الجمهوري ..!!؟؟

د. عثمان الوجيه

 

في قلب العاصمة السودانية الخرطوم، حيث يتلألأ النيل تحت أشعة الشمس الحارقة، وقف القصر الجمهوري، شامخًا كرمز لسيادة الدولة، يشهد صراعًا دامياً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتمردة، منذ اليوم المشؤوم، الخامس عشر من أبريل 2023م، حين اندلعت الحرب بين الطرفين، تحول القصر إلى ساحة معركة، حيث سيطرت قوات الدعم السريع المتمردة عليه، وحولته إلى حصن منيع، لكن الجيش السوداني، الذي استشعر خطورة فقدان هذا الرمز السيادي، قرر استعادة القصر مهما كلف الأمر، فشن هجومًا عنيفًا، واقتحم أسواره، وخاض معارك ضارية مع قوات الدعم السريع المتمردة التي كانت تدافع عن مواقعها ببسالة، وبعد معارك طاحنة، تمكن الجيش من استعادة القصر، ورفع العلم السوداني فوق أسواره، معلنًا بذلك انتصارًا رمزيًا هامًا، لكن هذا الانتصار لم يكن سوى بداية لمعركة أوسع، حيث لا تزال قوات الدعم السريع المتمردة تسيطر على مناطق واسعة من العاصمة والسودان كله، وتشن هجمات مضادة لإعادة السيطرة على القصر، وفي خضم هذه المعارك، وقعت مأساة أخرى، حيث استهدفت طائرة مسيرة تجمعًا للصحفيين، مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم، ليزداد الوضع تعقيدًا وإيلامًا، وعلى الرغم من استعادة القصر، إلا أن الحرب لا تزال مستعرة، ولا تلوح في الأفق نهاية قريبة لها، فالجيش يسيطر على مناطق في شمال وغرب الخرطوم، بينما تسيطر قوات الدعم السريع المتمردة على مناطق في الجنوب والغرب، إضافة إلى معظم إقليم دارفور، وتشير التقارير العسكرية إلى أن قوات الدعم السريع المتمردة نشرت قوات النخبة في القصر الجمهوري، وقامت بتخزين أسلحة وذخائر، مما يجعل استعادة السيطرة الكاملة على الخرطوم مهمة صعبة ومعقدة، وفي ظل هذا الصراع، يعاني الشعب السوداني من أزمة إنسانية كارثية، حيث قتل عشرات الآلاف، ونزح أكثر من 12 مليون شخص في الداخل ولجأ الملايين في الخارج، وتفاقمت الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق، إن استعادة القصر الجمهوري، على أهميتها الرمزية، لا تعني نهاية الحرب، بل هي مجرد فصل في قصة صراع طويل ومرير، لا يزال الشعب السوداني يدفع ثمنه غاليًا.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي: يا إلهي، ما هذا الهراء الذي قرأته للتو؟ ضحكت حتى كادت أضراسي تسقط! “سقوط القصر الجمهوري لا يعني خسران الحرب”؟ يا له من كلام فارغ! أيعقل أن يصدق أحدهم هذه الخزعبلات؟ هذا “الباشا طبيق” وأمثاله يعيشون في عالم موازٍ، عالم من الأوهام والأكاذيب، يظنون أنهم قادرون على خداع الناس بكلماتهم المعسولة، ولكن هيهات! لقد انكشفت حقيقتهم للجميع، فهم مجرد حفنة من المرتزقة الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية، “بطولات وتضحيات”؟ أي بطولات وأي تضحيات تتحدثون عنها؟ هل تسمون تدمير البلاد وتشريد العباد بطولات؟ هل تسمون قتل الأبرياء وسرقة الممتلكات تضحيات؟ يا لكم من منافقين! “بسالة وشجاعة وصمود”؟ يا لها من كلمات جوفاء! لقد رأينا بسالتكم وشجاعتكم في الخرطوم، رأينا كيف هربتم كالفئران المذعورة أمام جنود الجيش السوداني، رأينا كيف تركتم جثث قتلاكم في الشوارع، وكيف اختبأتم في الجحور كالجرذان، أيها الباشا طبيق وأمثاله، كفاكم كذباً وتضليلاً! لقد سئمنا من أكاذيبكم وأوهامكم، استيقظوا من سباتكم العميق، واعترفوا بالهزيمة، وسلموا أنفسكم للعدالة، لقد طفح الكيل، ولم يعد الشعب السوداني يحتمل المزيد من سفك الدماء والدمار، أيها الشعب السوداني العظيم، لا تيأسوا ولا تستسلموا! إن النصر قريب، وسوف ينتصر الحق على الباطل، وسوف تعود السودان إلى سابق عهدها، دولة قوية موحدة تنعم بالأمن والسلام

O great Sudanese people, do not despair and do not surrender! Victory is near, truth will triumph over falsehood, and Sudan will return to its former glory, a strong, unified state enjoying security and peace

وعلى قول جدتي: “دقي يا مزيكا !!”.

خروج : “لهيب الفوضى .. يوم أسود في سماء لندن” ففي ليلة حالكة السواد، تحوّل مطار هيثرو، نبض أوروبا النابض، إلى مدينة أشباح، أُغلقت أبوابه، وتوقفت طائراته عن التحليق، وغرق في ظلام دامس، بعد أن التهمت ألسنة اللهب محطة الكهرباء الفرعية المجاورة، حيث اندلع حريق هائل في محطة كهرباء تقع على بعد أميال قليلة من المطار، فجأة انقطعت الكهرباء عن المطار الأكثر ازدحاماً في أوروبا، فتحوّل إلى كتلة صماء لا حراك فيها، وتسبب انقطاع التيار الكهربائي في إلغاء مئات الرحلات وتحويل مسار أخرى، مما أدى إلى فوضى عارمة في حركة الملاحة الجوية العالمية، فتقطعت السبل بآلاف المسافرين، وتأخرت رحلاتهم، وتكدست حقائبهم في المطار، فتولّت شرطة مكافحة الإرهاب في لندن قيادة التحقيق في الحريق، نظراً لأهمية المطار الاستراتيجية وتأثير الحادث على البنية التحتية الوطنية، وأكدت الشرطة عدم وجود مؤشرات على عمل إجرامي، لكنها لم تستبعد أي احتمال، فقد أدى الحريق إلى انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 62 ألف منزل ومنشأة، بالإضافة إلى المطار، وتسبب في خسائر مادية فادحة، وتعطيل خطط سفر نحو 200 ألف شخص، مما أثار الحادث تساؤلات حول سلامة المطار، ومدى اعتماده على مصدر وحيد للطاقة، وتساءل الخبراء عن سبب عدم وجود خطة بديلة للطوارئ، فعمل رجال الإطفاء على مدار الساعة لإخماد الحريق، بينما عملت فرق الصيانة على استعادة التيار الكهربائي، وتمكنت من إعادة التيار الكهربائي إلى معظم العملاء، لكن المطار ظل مغلقاً حتى إشعار آخر، حتى بعد إعادة فتح المطار، ستستمر الاضطرابات لأيام، حيث عملت شركات الطيران على إعادة جدولة الرحلات وتسكين المسافرين المتضررين، كان هذا الحادث بمثابة درس قاسٍ لأهمية الاستعداد للطوارئ، وضرورة وجود خطط بديلة لحماية البنية التحتية الحيوية، لقد أظهر كيف يمكن لحادث واحد أن يشل حركة الملاحة الجوية العالمية، ويؤثر على حياة ملايين الأشخاص..

#أوقفوا الحرب

ولن أزيد،، والسلام ختام.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *