اخبار السودان

صداقات البابا فرنسيس مع الديانات الأخرى عززت مسارات السلام الفاتيكان نيوز

صداقات البابا فرنسيس مع الديانات الأخرى عززت مسارات السلام الفاتيكان نيوز

البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر أحمد الطيب

صدر الصورة، Reuters

تصدرت وفاة البابا فرنسيس عناوين الصحف العربية والعالمية.

ونبدأ جولة الصحف اليوم من صحيفة الفاتيكان نيوز، التي نشرت مقالاً يسلط الضوء على جهود البابا الراحل لتعزيز الصداقة والحوار بين المسيحيين وأتباع جميع الديانات، مع تركيز خاص على العالم العربي والإسلامي.

افتتحت ديبورا كاستيلانو لوبوف، المراسلة المعتمدة لدى الفاتيكان، مقالها بأمثلة على ذلك، بينها زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق؛ وصداقته الوطيدة مع شيخ الأزهر أحمد الطيب في مصر.

وركز المقال على زيارة البابا للإمارات، التي شهدت توقيعه “وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”، مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب.

ووصف البابا هذه الزيارة بأنها “لم تكن مجرد بادرة دبلوماسية، بل كانت انعكاساً للحوار والالتزام المشترك”. وعلقت مراسلة الفاتيكان قائلة إنها زيارة “مهدت الطريق لعهد جديد من العلاقات بين الكاثوليك والمسلمين”.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

وذكر المقال أيضاً زيارة البابا إلى العراق رغم التحديات الأمنية ووباء كورونا، إذ التقى خلالها بأعلى سلطة لدى المسلمين الشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني.

كما ذكر المقال زيارة البابا إلى كازاخستان ذات الغالبية المسلمة، وذلك عام 2022 لحضور المؤتمر السابع لزعماء الأديان، لتعقبها زيارة البابا إلى البحرين.

وفي عام 2024، سافر البابا فرنسيس إلى إندونيسيا، التي تتصدر قائمة دول العالم ذات الغالبية المسلمة، والتي أصر البابا على زيارتها منذ سنوات، وفق المقال.

وقد شهدت الزيارة توقيع الإعلان المشترك لـ”استقلال 2024″ بين البابا فرنسيس وإمام جامع مسجد الاستقلال في جاكرتا، حول تعزيز الوئام الديني من أجل الإنسانية.

وفي أعقاب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين عام 2023، قالت لوبوف في مقالها إن البابا فرنسيس كان عازماً على العمل مع القادة الدينيين من أجل السلام في الأراضي المقدسة، “وهو طموح راسخ في قلبه منذ بداية حبريته”.

البابا فرنسيس يصلي وهو يلمس الجدار الفاصل بين القدس والضفة الغربية، في طريقه للاحتفال بالقداس في ساحة المهد بجوار كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، في 25 مايو/أيار 2014.

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، البابا فرنسيس يصلي وهو يلمس الجدار الفاصل بين القدس والضفة الغربية المحتلة

كما سلط مقال الفاتيكان الضوء على علاقة البابا بالديانة اليهودية، “التي تجلّت في صداقته الطويلة مع العديد من الأصدقاء اليهود، والتي يعود تاريخها على الأقل إلى فترة عمله رئيساً لأساقفة بوينس آيرس” في الأرجنتين.

وأشار المقال إلى علاقة البابا “بصديقه المقرب” الحاخام أبراهام سكوركا، الحاخام الفخري للمعهد اللاهوتي لأمريكا اللاتينية في بوينس آيرس، الذي كان يقدم معه قبل الباباوية برنامجاً إذاعياً بعنوان “في السماء والأرض”.

وقد زار البابا فرنسيس المعابد اليهودية في روما ونيويورك وأماكن أخرى. كما زار بولندا عام 2016 وصلى في معسكر أوشفيتز الذي كان شاهداً على الهولوكوست.

ومن قبلها، التقى البابا فرنسيس بحاخاميْن بارزيْن في إسرائيل، وزار نصب ياد فاشيم التذكاري في القدس، كما زار مفتي القدس، خلال زيارته الأراضي المقدسة عام 2014.

وقد عرّج المقال على صداقة البابا فرنسيس مع ديانات أخرى، كصداقته مع البوذيين خلال زياراته إلى تايلاند وسريلانكا ومنغوليا.

الكنيسة تفقد “صانع” توازناتها في الشرق الأوسط

راهبة كاثوليكية تضع الزهور أمام صورة البابا فرنسيس في كنيسة البطريركية اللاتينية الكاثوليكية في البلدة القديمة بالقدس، 22 أبريل 2025

صدر الصورة، EPAEFE/REX/Shutterstock

التعليق على الصورة، راهبة تضع الزهور أمام صورة البابا فرنسيس في البطريركية اللاتينية الكاثوليكية في البلدة القديمة بالقدس

ننتقل إلى صحيفة “القدس العربي” والحديث حول دور البابا فرنسيس في الشرق الأوسط، مع التركيز على موضوع الفلسطينيين، مشيراً إلى “اعترافه بدولة فلسطين عام 2015″، في خطوة وصفها المقال بأنها “أثارت ضغينة إسرائيل”.

كما سلط المقال الضوء على زيارة البابا للأراضي المقدسة عام 2014، وتوقّفه عند الجدار العازل في بيت لحم، حيث “وضع جبهته عليه في مشهد رمزي قوي، وُصف على نطاق واسع بأنه “صلاة ضد الاحتلال” بحسب القدس العربي.

وبعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، دعا البابا فرنسيس إلى أن تكون المدينة مفتوحه للأديان الثلاثة، “وهو موقف يتعارض مع الموقف الإسرائيلي الرسمي”.

وأشار المقال إلى مواقف البابا فرنسيس من حرب غزة التي وصفها بـ”الوحشية” ما أغضب حكومة بنيامين نتنياهو.

وأشاد المقال بالبابا فرنسيس الذي “استطاع أن يوازن بروية وحصافة بين التيارات اللاهوتية والفكرية المتنافرة ضمن الكاثوليكية”.

خارج عن الأعراف

البابا فرانسيس يقبل قدم لاجئ أثناء طقوس غسل الأقدام في مركز كاستلنوفو دي بورتو للاجئين بالقرب من روما، إيطاليا، 24 مارس/آذار 2016

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، البابا فرانسيس يقبل قدم أحد اللاجئين

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

ونختتم جولتنا بالمقال التحريري لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الذي يرى أن البابا فرنسيس استطاع أن يطور الفاتيكان ويصبغه بصبغة عصرية تنقل الكنيسة الكاثوليكية إلى القرن الحادي والعشرين.

فَحين جلس البابا فرنسيس على الكرسي الرسولي، سادت توقعات بأن يركز بشكل رئيسي على تطهير الفاتيكان “المبتلى بالفضائح”، بحسب المقال، لكنه بدلاً من ذلك، “أسس بابوية إصلاحية عميقة، مثيرة للانقسام داخل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية”.

ووصف المقال التغييرات التي أحدثها البابا الراحل بأنها كانت “سعياً حثيثاً لإعادة توجيه المؤسسة جذرياً لتكون أكثر ليبرالية وأقل خضوعاً لتسلسلها الهرمي”.

وفق المقال، أحدث البابا تحولات على الكنيسة الكاثوليكية جعلها “أكثر عالمية وحداثة وشمولية، ومنفتحة بشكل غير مسبوق على تفكير وحوار جديدين”.

ووصف المقال البابا الراحل بأنه كان “خارجاً عن الأعراف” لدرجة أثارت استياء وغضب المؤمنين المحافظين، الذين نظروا إليه باعتباره تخلى عن مبادئ الكنيسة الأساسية، كما أثار استياء بعض الليبراليين الذين كانوا في انتظار إصلاح أشمل.

لقد خاض البابا فرنسيس “المعارك الصحيحة” بحسب المقال، متبنياً قضايا مهمة كتغير المناخ والأقليات الدينية المضطهدة، والفقراء والمهاجرين واللاجئين.

وذكر المقال أنه عندما أصبح بابا، كان أكثر من نصف الكرادلة أوروبيين؛ وعند وفاته، كانت نسبتهم أقل من 40 في المئة، في إشارة إلى تعزيز البابا فرنسيس التنوع العرقي داخل أروقة الفاتيكان.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد كافح البابا الأساقفة “الذين طالما اعتبروا أنفسهم أولوية لدى البابا”، وكان يرى أنهم يتحملون “مسؤولية جزئية عن التستر على اعتداءات رجال الدين الجنسية لعقود”، فيما يراها المقال “أسوأ فضيحة للكنيسة منذ قرون”.

في المقابل، انتقد المقال البابا على “استحياء” واصفاً إياه بأنه كان “يتغاضى عن مشكلات أخرى” كرفضه إدانة استيلاء روسيا على الأراضي الأوكرانية، ورفضه قبول ترسيم النساء كقساوسة، على الرغم من ترقيته لهن إلى مناصب إدارية مهمة.

كما أنه ورغم تعهده بعدم التسامح مطلقاً مع الاعتداءات الجنسية لرجال الدين، إلا أنه “في كثير من الأحيان، تمكن الأساقفة وغيرهم من المتواطئين في عمليات التستر من التهرب من المساءلة تحت إشرافه”، حسب الصحيفة.

ويختتم المقال بالقول إن استمرار سياسة البابا فرنسيس يتوقف على من سيختاره مجمع الكرادلة، الذي بات مؤلفاً من أعضاء اختارهم البابا فرنسيس بنفسه، وكثير منهم من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *