صحفيون من أجل الدكتاتورية..!
د. مرتضى الغالي
الأستاذ عثمان ميرغني “كاتب الشرق الأوسط” وصل في مقاليه الأخيرين إلى ذروة من (عبقرية التناقض)؛ الأول مقال مُلتبس بعنوان “المفردات المُلتبسة في السودان” دعا فيه إلى مواصلة الحرب وقال: (لا يمكن إيقاف الحرب إلا بعد التوافق حول كيفية إيقافها).. والله العظيم هذا معنى كلامه..!
أما في الثاني فهو يدعو إلى حكم رئاسي مُطلق (ويكاد يقر بأنه يفضّل رئيساً عسكرياً) بدليل أنه ينسب كل رذائل الدنيا للأحزاب والقوى السياسية..! بل ويكاد أن يشير من طرف خفي للبرهان (بطله القومي)..!!
وهو يؤكد على حاجة السودان إلى (حكم رئاسي لا برلماني) وحجته في ذلك (إن الفصل بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية هو عنصر ضعف وليس عنصر قوة) أي والله..!
هذه أول مرة نسمع فيها بتفضيل دمج السلطتين التشريعية والتنفيذية في يد شخص واحد..!! فمثل هذه (الردّة الشنيعة) تجاوزها العالم الراشد ولم يقل بها أسوأ ديكتاتور (أكتع) منذ عهد الإمبراطورية الرومانية ومفهوم سيادة الدول في (معاهدة وستفاليا) عام 1648 للميلاد..!
أنت تنسب كل مشاكل السودان إلى (تجاذب القوى السياسية في البرلمان) فلماذا لم تذكر الانقلابات العسكرية ونتيجة ما حلّ ببلادنا من عهود الحكم الرئاسي المُطلق للمخلوع البشير ونميري.. وكارثة البرهان الحالية..!!
ما هذه الرزايا التي تراكمت وجعلت مواقف الناس بهذه الدرجة من التهافت وتزييف الوقائع.. في وضع بلغت فيه عذابات الناس الذروة بسبب حرب فاجرة سقط في براثنها الدموية الوطن وساكنوه…!
إنها “حليمة تعود إلى عادتها القديمة” فالرجل مؤيد للحرب ولكنه يريد التغطية والتمويه.. فهو على اتساق كامل مع الانقلاب والمليشيات والبرهان والكيزان وتابعيهم.. ومع (حكّامات الحرب الجُدد) ونافخي كيرها والمتكسّبين من مواصلتها…!
ويواصل الرجل تضليله فيتهم المنادين بوقف الحرب ويقول: إنهم يريدون السلطة ويقفزون على الحقائق والمتغيّرات في (سودان ما بعد الحرب)..!
هل انتهت الحرب في السودان ونحن لا نعلم..؟! ما معنى هذا الكلام..؟ وما هي المتغيّرات الآن غير عودة الكيزان للسلطة وانهيار الوطن وتشريد أهله وغياب القانون.. وغياب 13 مليون تلميذ عن مدارسهم..؟!
ألا يدعو ذلك (كل ذي كبد رطبة) أو يابسة.. بما في ذلك الحيوانات الفقارية والعظايا و(الأميبا ذات الخلية الواحدة) للمطالبة بإيقاف الحرب أولاً.. ثم النظر في (كل سجم ورماد) لاحق..!
في مقال سابق حول تداعيات سد النهضة قال هذا الصحفي يجب تفادي الحروب عبر الدبلوماسية والمفاوضات… فلماذا يقبل ذلك لإثيوبيا ويرفضه لوطنه الأم السودان…؟!
الله لا كسّبكم..!
[email protected]
المصدر: صحيفة التغيير