صحة غزة: شلل الأطفال يهدد أكثر من نصف مليون طفل، والوضع الصحي والإنساني يصل إلى “مستويات كارثية”

صحة غزة: شلل الأطفال يهدد أكثر من نصف مليون طفل، والوضع الصحي والإنساني يصل إلى “مستويات كارثية”
صدر الصورة، Reuters
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من أن منع الجانب الإسرائيلي إدخال لقاحات شلل الأطفال إلى قطاع غزة يشكل قنبلة موقوتة تهدد بتفشي الوباء، معتبرة ذلك إمعان في الاستهداف غير المباشر لأطفال قطاع غزة، وفقاً للوزارة.
وأوضحت الوزارة في بيان صحافي لها أن 602 ألف طفل مهددون بخطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة ما لم تتوفر اللقاحات اللازمة لهم.
وطالبت وزارة الصحة الجهات المعنية بالضغط على إسرائيل لإدخال اللقاحات وإتاحة ممرات آمنة لضمان الوصول إلى الأطفال في مختلف مناطق القطاع، كما أورد البيان.
في السياق، أكد الدكتور يوسف أبو الريش، وكيل وزارة الصحة، خلال لقائه سوزانا تكاليتش، منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بالإنابة، أن الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة قد وصل إلى مستويات “خطيرة وكارثية”.
وأشار أبو الريش إلى أن رصيد 59 في المئة من الأدوية و37 في المئة من المهام الطبية وصل إلى الصفر.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وأكد أبو الريش أن استمرار إغلاق المعابر يفاقم الوضع الصحي، ويعيق السفر لعلاج مئات المرضى والجرحى في الخارج، لافتاً النظر إلى أن هناك نحو 13 ألف حالة مرضية بحاجة ماسة للسفر لمتابعة علاجهم التخصصي في الخارج.
صدر الصورة، Reuters
وفيما يتعلق بالأزمة الغذائية، حذر أبو الريش من أن منع دخول الإمدادات الغذائية يهدد الأمن الغذائي في القطاع، ويزيد من خطورة تسجيل حالات وفاة بين الأطفال بسبب سوء التغذية وفقر الدم.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
وأشار إلى أن 52 حالة وفاة للأطفال تم تسجيلها خلال الحرب الأخيرة بسبب سوء التغذية، محذراً من أن الأوضاع قد تزداد سوءاً إذا استمر الحصار.
وأضاف أبو الريش أن مستشفيات القطاع بحاجة ماسة إلى محطات أكسجين لتلبية احتياجات الأقسام الحيوية، في ظل اعتمادها على المولدات الكهربائية التي تواجه خطر التوقف بسبب نقص الوقود وقطع الغيار. كما لفت النظر إلى أن العديد من التدخلات الطارئة لا يمكن تنفيذها بسبب نقص الأجهزة الطبية التشخيصية.
وأوضح أن استهداف طواقم الإسعاف والفرق الإنسانية بشكل مباشر يمثل عائقاً كبيراً أمام جهود إخلاء الجرحى والمصابين، في وقت يعاني فيه القطاع من تعطل خطوط المياه، ما يزيد من المخاطر الصحية والبيئية، ويؤدي إلى انتشار الأمراض المعوية والجلدية.
وفيما يتعلق بالخسائر البشرية، أفاد أبو الريش بأن 274 طفلًا قد ولدوا وتوفوا خلال الحرب على قطاع غزة. كما أشار إلى أن 16 من أصل 52 مركزاً صحياً قد خرجت تماماً عن الخدمة نتيجة للدمار الحاصل.
وأعرب وكيل وزارة الصحة عن ضرورة تدخل المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية لتقديم الدعم الفوري والطارئ للقطاع الصحي في غزة، محذراً من تداعيات خطيرة إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو.
على الصعيد العسكري، قصف الطيران الإسرائيلي مساء الأحد منزلاً في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).
وأفادت مصادر طبية للوكالة الفلسطينية، بمقتل ثمانية فلسطينيين على الأقل، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، بينهم أطفال ونساء.
وفي تقريرها الإحصائي اليومي، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن وصول 26 قتيلاً للمستشفيات و113 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، موضحة أن حصيلة القتلى والإصابات منذ 18 مارس/آذار الماضي، وهو موعد استئناف الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية في القطاع، بلغت 1,335 قتيلاً، 3,297 إصابة.
وأعلنت الوزارة أيضاً ارتفاع حصيلة الحرب إلى 50,695 قتيلاً و115,338 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول للعام 2023.
وأكدت مجدداً أن عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
حراك سياسي بين واشنطن والقاهرة
صدر الصورة، Reuters
في إطار الجهود السياسية التي تبذلها الدول لإيجاد حل للحرب المستمرة في غزة، تستضيف القاهرة الإثنين قمة ثلاثية بمشاركة فرنسا والأردن لبحث التطورات في القطاع.
ويصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد إلى القاهرة، حيث سيعقد صبيحة اليوم التالي اجتماعاً مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، قبل أن يتوسّع هذا الاجتماع الثنائي ليشمل عدداً من الوزراء.
كما يشارك العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، في القمة التي تجمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
أما في واشنطن، فمن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وسيناقش الطرفان بحسب وكالة الأنباء الفرنسية الجهود المبذولة لإعادة الرهائن الإسرائيليين من غزة، والعلاقات بين إسرائيل وتركيا، والتهديد الإيراني، والمعركة ضد المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمت نتنياهو بارتكاب جرائم حرب في القطاع الفلسطيني.
كما تأتي الزيارة على وقع محاولات للتوصل نحو وقف إطلاق نار جديد في غزة، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي لعملياته في القطاع، وفي ظل تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
المصدر: صحيفة الراكوبة