صاحب «فندق أكربول».. نهاية قصة عشق مع الخرطوم امتدت لعقود .. الموت فى «الوطن الغربة»
توفي في العاصمة اليونانية أثينا قبل ايّام جورج باجولاتوس ( George Pagoulatos) صاحب فندق اكروبول وفي احدى الصور تظهر معه زوجته ( إليونورا ) .
وحتى الى وقت قريب كانوا يعيشون بنفس الفندق في الخرطوم. تم ترحيلهم من الخرطوم عقب اندلاع الحرب الأخيرة.
الخرطوم ــ التغيير
الفندق كان من أشهر الفنادق في العاصمة الخرطوم في فتره السبعينات حتى التسعينات ..
هذا اليوناني له ارتباط غريب بمدينة الخرطوم.. رفض مغادرتها في أحلك الظروف بينه والخرطوم قصة عشق قديمة عندما كان يغادر أهلها عند أول شدة.. ليموت في وطنه بعد سنوات طوال من الكفاح والنجاح قضاها في العاصمة السودانية.
و يُعتبر فندق أكروبول أقدم فندق موجود في الخرطوم، وقد تم تشغيله دون انقطاع. تأسس في عام 1952 بواسطة باناجيوتيس باجولاتوس من سيفالونيا، الذي هاجر من اليونان خلال الحرب العالمية الثانية برفقة زوجته “فلورا” التي كانت من المجتمع اليوناني في مصر، وتحديداً من الإسكندرية؛ نظرًا لوجود مجتمع كبير من اليونانيين في السودان في ذلك الوقت أيضًا. استقر الزوجان في السودان خلال فترة الإستعمار الإنجليزي.
وكانت هذه آخر تصريحات أدلى بها قبل رحيله “للجزيرة نت”
“جزء من كياني أخذوه مني”. .. الحرب تجبر يونانيا على إغلاق فندقه في الخرطوم
أجبرت الحرب الدائرة في السودان حاليا ثاناسيس باغولاتوس صاحب فندق أكروبول الشهير في العاصمة السودانية الخرطوم على المغادرة وإغلاق الفندق الذي ظل مفتوحا طيلة 71 عاما رغم جميع الانقلابات والحروب والانتفاضات التي كابدها السودان.
وفندق أكروبول من أقدم الفنادق في المدينة وافتتحه عام 1952 باناغيس والد ثاناسيس الذي وفد إلى الخرطوم قادما من اليونان عام 1944، في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.
واستضاف المبنى ذو اللون الرملي في وسط الخرطوم الصحفيين الأجانب وعمال الإغاثة والدبلوماسيين ورجال الأعمال طوال تاريخه الممتد لنحو 71 عاما.
وفي عام 1988 تعرض فندق أكروبول لتفجير تبنته جماعة أبو نضال الفلسطينية؛ ما أسفر عن وقوع 7 قتلى وجرحى.
وأدار الفندق ثاناسيس وشقيقاه الأصغر جورج وماكيس، المولودان في أكروبول، على مدار عقود، وفي يوليو 2022 توفي جورج الذي كان يعيش في الفندق برفقة زوجته إليونورا.
وقال اليوناني البالغ من العمر 79 عاما والذي يعيش الآن في منزله في أثينا، “يبدو الأمر كما لو أن جزءا من كياني أُخذ مني.. عمري نحو 80 عاما. عشت كل حياتي هناك، ولذا فالخرطوم، أو السودان، جزء من حياتي”.
وقال باغولاتوس لوسائل إعلام بعد وصوله إلى أثينا “كان الأمر مروعا. لقد مرت أكثر من 10 أيام بدون كهرباء وماء، وتقريبا 5 أيام بدون وجبات”.
وبعد أن احتدم القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم مؤخرا، تحصن ثاناسيس وامرأة من عائلته داخل الفندق مع 4 نزلاء و3 موظفين مدة 10 أيام من دون كهرباء أو مياه.
وحين أجبرهم مقاتلو قوات الدعم السريع على مغادرة الفندق، فروا سيرا على الأقدام عبر شوارع الخرطوم قال باغولاتوس إنها كانت مليئة بالجثث، ولم يأخذوا سوى جوازات سفرهم، وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، وملابسهم.
وقال باغولاتوس، الذي وصل إلى أثينا هذا الأسبوع ضمن موجة نزوح جماعية أوسع للرعايا الأجانب، “شهدنا انقلابات وتغييرات كثيرة لكن لم يحدث مثل هذا الشيء من قبل. كان هذا شيئا من خارج هذا العالم حقا”.
وأضاف “لم يخطر ببالي قط مغادرة السودان. حتى تحركاتي في اللحظات الأخيرة كانت تهدف للعثور على مكان آمن لأبقى فيه حتى يهدأ الوضع، ثم أواصل عملي. لكن مغادرة السودان؟ لا”.
وختم حديثه قائلا، “ما زلت أريد زيارة السودان مرة أخرى، على الأقل ربما للمرة الأخيرة.. لا بد أن يتحقق هذا. لأن كل شيء، كل شيء، عملنا، متاعنا، كل شيء، هناك. غادرنا بلا شيء، بلا شيء على الإطلاق”.
ومن الواضح جدا أن حلمه بالعودة لمعشوقته الخرطوم لن يتحقق هذه المرة فقد غادر هذه الفانية وللأبد.
المصدر: صحيفة التغيير