اخبار السودان

شعب كل حكومة السودانية , اخبار السودان

عصب الشارع : صفاء الفحل

سنكرر ما قلناه سابقاً بعد دخول مجموعة من الجيش خلف المستنفرين وقوات الغرب المشتركة إلى مدينة سنجة بعد تكرار نفس السناريو ودخولهم بالأمس إلى ود مدني بلا معارك تذكر والسؤال ما زال قائما “أين ذهبت قوات الدعم السريع التي كانت تتمركز هناك” والصور التي توضح أن القتلى من الطرفين لا يتجاوز المئة، وأن تلك القوات ربما على ما يبدو أنها قد سحبت الكثير من عتادها وجنودها قبل فترة استعداد لهذه اللحظة، وقد تكون في طريقها إلى زعزعة الاستقرار في مناطق أخرى..

ونحن لا نقلل من ذلك النصر، ولكن في ذات الوقت لا يهمنا أن انتصر ذلك الطرف، أو ذاك في هذه الحرب العبثية، ولسنا ضد الابتهاج الذي ساد بعض المناطق، فمن حق كل من تضرر من الدعم السريع الابتهاج كما خرج كل الوطن ابتهاجا بزوال الديكتاتورية الكيزانية في ثورة ديسمبر الخالدة، رغم أن الأمر مختلف هذه المرة، ولا يتعدى الخلاص من مجموعة تمارس الاعتداء على المواطنين والنهب إلى مجموعة أخرى ستمارس عليه القهر والاستبداد، وتعمل لتأسيس حقبة دكتاتورية جديدة وحتى لا نكون شعب كل حكومة كان علينا تأجيل تلك الاحتفالات ليوم النصر الحقيقي بذهاب الطرفين وتأسيس دولة السودان المدنية الديمقراطية دولة الحرية والسلام والعدالة.

وما زلنا نتخوف على مستقبل أهلنا في ودمدني التي دخلتها مجموعات متنافرة يحمل كل واحد منها أجندة مختلفة بعد تصريحات قائد مجموعة القوات الدارفورية تمبور لقناة الجزيرة والذي أعلن فيها بأنهم سيقومون بتصفية المتعاونين مع الدعم السريع وهي مهمة فضفاضة يبدو أنها تحمل نبرات عرقية وتصريحات قائد مليشيا البراء المصباح التي قال فيها بأنه لن تكون هناك لجان مقاومة بودمدني بعد الآن في إشارة إلى تصفيات قادمة لشباب ثورة ديسمبر وهو أمر سيجعل من المدينة بؤرة لمزيد من الدماء.

وأهلنا بالجزيرة كان الله في عونهم هم أكثر أهل الوطن تضرراً من هذه الحرب العبثية التي انكوى بنيرانها الجميع، وكانت من أكثر المناطق التي نالت حظها من انتهاكات الطرفين حيث ظل كل طرف يعاقب مواطنيها انتقاما من الطرف الآخر، ويبدو من تلك التصريحات المتوالية بأن عمليات الانتقام ستظل مستمرة، وأن دخول قوات الغرب والمستنفرين بصحبة القوات المسلحة الذين أعلنوا مرارا وتكرارا عدم امتثالهم لها سيكون حقبة جديدة لا يمكن لأحد أن يحدد نهايتها.

ولا بد للثورة من الاستمرار من أجل وطن كامل الاستقرار..

والحساب والقصاص أمر لا مناص عنه لتحقيق العدالة..

والرحمة والخلود للشهداء..

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *