في مشهد أشبه بجدل سياسي و ثقافي ظهر اختلاف لافت بين نسختين من شعار جمهورية السودان و ذلك عقب إعلان حكومة تأسيس التابعة لقوات الدعم السريع و الموازية لحكومة الأمل التابعة للجيش السوداني مما أثار الكثير من التساؤلات حول الرمزية و الدلالة خاصة في ظل الحرب و الإنقسام السياسي الراهن .

كمبالا: التغيير

يرى الفنان التشكيلي آدم أبوحازم في حديثه ل ” التغيير” أن الألوان تحمل في طياتها رسائل عميقة تتجاوز المظهر البصري المباشر و يقول الذهبي يوضح لون الاناقة و النجاح و الانجاز و يجذب النظر بقوة و كأنه يهمس للمشاهد ” ورائي ما يستحق الاكتشاف” .

ويضيف أبو حازم أن الأحمر يختزل معاني القوة و الطقاقة و الحيوية و الإثارة لكنه إيضا ينذر بالخطورة بينما يظل الأسود لون التناقضات إذ يجمع بين السلطة و الأناقة من وجهة و الغموض و الخوف من جهة أخرى .

و يعتقد أدم أن اجتماع الأبيض و الأسود و الأحمر يجعلها الألوان الأقرب و الأكثر ملاءمة للتعبير عن هوية السودان لما تحمله من دلالات نفسية و فنية و ثقافية واسعة .

و يقول لـ “التغيير” بأن الفنون التشكيلية تمتلك قدرة فريدة على تفسير ما قد يغيب عن الإنسان العادي و تبسط المفاهيم المعقدة و هي ليست مجرد وسيلة للتعبير بل أصل الأشياء إذ لا تسمية قبل التشكيل فهي تعكس حاجات الإنسان النفسية و الصحية و الثقافية و السياسية و تساهم في تكوين الهوية و ترسيخ الإجتماع .

و يرجع الشعار الأول إلى سلطة بورتسودان التي شكلها الجيش السوداني بالتنسيق مع أجسام سياسية و بعض حركات الكفاح المسلح و كتائب الحركة الإسلامية التي تقاتل في صفوفه و قد بداء الشعار مختلفا في تفاصيله و ألوانه.

أما الشعار الثاني يعود إلى سلطة تأسيس التي أعلنها مؤخرا تحالف السودان الجديد المنضوي تحت قوات الدعم السريع إلى جانب عدد من حركات الكفاح المسلح و قوى سياسية و أجسام مهنية لتشكل حكومة موازية لحكومة بورتسودان  و جاء شعارها باللون الذهبي اللامع .

و ينظر مختصون إلى أن الشعار الأول يرمز إلى خطاب أكثر صرامة محملا بروح الصراع و الانتصار بينما يعكس الشعار الثاني خطاب رسمي يوحي بالاستقرار و الدولة المدنية  و هو ما جعل السودانيون أنفسهم أمام نسختين من رمز واحد كل واحد منهما يحاول أن يكتب قصة السودان بطريقته الخاصة .

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.