شعار الوعي (نسيتوهو)!!
كمال الهِدَي
. أتعجب كل صباح علي شعب خرج بالملايين في ثورة إعتبرناها الأعظم بين جميع هباتنا ، وهو أي هذا الشعب منقسم منذ اليوم الأول حول هذه الحرب العبثية واضحة الأهداف منذ ساعتها الأولى إلا لمن في عينه رمد.
. وما أكثر من أصاب أعينهم الرمد الحاد واستعصى عليهم التمييز بين هذا وذاك.
. عن نفسي مختلف جداً حول أمور عديدة مع قحت وتقدم وقادتها ، ولهذا حين تم ضمي لقروب واتساب إعلامي يعنى بوضع رؤى إعلامية لتقدم إعتذرت وغادرت في التو واللحظة حتى أظل متصالحاً مع نفسي كما أردت دوماً.
. لكن دعونا نعتبر أن تقدم هذه تضم مجموعة من الشياطين ذوي القرون ، ولنسلم لبرهة بأنهم يمثلون حاضنة للجنجويد، فهل يبرر ذلك كرهك أيها المواطن المغيب للحاضنة أكثر ممن صنع هذه القوة الباطشة التي أعجزت جيش الوطن المفترض! .
. ولنلغي عقولنا ونضرب بالمنطق عرض الحائط ونصدق مقولة أن قحت هي سبب الحرب الرئيس ، فهل يبرر ذلك غضك للطرف عمن صنع الجنجويد وأتاح لقحت فرصة أن تصبح حاضنة لهم! .
. لا أنكر أخطاء قحت وحمدوك ، أهمها سماحهم بإكتمال (مؤآمرة) جوبا التي سميت سلاماً وقد كتبت عن ذلك مراراً حتي قبل أن تكتمل تلك المؤآمرة القذرة مطالباً وقتها قادة قحت وحمدوك بتحريض الشارع للوقف ضدها قبل أن تكتمل ، لكن ذلك كله لا يفترض أن ينسينا حقيقة أن من صنع الجنجويد هو جيش الكيزان الذي يدعي محاربتهم حالياً من أجل كرامة الشعب ونحن نرى كيف أن قادة هذا الجيش يهينون المواطنين عبر التجويع والتشريد والقتل بالطائرات.
. ثم لِمَ لا يسأل الداعمون لهذه الحرب أنفسهم أهم سؤال : كيف يدين قادة الجيش تقدم كحاضنة ويُسخِرون من يحاكمونهم وفي ذات الوقت يحافظون علي علاقة جيدة مع الإمارات التي يصرح بعضهم في العلن بأنها تزود الجنجويد بالسلاح! .
. فهل صار الداعم السياسي أشد جرماً ممن يوفر السلاح والمال والمؤن والذخائر لإستمرار الحرب! .
. لهذا قلت في صدر المقال أنني أتعجب.
. فلا يعقل أن يتحول الثائر لمجرد فرد في قطيع يُساق لحتفه دون وعي منه.
. مشكلتنا أننا بالرغم من كل الدمار الذي لحق بنا وموت أهلنا وتشريدهم ما زلنا نهتم بالفارغة والمقدودة.
. ما زلنا نتبادل فيديوهات ندى القلعة ونقرأ مقالات رياضية لطبالة وهتيفة يمجدون رؤساء أندية مجرمين ولصوص ومحتكرين لبعض السلع الحيوية ليساهموا بشكل مباشر في إستمرار هذه الحرب اللعينة.
. ما زلنا ننخدع بكتابات تصور لنا وصول الهلال لدور ال ٣٢ أفريقياً كإنجاز يستحق الإشادة مع إن الهلال ظل يتخطى هذا الدور بمراحل بعيدة لسنوات عديدة.
. وما زلنا نصدق أبواق وأرزقية صحيفة (الكرامة) بالرغم من صمتهم المطبق تجاه إهانة وقتل وإغتصاب المواطنين إبان حُكم البشير ، بل وتطبيلهم له ومرافقته في طائرته الرئاسية.
. لكن ماذا نقول في بعض الزملاء الذين باعوا ضمائرهم وذممهم لمن يدفع أكثر ليساهموا في تجهيل الناس وتغبيش وعيهم وهو ما صار نهجاً ثابتاً لمعظم صحفنا طوال عهد الكيزان الكريه.
المصدر: صحيفة الراكوبة