تعرضت كنيستان في مدينة بورتسودان لأعمال تخريب الأسبوع الماضي، حيث كُتبت شعارات دينية إسلامية على جدرانهما الخارجية باستخدام رشاشات حمراء. الواقعة حدثت في قلب منطقة السوق، وتحديدًا على جدران كنيسة السودان الإنجيلية المشيخية والكنيسة الأرثوذكسية المجاورة.

بورتسودان: كمبالا: التغيير

تأتي هذه الحوادث في وقت حساس، تشهد فيه البلاد حربًا طاحنة بين الجيش والدعم السريع تقترب من عامها الرابع وما زالت تتمدد في اجزاء واسعة أدت مقتل الآلاف وتشريد الملايين وخلفت أكبر أزمة إنسانية في العالم وفقًا للأمم.

وأقدم الجناة على فعلتهم في الكنيستان اللتان تقعان في موقع بارز مقابل مركز شرطة وبالقرب من مكاتب حكومة بورتسودان، التي يتراسها رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

ورغم وقوع الحادثة في منطقة عامة مزدحمة، لم تتخذ السلطات المحلية إجراءات ضد الكتابات، ما أثار تساؤلات حول تعامل الجهات الرسمية مع مثل هذه الانتهاكات.

وخوفا من السلطات الأمنية في العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان قرر قادة الكنيسة الإنجيلية عدم تقديم شكوى رسمية لتجنب تأجيج التوترات، واختاروا تغطية الكتابات وتحويلها إلى أشكال فنية تجريدية.
التضييق على المسيحين
من جهته، استنكر عضو بالكنيسة عدم تصعيد قادة الكنيسة ضد الفعل غير الأخلاقي الذي قامت به الجهات المتطرفة التي تسعى للتضييق على المسيحيين في السودان.
وأعرب العضو، الذي فضل حجب اسمه لأسباب أمنية، لـ(التغيير): عن خشيته من أن يؤدي التساهل مع مثل هذه الجرائم المرتكبة بدعوى الكراهية إلى تخريب الكنائس كما حدث في الأيام الأولى للحرب.

وطالب العضو السلطات بضرورة القبض على الجناة وتقديمهم لمحاكمات عاجلة ورادعة، ليكونوا عبرة لكل من يريد العبث بمقدسات المسيحيين في السودان.

زيارة كامل إدريس

​وبعد الحادثة بأسبوع تفقد رئيس الوزراء كامل إدريس عدد من الكنائس بمدينة بورتسودان، برفقة وزير الشؤون الدينية والأوقاف بشير هارون عبد الكريم، ورئيس مجلس الكنائس المطران عز الدين الطيب.

أكد كامل إدريس أن دور العبادة تعد منبعاً للأخلاق والقيم السامية، مشيداً بالأدوار التاريخية التي تضطلع بها في نشر ثقافة الإخاء والتسامح.

و​دعا إدريس، إلى ضرورة تعزيز قيم التعايش السلمي الراسخة بين الأديان في السودان، مؤكدًا أن حكومته لن تسمح بأي أفعال أو ممارسات من شأنها تزعزع السلم المجتمعي أو تفتت النسيج الوطني بين السودانيين.

وأوضح أن استقرار البلاد يعتمد بشكل أساسي على احترام التنوع الديني والثقافي الذي تميزت به الشخصية السودانية عبر العصور، محذرًا من محاولات زرع الفتن التي تتبناها بعض الأطراف الساعية لضرب الاستقرار الاجتماعي.
وجدد التزام “حكومة الأمل” بتوفير الحماية الكاملة وتأمين كافة دور العبادة لضمان أداء الطقوس الدينية في أجواء من الأمان والسلام، بعيدًا عن استهداف الممنهج الذي مارسته مليشيا الدعم السريع ضد المؤسسات الدينية والمدنية في مناطق النزاع.

اعتداء سابق

وتضررت عشرات الكنائس في العاصمة الخرطوم ومدينة ود مدني بولاية الجزيرة جراء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. آلاف المسيحيين أجبروا على اللجوء إلى دول الجوار والولايات الآمنة في ظروف إنسانية صعبة.

وتعرضت طائفة الأقباط في أم درمان لانتهاكات من قوات الدعم السريع خلال سيطرتها على أحياء المدينة القديمة، قبل أن يستردها الجيش في مارس 2024. وشملت الانتهاكات إجبارهم على دفن الموتى داخل المنازل.

ولم تسلم الكنائس الرئيسية في الخرطوم، مثل تلك الموجودة في شارع المك نمر وحي العمارات، من النهب وتدمير المحتويات، وتوقفت عن العمل منذ 22 شهرًا بسبب الوضع الأمني.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.