شرق السودان يشهد فجرًا جديدًا أم صراعًا محتدمًا؟..!!؟؟
في خضم الصراعات الدائرة في السودان ، برزت على الساحة السودانية جبهة جديدة أعلنت عن وجودها بقوة ، مُبشِّرةً بفصل جديد من فصول الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد. ففي خطوةٍ أذهلت المراقبين ، أعلنت الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة ، بقيادة الأمين داؤود ، عن انطلاق عملياتها العسكرية لحماية حدود إقليم شرق السودان ، وأكدت الجبهة أن قواتها الباسلة ، المعروفة باسم “أورطة الدفاع الشرقية”، قد شرعت في الانتشار والتمدد داخل الإقليم ، وذلك بعد مشاورات عسكرية فنية مع القوات المسلحة السودانية ، ووصفت الجبهة هذه الخطوة بأنها “ثورة الحقوق المدنية والسياسية” في شرق السودان، ولم يقتصر الأمر على إعلان الجبهة عن عملياتها ، بل إن تقارير إعلامية دولية ، كوكالة فرانس برس ، أكدت وجود هذه القوات على الأرض ، مشيرةً إلى أنها تلقت تدريبات عسكرية في أريتريا ، مما يثير مخاوف من توسع رقعة الصراع واندماج أطراف جديدة فيه ، حيث تثير هذه التطورات العديد من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية للجبهة الجديدة ، ودورها في الصراع الدائر في السودان ، هل تسعى الجبهة حقًا لحماية حدود إقليم شرق السودان أم أنها تستغل الظروف الحالية لتحقيق أهداف سياسية أخرى؟ وما هو دور القوات المسلحة السودانية في هذه المعادلة؟ وهل ستؤدي هذه التطورات إلى مزيد من التصعيد العسكري في المنطقة؟ إن تشكيل هذه الجبهة في ظل الحرب الدائرة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع المتمردة يزيد من تعقيد الأوضاع في السودان ، ويفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة ، قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتشريد المزيد من المدنيين ، ويبقى السؤال الأهم : هل يشهد شرق السودان فجرًا جديدًا ، أم أن هذه التطورات ستؤدي إلى مزيد من الصراعات والدمار؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب متابعة حثيثة للأحداث على الأرض ، وتقييمًا دقيقًا للأبعاد السياسية والعسكرية لهذه الأزمة .. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي : “صوت السودان يصدح في لندن : حمدوك وميتشل يجتمعان من أجل السلام” ففي خضم الحرب الأهلية التي يشهدها السودان ، والتي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين ، لا يزال صوت السودانيين يصدح عاليا ، طالبًا بالسلام وإنهاء المعاناة ، وفي هذا الإطار ، جاء لقاء الدكتور عبد الله حمدوك ، رئيس وزراء السودان (المنقلب عليه) ، بوزير الخارجية في حكومة الظل عن حزب المحافظين البريطاني ، أندرو ميتشل ، ليشكل بارقة أمل جديدة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان ، حيث بحث حمدوك وميتشل ، خلال لقائهما في العاصمة البريطانية لندن ، التطورات المتسارعة للأوضاع في السودان ، وتصاعد أعمال العنف والجرائم المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء ، وقد أكد حمدوك على ضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية لوقف الحرب الدائرة في بلاده ، وإحلال السلام العادل والشامل ، كما شدد على أهمية حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين من الحرب ، ومن جانبه ، أعرب ميتشل عن قلقه العميق إزاء الأوضاع في السودان ، مؤكدًا اهتمامه الشخصي بالقضية السودانية ، وتعهد ببذل قصارى جهده ، من خلال موقعه في البرلمان البريطاني ، لتسليط الضوء على معاناة الشعب السوداني ، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب ، يأتي هذا اللقاء في وقت حرج حيث تشهد الأوضاع في السودان تدهورًا مستمرًا ، وتتعاظم معاناة المدنيين ، ويعتبر هذا اللقاء خطوة مهمة في مسار الدبلوماسية الدولية ، حيث يسعى الطرفان إلى حشد الدعم الدولي للضغط على الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة المفاوضات ، ومع ذلك ، فإن الطريق إلى السلام في السودان مازال طويلاً وشائكًا ، حيث تواجه الجهود المبذولة العديد من التحديات والعقبات ، فمن جهة ، ترفض القوات المسلحة السودانية الجلوس إلى طاولة الحوار مع مليشيا الدعم السريع المتمردة ، متهمة إياها بالتمرد والخيانة ، ومن جهة أخرى ، تتهم القوات المسلحة حمدوق وقادة “تقدم” بدعم المليشيا ، ورفعت ضدهم دعاوى جنائية ، ويبقى السؤال المطروح : هل ستنجح الجهود الدولية والإقليمية في إقناع الأطراف المتحاربة بضرورة وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات؟ وهل سيتمكن السودان من الخروج من هذا النفق المظلم؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية ، وتقديم التضحيات اللازمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان ..
The question remains: Will international and regional efforts succeed in convincing the warring parties of the need to cease fire and sit at the negotiating table? And will Sudan be able to get out of this dark tunnel? Answering these questions requires the combined efforts of all concerned parties, and making the necessary sacrifices in order to achieve peace and stability in Sudan
وعلى قول جدتي : “دقي يا مزيكا !!”.
خروج : صرخة نساء السودان في وجه الحرب .. ففي خضمّ عاصفة حربٍ عاتية تجتاح السودان ، تبرز أصواتٌ نسائية شجاعة ترفض الانصياع إلى منطق القوة والدمار ، نساءٌ يتحدين الظلام ، ويعلنّ عن تمسكهن بالحياة والسلام ، رغم أنف الحرب وأهوالها ، هذه هي قصة حملة “نساء ضد الظلم”، قصة نضالٍ إنساني عابر للحدود ، قصة أمل في مواجهة اليأس ، ففي يوم مشهود ، أطلقت حملة “نساء ضد الظلم” صرخة مدوية ، صرخة ترفض أن تسكت في وجه الحرب ، كانت هذه الحملة ، التي انطلقت في قلب العاصفة ، بمثابة شمعة أضاءت دروب الظلام ، وشحذت همم الأحرار ، فقد أدركت النساء السودانيات أن الحرب ليست حلاً ، وأن تسليح المدنيين لا يجلب سوى الدمار والخراب ، رأين بأعينهن كيف تحولت بيوتهن إلى ساحات حرب ، وكيف أصبح أطفالهن ضحايا لأطماع الحكام ، فقررن أن يقفن في وجه هذه المأساة ، وأن يعلمن العالم بأكمله أنهن لن يقبلن بدور الضحية ، كانت رسالة الحملة واضحة المعالم : “لا للحرب! لا للتسليح!” فهن يرفضن أن يكونوا أدوات في يد السياسيين ، وأن يضحين بأرواحهن وأرواح أحبائهن على مذبح الطموحات الشخصية ، وقد لاقت هذه الحملة صدى واسعًا في أوساط الشعب السوداني ، فالتحق بها الآلاف من الرجال والنساء والشباب ، الذين آمنوا برسالتها النبيلة ، فقد أدركوا أن السلام هو الخيار الوحيد لبناء مستقبل أفضل لأجيال قادمة ، ولكن الطريق إلى السلام لم يكن مفروشًا بالورود ، فقد واجهت الحملة العديد من التحديات والعقبات ، بدءًا من حملات التشويه التي شنتها الأطراف المتنازعة ، ووصولاً إلى التهديدات والابتزاز التي تعرضت لها ناشطاتها ، ورغم كل هذه الصعوبات ، لم تيأس النساء السودانيات ، فهن استمررن في نضالهن ، مستلهمن قوتهن من معاناة شعبهن ، ومن إيمانهن بقدرة الحب والسلام على الانتصار على الكراهية والعنف ، وقد لاقت الحملة دعمًا كبيرًا من منظمات حقوق الإنسان الدولية ، التي أشادت بشجاعة النساء السودانيات وتضحياتهن ، كما أصبحت هذه الحملة مصدر إلهام للنساء في جميع أنحاء العالم ، اللاتي يواجهن ظروفًا مشابهة ، إن قصة حملة “نساء ضد الظلم” هي قصة نضال إنساني عابر للحدود ، قصة أمل في مواجهة اليأس ، فهي تذكرنا بأن صوت المرأة يمكن أن يكون أقوى من أي سلاح ، وأن الإرادة الحرة لا تقهر ، وإن هذه الحملة تدعونا جميعًا إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوداني في نضاله من أجل الحرية والعدالة والسلام ، فمن واجبنا جميعًا أن ندعم كل من يسعى لبناء عالم أفضل ، عالم تسوده المحبة والوئام ، وإلى نساء السودان ، نساء الشجاعة والإباء ، نحية إليكن بالاحترام والتقدير ، أنتن قدوة لنا جميعًا ، وأنتم مصدر إلهام لكل من يسعى لتحقيق العدالة والمساواة ، وإلى العالم أجمع ، ندعوكم إلى التضامن مع الشعب السوداني ، ودعم نضاله المشروع من أجل السلام ، فالسودان يستحق أن يعيش في أمان وسلام ، وأن يتمتع بمستقبل مزدهر ، ولتكن هذه القصة بداية لفصل جديد في تاريخ السودان ، فصل تسوده المحبة والسلام ، وتزدهر فيه الحياة .. #أوقفوا الحرب
ولن أزيد ،، والسلام ختام.
المصدر: صحيفة الراكوبة