شباب ضد الحرب.. هل تخرس أصوات السلام أبواق الفتنة في السودان؟
تعمل الشبكة الشبابية السودانية المستقلة، على التشبيك بين الشباب والشابات لتوحيد الرؤى والعمل من أجل تحقيق السلام وإيقاف الحرب
التغيير: كمبالا
أكثر من 100 شاب وشابة من السودان، ودول الجوار اجتمعوا بمدينة عنتيبي الأوغندية، للمشاركة في فعاليات المؤتمر التأسيسي للشبكة الشبابية السودانية، ومناقشة قضايا الشباب والخروج بتوصيات تساعد في إيقاف الحرب واستعادة التحول المدني الديمقراطي.
واستمرت أعمال المؤتمر لأربعة أيام في الفترة من 2 إلى 5 مارس الجاري، بمشاركة شباب وشابات من السودان، وجنوب السودان وأوغندا وكينيا وتشاد.
وتعمل الشبكة الشبابية السودانية المستقلة، على التشبيك بين الشباب والشابات من خلفيات ومناطق مختلفة لتوحيد الرؤى والعمل من أجل تحقيق السلام وإيقاف الحرب في السودان واستعادة التحول المدني الديمقراطي.
رؤية موحدة
يقول عضو الشبكة الشبابية حيدر عبد الله، إن الشباب عملوا من خلال المؤتمر للخروج برؤية موحدة لإيقاف الحرب والتمهيد لتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة.
وأشار لدى كلمته في المؤتمر إلى أن الحرب التي تمر بها البلاد هي نتيجة لعمل سياسي ظل يمارس منذ بداية الدولة السودانية.
وطالب حيدر، “القوى السياسية السودانية بضرورة الخروج من حالة التمزق الذي تشهده الساحة السياسية”.
وناشد القيادات الاجتماعية ورجال الدين للضغط على طرفي النزاع لإيقاف الحرب ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني.
وثمن الجهود التي يقوم بها الشباب في البلاد عبر غرف الطوارئ أو المبادرات الشخصية.
ووجه رسالة للشباب في القوات المسلحة والدعم السريع والمستنفرين، قائلا “نحن نقدر الظروف التي جعلتكم تنخرطون في الحرب، لكن اعلموا أن الغاية الحقيقية من الحياة تتحقق بالسلام وليست في الحرب، وأن عملية رد الحقوق تتحقق بالسلام وليس الحرب “.
وناقش المؤتمر عدة أوراق منها الحراك الشبابي ودوره في تعزيز المشاركة السياسية وكيفية الاستفادة من التجارب السياسية السابقة لإيقاق الحرب.
كما ناقش المؤتمر ورقة حول كيفية إنهاء الحرب واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي بالسودان، بالتركيز على انخراط المجتمع المدني في عمليات السلام بمنأى عن أطراف النزاع، إضافة إلى دور الثقافة والفنون في بناء السلام.
وتطرق المؤتمر إلى حماية المرأة ومشاركتها في عمليات بناء السلام، فضلا عن الوضع الإنساني الذي يعيشه الشعب السوداني والدور الذي يمكن أن يلعبه الشباب في الاستجابة الإنسانية والمناصرة للتصدي للمجاعة التي تهدد نسبة كبيرة من الشعب السوداني.
مناقشة الدستور
من جهته، قال القيادي بالشبكة الشبابية مهند عرابي، إن المؤتمر شارك فيه أكثر من 100 شاب وشابة من داخل الشبكة، وأكثر من 15 شابا وشابة من خارجها.
وأضاف: عرابي لـالتغيير: “المؤتمر ناقش النظام الأساسي والهيكلة والاستراتيجية ورؤية الشبكة في إيقاف الحرب والتحول الديمقراطي”.
ونوه الى أن الورشة خرجت بعدد من الأجندة، من ضمنها مناقشة الدستور، وبناء السلام والعدالة الانتقالية، واقتصاد إعمار ما بعد الحرب، والقضايا الإنسانية.
وتعمل الشبكة من خلال أهدافها للضغط على المدنيين للتوحد وفق رؤية وطنية كلية شاملة تحقق السلام المستدام وتسهم إيجابا في التحول المدني الديمقراطي، وتنسيق الجهود بين المنابر الإقليمية والدولية من أجل إنهاء الحرب وتحقيق السلام.
وقف إطلاق النار
ولفت مهند، إلى أن أهم مخرجات المؤتمر المساهمة في عملية إيقاف الحرب ووقف إطلاق النار وفق رؤية سياسية للشباب والشابات، سيتم تسليمها لكل الفاعلين السياسيين والمدنيين في السودان والإقليميين والدوليين، والوساطة المتمثلة في الاتحاد الأفريقي والإيقاد ومنبر جدة ودول الترويكا.
وأوضح القيادي بالشبكة، أن المؤتمر أوصى بابتدار حملات من شأنها حشد الدعم الشعبي، ومساهمتهم في عملية إيقاف الحرب، والتصدي لتحشيد للمكونات الاجتماعية لطرفي النزاع
وأكد أن المؤتمرين أرسلوا رسائل لقادة الجيش والدعم السريع بضرورة إيقاف الحرب وإيقاف معاناة الشعب السوداني، وكذلك أرسل المؤتمر رسالة إلى القوى الفاعلة في إيقاف الحرب لتوسيع قاعدة المشاركة والالتفاف حول رؤية مجمع عليها لإيقاف الحرب وبناء عملية سياسية من شأنها محاولة إعادة تأسيس وبناء الدولة السودانية بعد الحرب “.
مبيناً أن الشباب يعمل بمنهجية شمولية وتشاركية يكون فيها التمثيل العادل، والانخراط في العملية السياسية وفي عملية التفاوض، وإرسال رسائل للمجتمع الإقليمي والدولي.
الأبواب مفتوحة
بدوره، يقول عضو الشبكة إدريس عبد الله لـ”التغيير”، إن الشبكة الشبابية تضم عددا من شباب الأحزاب السياسية وحركات الكفاح المسلح ولجان المقاومة وشباب من القطاعات المهنية والفئوية والمجتمع المدني.
وأضاف: “التنوع الذي تذخر به الشبكة يعتبر أحد مميزاتها، وأنتج رؤى وأجندة شبابية حول القضايا العامة لسودان”.
وتابع: “هذا التجمع الشبابي يؤكد أن المؤتمر يعمل على تجاوز فكرة الاختلاف السياسي الموجود ويدعو بشكل عاجل إلى إيقاف الحرب”.
وأكد عبد الله، أن أبواب الشبكة مفتوحة لكل شباب وشابات السودان للمشاركة دون قيد أو شرط فقط المصلحة الوطنية.
وشدد إدريس على أن رؤية الشبكة تقوية الأدوار الإيجابية للشابات والشباب للمساهمة الفعالة في إنهاء الحرب لتأسيس سودان مدني ديمقراطي موحد ينبني على سيادة القانون وحكم المؤسسات.
المصدر: صحيفة التغيير