سيمفونية المجاعة !!
محمد الصادق
لانقول إنها مجاعة ولكن ما يتردد علي أفواه الناس من شكوي يومية عن ضنك المعيشة وعجزهم عن الشراء
هو سيمفونية مجاعة :
فهم يرددون أن اللبن الحليب ارتفع سعره وارتفع حتي لجأ الناس إلي لبن (ريغان) وهذا لأن السوق دخلته ألبان الإغاثة فانخفض السعر فالإغاثة برضو
عملت فايدة !! .
وكان يتردد أن اللبن الحليب يظل يغلي ويغلي علي النار ولا يفور بينما لبن ريغان يفور .
ويتردد أن الناس صارت تستغني
عن الجبنة والصلصة والكاتشب والتوابل .
ويتردد ان الناس في الحلة يقبلون علي شراء بعض السلع الغذائية
برغم علمهم بانتهاء صلاحيتها
ويتردد.. ان البيض اصبح (نُزْهَة)
وأن الخضار أيضا اصبح نزهة
فالبنضورة اغلي من اللحم
ويتردد أنه مع إرتفاع الدولار
اختفي بائعو الخضار ولكن انتشر باعة متجولون ينادون بالفواكه والزبادي البلدي وقلما يشتري أحد .
ويتردد أنه في المخبز أصبح الناس عادي يشترون بالرغيفة والرغيفتين
وأن الخبز في السوق أرخص
ويباع بالكوم لكن بعضه قديم (بايت) وبعضه جديد .
وظهر بيع القرقوش وانتعش بيع الطعمية لأن معظمها قرقوش .
واصبح الناس يتجمهرون حول بائع الطعمية بدلا من البقالة .
وفي البقالة يكثر السؤال :
أيوجد كذا بكذا ؟؟
مثلا : سكر ب ٥٠٠جنيه؟؟
ومن لا يبيع يتركونه ويذهبون إلي غيره .
ولذلك لجأ بعضهم للبيع بطريقة (قدّر ظروفك) .
فأصبح يجهز عبوات صغيرة أصغر بالطبع من ربع الكيلو
أرز ب ٥٠٠
عدس ب ٥٠٠
دقيق ب ٥٠٠
ويتردد في الحلة أن كثيرا من الأطفال
يغيبون عن المدرسة لعجز الآباء عن توفير ساندويتشات لأطفالهم
فالأسرة تركّز فقط .
علي تحضير وجبة واحدة للجميع
لا يعلم ما هي ومتي تكون .
قد تكون شوربة بصل اورديحي
يرش بها الرغيف فلا أحد يذكر اللحم
واصبح الناس يرددون ان المجاعة الحقيقية هي الأعتماد علي المخابز التجارية فهم قد كانوا يعتمدون
علي الكسرة وحتي حينما يريدون الخبز يصنعونه في المنزل .
لكن غلاء الغاز والدقيق اجبر الناس علي المخابز لأن المخابز اصبحت تصنع الرغيف بالحطب .
واصبح ما يميز المخبز الأكوام الكبيرة من الحطب أمامه .
ويرددون أن أهم ما يميز الخبز هذه الأيام هو الحجم المتذبذب فأحيانا يصغر ثم يعود مرة أخرى إلي حجمه السابق ثم يصغر مرة أخرى أكثر من الأول !! .
ويتردد أن كل شيء ارتفع مع إرتفاع الدولار ولم ينخفض شيء
مع انخفاض الدولار !! .
□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة
نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات .. وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
بعد الركعة الثانية
في الصبح (سِراً)
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا ..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك:
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُمۡۖ }
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة