سيدنا ترامب ….. عليه السلام !!

سيد محمود الحاج
كونه سيدنا فهذه حقيقة ، فهو الآن سيد العالم بأجمعه لاسيما وأنه أصبح وللمرة الثانية رئيسا ً لأكبر وأقوى دولة في العالم الذي نحن جزءٌ منه ، يأمر وينهى ويفعل ويقول ما يريد وليس على الآخرين إلّا الطاعة ، وإن لم تعجبهم تصرفاته فيمكنهم أن يعبروا عن إستيائهم سرّاً وفي دواخلهم ولكن ليس جهراً . أما عبارة (عليه السلام) فلا أقصد بها المعنى القريب الذي يتبادر للأذهان بل القصد منها أن على عاتقه تقع مهمة السلام في المنطقة وان يجعل هذه المسألة في أولوياته ، فهو رجل أعمال وتسويق أكثر من كونه رجل سياسة إذ يرى أن السلام يحقق من الأرباح أكثر مما تحققه الحروب ويقلل كثيراً من النفقات والإلتزامات المترتبة على إستمرار الحروب ، فلا عجب أن أوقف الحرب في أفغانستان خلال ولايته الأولى وأعاد أفراد جيشه إلى حضن وطنهم ، وهو من تهادن مع الحوثيين وضمن سلامة إبحار سفن بلاده ، وهو من أوقف إطلاق النار في أوكرانيا بعد أن كانت أميركا هي الداعم الأكبر لنظام زيلينسكي في عهد الديمقراطيين ، وهو من أطفأ نار الحرب بين الهند وباكستان فلم تستمر لأكثر من أربعة أيام منذ إندلاعها ، وهو الذي أعلن عن إمكانية التفاهم مع إيران عوضاً عن إعلان حرب عليها … فهو فقط يكتفي بالتهديد في معظم الأحيان وغالباً ما يأتي تهديده أُوُ كله فيفعل ما لا تفعله الحرب .
يأتي ترامب صباح هذا اليوم زائراً لدول الخليج في زيارة تستمر لثلاثة أيام يزور خلالها المملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة ، وهي بالطبع زيارة دافعها الأول والأهم يتعلق بمصالح يأمل من ورائها الحصول على مكاسب إقتصادية وإجتذاب هذه الدول الثرية للإستثمار في مشاريع تعين أميركا في ظروف صعبة تجابه إقتصادها الآن خاصة بعد الحرب الإقتصادية التي تخوضها حالياً مع الصين وإلى حدّ ما مع بعض دول أوروبا . وبما أنه رسول سلام يمقت الحروب وأمنيته أن يصبح ( بابا ) كما ظهر وهو في زي بابا الفاتيكان على صفحته في موقع (تروث سوشيال) فإنّا نأمل أن يلقي بالاً لما يحدث في بلادنا على هامش لقائه مع زعماء الدول المضيفة . ومع أن حرب السودان لا يُتوقع أن تكون ضمن أجندته لكن عسى أن يتم التطرق إلى ذلك من قبل مستضيفيه فجميعهم معنيين بما يدور في السودان وما يمكن ان يشكله من تهديد لأمنهم الإقليمي ، كما نتمنى أن تكون السنوات الماضية قد أنسته عداء البشير لأميركا وتلك الجملة الشائنة (أمريكا تحت جزمتي) فالرئيس ترامب كالجمل لا ينسى (الغبينة) وكان في سنوات ماضية قد وضع شرطاً مقابل قبول الدعوة التي وجهت له للحضور والمشاركة في مؤتمر القمة الإسلامية العربية الأمريكية الذي كان قد عقد في الرياض فكان أن تم توجيه الدعوة لكل رؤوساء الدول المعنية بينما أستثني البشير الذي كان قد وضع أميركا تحت جزمته ليحل محل أمريكا في ذلك المؤتمر ولكن تحت أقدام كُثُر !!
وليت ترامب الذي يودّ الإستثمار في كل شىء ، حتى في ركام غزة . ليته يجد من يحدثه عن ثروات السودان وخيراته المنهوبة والتي ستُنهب إذا ما استمرت هذه الحرب لأكثر من ذلك ، فيأتي مستثمراً لا غازياً ولا ناهباً فيحيل ذلك الحطام مصانعاً ومزارعاً ومدارساً ومشافياً فيفعل ما لم تفعله حكوماتنا المتعاقبة !!
كل ما نتمناه الآن وخلال هذه الزيارة أن يقول الرئيس ترامب كلمته بشأن حرب السودان المشتعلة منذ أكثر من عامين بين جيش يمثل حزباً لا دولة وبين مليشيا أنشأها رئيس ذلك الحزب لحمايته الشخصية و حراسة الحدود قبل أن يتحول الأمر إلى صراع بينها على السلطة لتحقيق مطامع لم ينل الوطن منها سوى الهدم و الدمار وموت وتشريد الملايين من شعبه . فأذا ما أخمد الرجل نار هذه الحرب وأصدر أمره لكلا الطرفين بتسليم السلطة للمدنيين الذين فجروا الثورة التي أطاحت بنظامهم ومن ثم خضوعهم للعدالة جرّاء ما أرتكبوه من جرائم في حق الوطن والمواطن ، ساعتها سنكون أول شعوب العالم التي تسعى وتدعوا الله ان يصبح حلم ترامب واقعاً فنراه أجمل بابا وأضكر بابا !!!
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة