سوق «دقلو» في مدني.. أسعار زهيدة وبضائع مجهولة المصدر
نشأ سوق دقلو في ود مدني بولاية الجزيرة، على ذات النمط الذي قامت عليه أسواق مشابهة في العاصمة الخرطوم عقب اندلاع الحرب ونهب المتاجر والمخازن والمنازل.
ود مدني: التغيير
على امتداد حي حلة محجوب أو (حلة فلاتة) جنوب مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط السودان، تتراص البضائع والمواد الغذائية والأجهزة الكهربائية في سوق عشوائي أطلق عليه اسم سوق (دقلو).
وتعود تسمية سوق (دقلو) إلى اسم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهي امتداد لأسواق أخرى حملت ذات المسمى في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، عقب اجتياح قوات “آل دقلو” لمناطق عديدة بعد اندلاع حرب 15 ابريل، إذ أنها ما أن تستولي على منطقة حتى تنشط عمليات النهب للسيارات والبضائع المتنوعة من عناصر القوات واللصوص والنهابين بمختلف مشاربهم وتبعاً لذلك تنشأ أسواق تباع فيها البضائع والمستلزمات المختلفة بأسعار زهيدة مقارنة بالأسعار الحقيقية لهذه المستلزمات.
حركة دؤوبة
السوق الذي أنشئ جوار كلية مدني الطبية عقب أيام قليلة من اجتياح قوات الدعم السريع للمدينة يشهد حركة دؤوبة للبيع والشراء لمختلف البضائع والمأكولات.
ووجد كثيرون من مواطني ود مدني ضالتهم في (دقلو) بعد الإغلاق القسري للسوق العمومي وبقية الأسواق بالمدينة منذ 17 من ديسمبر 2023م.
ولا تلبي الأسواق الصغيرة في الأحياء جميع متطلبات المواطنين إذ يجدون في (دقلو) حتى قطع غيار الدراجات مثلاً والتي أصبحت وسيلة نقل رئيسية بالمدينة وغيرها مما لا يتوفر بالأحياء.
مسروقات
وتقوم معظم بضائع السوق على أشياء مسروقة أو مجهولة المصدر جلبت من مخازن ود مدني وأسواقها وبيوتها مما جعل الأسعار زهيدة للحد البعيد.
وتدور أحاديث كثيرة في مجالس المدينة وصفحاتها الإسفيرية على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما (فيسبوك) حول السوق المستحدث.
وتنصب الأحاديث حول المشروعية الفقهية للشراء من هذه الأسواق التي يعلم الجميع أن مصدر منتجاتها مجهول.
وذهب البعض إلى أن شراء المواد الغذائية من مأكل ومشرب لا غبار عليه لكونهم مضطرون لعدم توفرها في البقالات والأسواق. ويشدد هؤلاء على أن شراء الاجهزة الكهربائية والملبوسات ومواد البناء لا يجوز بحسب رأيهم.
مصدر البضائع مقسم بين بضائع يحضرها المواطنون مجهولة المصدر وأخرى يقوم ببيعها أفراد يرتدون الزي الرسمي لقوات الدعم السريع.
وما أن يرى رواد السوق سيارة تابعة للقوات محملة بالبضائع حتى يلتفوا حولها ليشتروا محتوياتها التي تباع بالجملة.
باعة ومشترين
ويمثل الباعة شتى فئات المجتمع من رجال ونساء وأطفال وشيوخ وكذلك المشترين الذين يمثلون كل الفئات والأعمار.
ويمثل سكان حلة فلاتة السواد الأعظم للباعة في السوق ويخزن بعضهم البضائع في منازلهم المتاخمة للمنطقة.
موقع السوق الطرفي وانعدام المواصلات يدفع المواطنين للذهاب إليه راجلين قاطعين مسافات بعيدة بحثاً عن المستلزمات، وعلى طول الطريق المؤدي الى سوق دقلو يُشاهَد المواطنون والمواطنات وهم يحملون حاجياتهم راجلين الى بيوتهم أفراداً وجماعات.
ويمتد سوق دقلو ليضم محلات للمأكولات من مطاعم تقدم كل أنواع الطعام والمشروبات الساخنة والباردة، وتتوسط السوق مدرسة كانت تستخدم كدار إيواء للنازحين وتحولت هي الأخرى إلى سوق مصغر يبيع في النازحون انفسهم مختلف البضائع.
المصدر: صحيفة التغيير