سوريا ومصر ولبنان تتصدر ترشيحات الجائزة العالمية للرواية العربية
أبوظبي أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية عن الروايات المرشّحة للقائمة الطويلة بدورتها عام 2025، حيث تتضمن القائمة 16 رواية من ثماني دول.
وبلغت القائمة أربع روايات من سوريا هي “المسيح الأندلسي” لتيسير خلف و”الأسير الفرنسي” لجان دوست و”وارثة المفاتيح” لسوسن جميل حسن و”الآن بدأت حياتي” لسومر شحادة، كما ترشحت أربع روايات مصرية هي “صلاة القلق” لمحمد سمير ندا و”الرواية المسروقة” لحسن كمال و”المشعلجي” لأيمن رجب طاهر و”أحلام سعيدة” لأحمد الملواني. ووصلت إلى القائمة الطويلة أيضا ثلاث روايات من لبنان هي “ما رأت زينة وما لم ترَ” لرشيد الضعيف و”ميثاق النساء” لحنين الصايغ و”أغنيات للعتمة” لإيمان حميدان.
ومن الدول العربية الأخرى ترشحت للقائمة روايات “وادي الفراشات” لأزهر جرجيس من العراق، و”دانشمند” لأحمد فال الدين من موريتانيا، و”هوّارية” لإنعام بيوض من الجزائر، و”البكّاؤون” للبحريني عقيل الموسوي، و”ملمس الضوء” لنادية النجار من الإمارات.
وترشحت للجائزة في هذه الدورة 124 رواية، وجرى اختيار القائمة الطويلة من قبل لجنة تحكيم مكوّنة من خمسة أعضاء، برئاسة الأكاديمية المصرية منى بيكر، وعضوية الأكاديمي والباحث اللبناني بلال الأرفه لي، والمترجم الفنلندي سامبسا بلتونن، والأكاديمي والناقد المغربي سعيد بنكراد، والناقدة والأكاديمية الإماراتية مريم الهاشمي.
وشهدت الدورة الحالية من الجائزة ترشيح كتّاب إلى القائمة الطويلة وصلوا إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقا، وهم تيسير خلف (القائمة الطويلة في 2017)؛ وسوسن جميل حسن (القائمة الطويلة في 2023)، ورشيد الضعيف (القائمة الطويلة في 2012 و2024)، وأزهر جرجيس (القائمة الطويلة في 2020 والقائمة القصيرة في 2023).
كما عرفت هذه الدورة من الجائزة وصول كتّاب للمرة الأولى إلى القائمة الطويلة وهم، أحمد فال الدين، أحمد الملواني، أيمن رجب طاهر، إنعام بيوض، إيمان حميدان، جان دوست، حسن كمال، حنين الصايغ، سومر شحادة، عقيل الموسوي، محمد سمير ندا، ونادية النجار.
ووفق بيان للجائزة تأخذنا روايات القائمة الطويلة لهذا العام إلى عوالم وأزمنة مختلفة، من شوارع بيروت المكتظة، ليلة انفجار المرفأ، إلى البحرين في الثمانينات من القرن الماضي، وإلى مدينة وهران الجزائرية خلال العشرية السوداء. وتصور بعض الروايات واقعاً ملتوياً حيث يتحول الموتى في مقبرة بغدادية إلى فراشات، أو مدينة ديستوبية يُنَوَّم سكانُها اصطناعياً ليستكشفوا عالمي الواقع والأحلام.
وتقدم الروايات سيراً متخيّلة لشخصيات تاريخية، منها الإمام أبي حامد الغزالي وبيير آميدي جوبير، مترجم نابليون بونابرت، وتعود بالقارئ إلى فترات متباينة من التاريخ العربي للكشف عن جوانب مخفية من الحياة اليومية في سوريا قبل ثورة 2011 ومأساوية المرحلة الموريسكية في الأندلس. وتستكشف الروايات الضغوط المجتمعية والعائلية وتخضعها للاستجواب، حيث تتابع قصص أجيال على خلفية الاضطرابات السياسية الكبرى.
وفي إطار تعليقها على القائمة الطويلة، قالت منى بيكر رئيسة لجنة التحكيم “تتميز الروايات الستّ عشرة التي اختيرت ضمن القائمة الطويلة هذا العام بتنوع موضوعاتها وتنوع القوالب الأدبيّة التي عولجت بها. هناك روايات تعالج كفاح المرأة لتحقيق شيء من أحلامها في مجتمع ذكوريّ يحرمها بدرجات متفاوتة من ممارسة حياتها، وأخرى تدخلنا إلى عوالم دينيّة وطائفيّة يتقاطع فيها التطرّف والتعنّت المُغالى فيه مع جوانب إنسانيّة جميلة ومؤثّرة. كما تناولت الكثير من الروايات موضوع السلطة الغاشمة وقدرتها على تحطيم آمال الناس وحيواتهم، وقد استطاع بعض الروائيين معالجة هذا الموضوع بنفَسٍ مأساوي مغرقٍ في السوداوية، وتناوله آخرون بسخرية وفكاهة تَحُدُّان من قسوة الواقع وتمكّنان القارئ من التفاعل معه بشكل فاعل.”
وأضافت “أمّا من ناحية القوالب الأدبيّة، فتضمّنت القائمة عدّة روايات تاريخيّة، تناول بعضها التاريخ الحديث، فيما عاد بنا البعض الآخر إلى العهد العبّاسيّ أو إلى فترة محاكم التفتيش واضطهاد المسلمين في الأندلس. كما تضمّنت القائمة أعمالًا أقرب إلى السيرة الذاتيّة، وأخرى تشابه القصص البوليسيّة إلى حدّ كبير.”
من جانبه قال ياسر سليمان رئيس مجلس الأمناء “تواصل بعض روايات القائمة الطويلة لهذه الدورة توجّهًا عهدناه في الدورات السابقة يتمثل بالعودة إلى الماضي للغوص في أعماق الحاضر. لهذا التوجّه دلالاته السوسيولوجية، فهو يحكي عن قساوة الحاضر الذي يدفع الروائي إلى قراءة العالم الذي يحيط به من زاوية تبدو عالمة معرفيًّا، أو زاوية ترى أن التطور الاجتماعي ليس إلّا مُسمًّى لحالة تنضبط بقانون ‘مكانك سر‘. ومع ذلك فإنّ الكشف أمل وتفاؤل على الرغم من الميل الذي يرافقهما أحيانًا في النبش عن الهشاشة وعن ضراوة العيش في أزمان تسيطر فيها قوى البشر على البشر غير آبهة بنتائج أفعالها.”
وأضاف سليمان “إن مشاركة أصوات جديدة في فيالق الرواية العربية من خلفيات علمية مختلفة، منها الطبيب ومنها المهندس وغير ذلك، دليل على قوّة الجذب التي تستقطب أهل الثقافة إلى هذا النوع الأدبي، على تباين خلفياتهم العمرية والجندرية والقطرية والإثنية والشتاتية.”
وستعلن يوم الأربعاء 19 فبراير 2025 عن القائمة القصيرة من قبل لجنة التحكيم من بين الروايات المدرجة في القائمة الطويلة، وسيكون الإعلان عنها، من مكتبة الإسكندرية، بمصر. بينما يعلن عن الفائز في أبوظبي يوم الخميس 24 أبريل 2025.
العرب اللندنية
المصدر: صحيفة الراكوبة