اخبار السودان

سلطان كيجاب إيقونة الخرطوم في الزمن الجميل

ابراهيم علي ابراهيم

* ربما القليل من أبناء الأجيال الجديدة التي تعرف قيمة سلطان كيجاب,فقد ظل يحمل إسم السودان ويرفع علمه في كل المحافل الرياضية الدولية, فهو السباح الأول في العالم, حاز مراتب متقدمة في السباحة وعلي العديد من الجوائز في مختلف بلاد العالم .

وكيجاب صار قيادي رياضي, أختير ممثل اللجنة الأولمية,وسكرتير إتحاد السباحة, وأسس أول مدرسة لتعليم السباحة تخرج فيها أكثر من أربعين الف سباح . وهو يعد من ظرفاء الخرطوم, هذه الشخصية تخفي وراءها مناضلا شـرسا في الدفاع عن الديمقراطية, شاهدناه في الجامعات في المواقع السياسية , وهو يحمي المنابر من عملاء الأمن , وهو من صناع النكتة السياسية , وقد كان الطلاب في الجامعات يتحلقـون حوله لسماع النكت السياسية التي يطلقها بكل شجاعة .

ولم يكن ترشحة للرئاسة أمام البشيرليس إلا نوعا من المعارضة والمشاغبة والإستهزاء بما يحدث, على طريقة الممثل الكوميدي الفرنسي ليلوش, الذي دأب علي الترشح للرئاسة من باب السخرية وتعرية أدعياء السياسة والقيادة.

وبعد أن فشل في الإنتخابات أفتتح مطعما في الكلاكلة وكتب عليه لافتة تقول: ” سلطان كيجاب من رئاسة الجمهورية للفول والطعمية ”

* ومن طرائفه: يحكي كيجاب إن النميري كان في زيارة لمنطقتنا الغابة وكانا يتجولان معا في المزارع, قفز كيجاب أحد جداول الماء وهو يقول لنميري نط نط ياريس,بينما تردد النميري , فباغته بقوله ” إنت ياريس الجديول ده ما قادر تنطه.. أمال نطيت حيطة القصر في 19 يوليو كيفن ؟!! أنفجر النميري ضاحكا وهو يلعنه !!

بصوته العالي ألتقيته يوما في “سوبرماركت.. بنمره أتنين ” بالخرطوم , وبينما نحن نقف دخل الفنان الكبير محمد وردي , فبادر كيجاب بلهجة البلد : يا خرابه مالك بي هنا .. بقيت تشتري من السوبر ماركت كمان, قال له بصوته العالي : يا محمد وردي أعرفك بالزول ده ناس ابراهيم علي ديل من إتحاد الفرع جننو ليك النميري في راسه,بينما بدأ الناس يلتفون حول وردي ويسلمون عليه,فأنزعج وردي وودعنا وخرج,قلت له ياأخي مالك علي الراجل عاوز ترجعوا السجن تاني ؟ قال لي ما يرجع يسويلو غناء سمح .. مش عمل “قلت أرحل” في كوبر !!

وكيجاب الفكه المشاغب لا ينفك يعيش وسط الناس في الشارع .., وهوالطالب التاريخ في كلية القانون الذي قضي فيها ثلاثة أوأربعة عقود,فقد دأب في الماضي الإعتذارعن حضور الإمتحانات نسبة لسفره في الخارج لتمثيل السودان, وهو يحمل الخطابات الرسمية,وهكذا أعتاذت إدارة الجامعة علي غيابه, وصار مستثني من الفصل,وهو بدوره لم يقصر الطالب التاريخي الذي لا يدخل مدرج, ولكن صديق الأجيال المتعاقبة في الجامعة.

من طرائفة هو وصديقه السباح العالمي سيد أحمد, أنهما جـاءا يوما إلي الجامعة يقودان شاحنه ضخمه ” قندران “,وأغلقا بها باب الجامعة, لا أحد يدخل ولا أحد يخرج,والجميع في حالة ضحك .. !! .

* بطل السودان الراحل ظل يرفع علم السودان في المحافل الرياضية فقد شارك في مجال السـباحة في عشرات السـباقات الطويلة في أرجـاء متفرقة من العالم : كندا التي منحته جنسيتها حيث شارك في بطولة مونتريال لأربع مرات, وإيطاليا “كابري نابلي”والولايات المتحده حيث عبر بحيرة ميتشجان, والمكسيك, قناة السويس, العراق, ود نميري دنقلا, وادمدني أم سنط, سباق اللازقية, سباق جبل أولياء التلفزيون في امدرمان وهو الأطول في العالم ” 50 كيلو متر ” وغيرها من سباقات حصل فيها على مراكز متقدمة.

* رحم الله الحبيب عبد المجيد سلطان محمد صالح كيجاب بقدر ما قدم لوطنه وللرياضه ولأهله وجعل مقامة الفردوس الأعلى، وعزاء لأسرته ولأحبابه إنا لله وإنا إليه راجعون.

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *