سكان “بالم بيتش” يروون تفاصيل محاولة اغتيال ترامب
سكان “بالم بيتش” يروون تفاصيل محاولة اغتيال ترامب
اختبأ مسلح لمدة 12 ساعة تقريباً بين الشجيرات قبل أن يلعب دونالد ترامب لعبة غولف غير مجدولة في ناديه المطل على المحيط في فلوريدا، ما أثار ذهول السكان المحليين، بينما تقول السلطات إنها تبدو المحاولة الثانية لاغتيال الرئيس السابق في شهرين.
كان الطقس حاراً وغائماً بعد ظهر الأحد عندما وصل ترامب وصديقه، مطور العقارات ستيف ويتكوف، إلى ملعب ترامب الدولي للغولف في (ويست بالم بيتش).
كان الرئيس السابق في الممر الخامس وهي منطقة مجاورة للطرق المزدحمة بالقرب من مطار بالم بيتش الدولي، عند نحو الساعة الواحدة والنصف بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:31 بتوقيت غرينتش)، عندما رصد أحد أفراد فريق حماية ترامب بندقية تبرز من أوراق الشجر عند الحفرة السادسة.
وروى ترامب الذي أُجلي دون أن يصاب بأذى مساء الإثنين أنه سمع “ربما أربع أو خمس” طلقات نارية من مسافة قريبة.
كما قال المحققون الفيدراليون إن أحد عملاء الخدمة السرية كان سريع التفكير وأطلق النار في اتجاه المشتبه به، الذي كان على بعد حوالي 300500 ياردة (نحو 274 457 متراً) ولم يكن لديه خط رؤية واضح لترامب.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وقال ترامب في بث مباشر على منصة إكس، تويتر سابقاً، من منتجعه في مارالاغو: “أدركت الخدمة السرية على الفور أنها رصاصات، وأمسكوا بي”.
وأضاف: “ركبنا العربات وتحركنا بطريقة جيدة جداً. كنت مع عميل، ونفذ العميل مهامه بشكل رائع”.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
المسلح الذي يقول المحققون إنه لم يطلق أي رصاصات كان مختبئاً بين الشجيرات المشذبة وأشجار النخيل الطويلة التي تصطف على محيط ملعب الغولف المكون من 27 حفرة.
وكان يختبئ هناك على الجانب العام من السياج منذ الساعة 01:59 بالتوقيت المحلي صباح الأحد، وفقاً لسجلات الهاتف المحمول التي استشهد بها مسؤولون فيدراليون.
لكن المشتبه به كان مزوداً بكاميرتين رقميتين وكيس بلاستيكي أسود به طعام وبندقية نصف آلية من طراز SKS وهو سلاح يبلغ مداه حوالي 440 ياردة (نحو 402 متر) ومنظار مكبر.
وكان آخر حدث انتخابي مقرر للمرشح الرئاسي الجمهوري المقرر مساء السبت، على الجانب الآخر من البلاد، في ولاية يوتا.
ويقول السكان إن ترامب يقضي كل يوم أحد تقريباً في نادي ويست بالم بيتش للغولف، عندما لا يكون منشغلاً في حملته الانتخابية.
لكن مدير جهاز الخدمة السرية رونالد رو قال يوم الإثنين إن الرئيس السابق “لم يكن من المفترض أن يذهب إلى هناك حقاً”، لذلك كان على العملاء وضع خطة أمنية في اللحظة الأخيرة.
المؤامرة التي أُحبطت، تركت جيران ترامب في بالم بيتش مع أسئلة ملحة، هل كان المشتبه به يعرف أن الرئيس السابق سيأتي للعب الغولف، أم كان تخميناً؟ كيف لم يكتشفه أحد لفترة طويلة، وبقي مختبئاً بين الشجيرات وهو يحمل بندقية؟
فرّ المسلح من مكان الحادث في سيارة نيسان سوداء، متخلياً عن حقيبة ظهره المليئة بالبضائع والسلاح.
قال ترامب ليلة الاثنين إن امرأة مدنية تمكنت من التقاط صورة للوحة ترخيصه وأعطتها للمحققين.
وقاد المسلح حوالي 40 دقيقة قبل أن يوقف الضباط سيارته على الطريق السريع 95 ويقومون بتوقيفه.
وتُظهر لقطات كاميرا الجسم أنه بدا هادئاً، بينما أمره الضباط بالتنحي جانباً قبل تكبيله دون وقوع حوادث.
وفي يوم الاثنين، ظهر المشتبه به ريان روث، 58 عاماً، في محكمة بالم بيتش المزدحمة، مرتدياً بدلة سجن زرقاء ومبتسماً أثناء الحديث مع محاميه.
ووُجهت للمشتبه به تهمة حيازة سلاح ناري، وقد يتبع ذلك المزيد من الاتهامات.
لدى روث، المقيم في هاواي، تاريخ إجرامي، فقد رُصد على رادار مكتب التحقيقات الفيدرالي في عام 2019 لكونه مجرماً يحمل سلاحاً نارياً، وأبلغ المكتب سلطات إنفاذ القانون في هونولولو في ذلك الوقت.
المشتبه به صوّت لترامب سابقاً
وفي حين لم يُكشف بعد عن دافعه بالتخطيط المزعوم لاستهداف ترامب، قال المشتبه به في وقت سابق على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه صوت للجمهوري في عام 2016 قبل أن يغضب منه.
وعلى محيط ملعب ترامب للجولف يوم الإثنين، طوقت الأقماع البرتقالية الزاهية والحواجز وسيارات الشرطة والضباط جميع أركان النادي، وصدم الحادث (ويست بالم بيتش) والبلدات المجاورة.
وبحسب تصريحات شيلبي ستيفنز (52 عاماً) وهو من أنصار ترامب من ويست بالم بيتش لبي بي سي: “بغض النظر عن مقدار الأمان الذي لديك وكل شيء آخر، إذا كان شخص ما على استعداد للتضحية بحياته لإنهاء آخر، فيمكن أن يحدث ذلك”.
ويعيش كوزمي بلانكو على بعد بنايات قليلة من ملعب ترامب، وقال إن ترامب يأتي مرتين في الأسبوع عندما لا يعمل لحملته الانتخابية.
وقال مؤيد ترامب البالغ من العمر 61 عاماً إن الوجود الأمني حول نادي الغولف عادة ليس كبيراً، لكن كل ذلك تغير يوم الأحد، عندما ركض بلانكو للخارج بعد خمس دقائق من إطلاق النار لرؤية طائرات هليكوبتر تحلق حول الحي.
وأضاف: “كنت قلقاً”، “سأبلغ من العمر 62 عاماً ولم أر أمريكا تتغير كثيراً”.
وقال بلانكو إنه لن يكون من الصعب على المشتبه به استهداف ترامب في ملعب الغولف الخاص به.
وسافر الرئيس السابق إلى هناك في موكب كان سيستغرق حوالي 12 دقيقة للذهاب من (مار إيه لاغو) عبر جسر يطل على بحيرة (وورث لاجون).
وأضاف بلانكو “إذا رأوا الموكب قادماً، فأنا متأكد في تلك المرحلة من أنهم يعرفون أنه سيلعب الغولف إنه منطق سليم”.
لكن أنكا باليتز، وهي مقيمة في بالم بيتش، تقول إنها تعرف ترامب شخصياً منذ سنوات، وتضيف أن توقيت روث كان مشبوهاً.
وقالت: “إنه لا يلعب الغولف كل يوم أحد، أعتقد أن هناك مؤامرة”، وتتساءل: “كيف لم يتم رؤيته [المسلح]؟”.
وأوضحت باليتز، التي اعتادت الذهاب للتزلج مع زوجة ترامب السابقة، إيفانا، أنها تعتقد أن شخصاً ما يجب أن يكون قد نبه المشتبه به إلى أن الرئيس السابق كان ذاهباً إلى الملعب في ذلك اليوم.
وتساءلت باتريشيا بيلهام، وهي مواطنة بريطانية تعيش في فلوريدا منذ 30 عاماً، عن المكان الذي تمكن فيه المشتبه به، من إبقاء سيارته بالقرب من المقهى للهروب بسرعة.
“لماذا لا يوجد أمن في الخارج؟” سألت البريطانية، التي أضافت أنها ليست من مؤيدي ترامب.
وقال بيلهام إن التدابير الأمنية زادت حول مار إيه لاغو، في جزيرة بالم بيتش منذ إصابة ترامب عندما حاول مسلح يبلغ من العمر 20 عاماً اغتياله في تجمع جماهيري في بتلر بولاية بنسلفانيا في يوليو/تموز.
ويوم الإثنين، تجمعت سيارات الشرطة على طول طرق الجزيرة عند كل نصف ميل تقريباً، مع إغلاق المنتجع الذي تبلغ مساحته 17 فداناً (نحو 69 دونماً) أمام الزوار.
وأفادت السلطات بأنه إذا كان رئيس الولايات المتحدة الحالي جالساً في منطقة العشب الخضراء، لكان ملعب الغولف بأكمله محاطاً.
وبعد إلقاء اللوم على خطاب البيت الأبيض في أحدث محاولة مزعومة لقتله، قال ترامب مساء الإثنين إنه أجرى “مكالمة لطيفة للغاية” مع الرئيس جو بايدن بشأن تعزيز حماية الخدمة السرية.
وطلب الرئيس بايدن، وهو ديمقراطي، من الكونغرس يوم الإثنين الموافقة على المزيد من الأموال للوكالة في الأسابيع المقبلة، باعتبار أن الخدمة السرية “تحتاج إلى مزيد من المساعدة”.
وقال مايكل ماترانجا، وهو عميل سابق في الخدمة السرية، وعمل مع الرئيس السابق باراك أوباما، إن ترامب كان يتمتع بأمن أفضل من العديد من الرؤساء السابقين الآخرين، الذين يتلقون عادة حماية أقل من شاغلي البيت الأبيض.
وأضاف “على سبيل المثال، الرؤساء السابقين لا يُعرض عليهم عادة فرق مكافحة القناصة مثل ترامب”.
وواجهت الخدمة السرية تدقيقاً مكثفاً منذ المحاولة الأولى لاغتيال ترامب، إذ استقالت رئيسة الوكالة، كيمبرلي شيتل، بعد أقل من أسبوعين من التجمع.
وقال مسؤولون في الوكالة إن الخدمة السرية تعاني من نقص الموارد.
ولكن حتى مع الموارد الإضافية، قال ماترانجا إن العملاء مجبرون على التعامل مع توازن دقيق بين حماية ترامب والسماح له بالتواصل مع الناخبين في مسار الحملة و”الاستمتاع بجولة من الغولف”.
وقال ماترانجا إنهم لا يستطيعون “إبقاءه في صندوق مضاد للرصاص”، إذ لا يبدو أن ترامب يريد أن يوضع في صندوق مضاد للرصاص.
وفي رسالة بريد إلكتروني لجمع التبرعات أرسلها بعد ظهر الإثنين، قال ترامب لأنصاره: “عزمي أقوى بعد محاولة أخرى لاغتيالي!”.
إنه نوع من الموقف “الصارم” الذي يتوقع ستيفنز أن يحافظ عليه ترامب بينما يواصل جذب الناخبين في الأسابيع التي تسبق الانتخابات العامة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال ستيفنز: “بالطريقة التي أراه بها، فهو لن يريد إظهار خوفه من الخروج للشعب الأمريكي”.
وأضاف “أعتقد أنه سيظل موجوداً، ليس فقط هنا ولكن في كل مكان، لا أعتقد أنه سيتجنب هذا الأمر”.
المصدر: صحيفة الراكوبة