سرقات المركبات و”المواتر” والبيوت وقطع الطرقات ونهب السابلة باتت ظواهر مألوفة في الحصاحيصا وضواحيها رغم توقف الحرب فيها وسيطرة الجيش.
الحصاحيصا: التغيير
تصدرت سرقة الدراجات النارية (المواتر)، مشهد التفلتات الأمنية التي انتشرت مؤخراً في مدينة الحصاحيصا وضواحيها بولاية الجزيرة وسط البلاد، والتي تعيش حالة من الفوضى رغم سيطرة الجيش والقوات المتحالفة معه عليها منذ عدة أشهر.
وعلى الرغم من أن سرقة (المواتر) ارتبطت ارتباطا لصيقاً بقوات الدعم السريع إلا أن الظاهرة عادت مجدداً وبكثافة.
ومع سيطرة الجيش وخروج الدعم السريع من الجزيرة وعموم مناطق وسط السودان، كان من المتوقع أن تنحسر ظاهرة سرقة المركبات والمواتر، بحكم عودة سيادة حكم القانون، وبحكم صعوبة استخراج أوراق للمركبات المسروقة بعيداً عن الجهات النظامية المعنية باستخراج مثل هكذا مستندات، لكن الأمر لم يتوقف.
وفي ظل تمدد الظاهرة وانتشارها، تتداعى التساؤلات عند المواطنين حول مصير تلك (المواتر) المسروقة وطريقة تصريفها، وما إذا كان يُعاد ترخيصها وفق أوراق جديدة ليتم تسويقها في مناطق بعيدة عن أماكن السرقات، وهو ما يؤشر إلى فساد في الجهات المعنية بإصدار تلك الأوراق، أم انها تُفكك لتُعاد إلى الأسواق المحلية على شكل قطع غيار بعد الاستغناء عن الهياكل بواسطة عصابات متخصصة استفادت من “تكنيك” مليشيات وعصابات الدعم السريع..!
ويبدو الدور الأمني والشرطي في سبات عميق وفق الاحتمالين، خاصة وأن مظاهر التفلتات لم تتوقف عند سرقة المركبات، بل تجاوزتها لسرقة البيوت وقطع الطرقات ونهب السابلة، حيث شكا مواطنون كثر من تعرضهم لهذه الحوادث المتكررة.
بينما تتواتر فضائح عن اغتصاب للجنسين في مناطق كثيرة من السودان من عناصر محسوبة على المتقاتلين.
ولازال كثير من المجرمين يتسترون وراء الانتماء للمليشيات الفاعلة في الحرب التي لا زالت قائمة في السودان حالياً.
وبات استغلال النفوذ العسكري هو المتسيّد للمشهد الغارق حتى أذنيه في الفساد والانتهاكات، خصما على الشعب وحقوقه، في بلد ضاع أمل شعبه في تغيير حقيقي يتعامل مع قضايا الأمن والصحة والتعليم.
المصدر: صحيفة التغيير