سخونة الاسافير ….. ماذا وراء الاكمة

معمر حسن محمد نور
الايام الماضية، شهدت حراكا في طرفي الحرب.ففي نيروبي الدعم السريع بدا تحالفا وسع من جبهته.اما في جانب الحكومة، فتبدو الامور محيرة حد الظن ان شهر عسل بين المكونات قد انقضى. فالاسافير شهدت نفسا حارا بين بعض مكوناته.ففي حين حافظت الحكومة على ثبات انفعالي وكذلك الكتائب الاسلامية، بدا الامر مختلفا عند بقية المساندين على مستوى الاسافير . فالمساجلة الكلامية بين كيكل والانصرافي ، بلغت شأوا بعيدا، والطريف ان كل منهما يصف الآخر بالدعامي. ودخل على الخط عمسيب ضد الانصرافي. ثم منحى آخر للصراع بدأ بين قوات المستركة والدرع، طالبت فيه الاخيرة بمغادرة الاولى الى دارفور. فماذا هناك؟ .
سنعمل على تفكيك الحالة كل على حدة لمحاولة الوصول الى نتبجة.
اولا/ بداية دعوة كيكل الى تكوين الدرع وضحت عقب اتفاقية جوبا للسلام. بعد الزخم الكبير التي وجدته حركات دارفور في المركز ما توجست منه فئات اخرى لم تحمل السلاح مع بعض. الخطاب العدائي من منسوبي الحركات وقادتهم كقول جبريل لقواته (عمارات الخرطوم ما تكسروها، اسكنوها). نحن هنا امام مشهدين اولهما لفئات استجابت لنحدي بعض الانقاذيين بأن من يريد المنازعة فليحمل السلاح، واخرى رأت ان تحمل السلاح جراء ما وجد هؤلاء. لكي تكتمل الرؤية علينا ان نلاحظ كيكل بين فترتين. قبل الحرب ولم يكن هنالك التفاف حوله من كل القبيلة. اما المرحلة الثانية فهي بعد خروجه على الدعم السريع وتمدد الاخير في شرق الجزيرة فالتفت البطانة كلها خلفه.
ثانيا/ القوات المشتركة، فقد انحازت الى جانب الحكومة وقدمت تضحيات كثيرة، وقد كانت تعيش بحبل من الخارج قبلا قبل كسر حيادها الذي جعل حبلها لدى الحكومة، وما سرب انها طالبت الحكومة في مزيد من التسليح والمناصب .
ثالثا/ الانصرافي وهو داعم لخط المقاومة الشعبية والمستنفرين تراه يقترب مرة من قيادة الجيش ومرة بهاجمها. لكن دعم البرهان لكيكل وتسليح قواته جعلته مع ناجي مصطفى في موقف واحد ما جر عليهما عداء اهل البطانة الظانين ان فشل حجم الاستجابة للمقاومة الشعبية اوغر. صدورهما من حجم الالتفاف حول كيكل.
رابعا/ عمسيب فهو في برجه الانفصالي يرى الامور بمنظوره ولا يرحب بوجود الغرابة في دولة البحر والنهر الني يدعو البها فيرى ناس الحزيرة اهلة والصدام حتمي بينهم واهل الكنابي والمشتركة.
بنهاية تبيان طبيعة كل طرف من المتشاكسبن، نلاحظ صمتا في الجيش والكيزان عدا موقف لطارق كجاب يطلب من الحركات الاهتمام بدارفور .. وإذا اخذنا في اعتبارنا نية تشكيل حكومة مدنية بعد تعديل الوثيقة الدستورية سنصل الى ان النصيب من كيكتها عنصر مؤثر في هذا المشهد.اما العنصر الاخر فهو الصراع حول مفهومي ارض القبيلة وارض الدولة.ففئات كثيرة في القبائل لم تصل بعد الى ان القبول بالوجود داخل الدولة لها تنازلات منها احتكار العنف. وتبعية كل الارض للدولة يتخذ فيها رأسها ما يراه مصلحة عامة. وهنا مربط الفرس وسر التفاف اهل البطانة فجأة حول كيكل.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة