سخرية كبيرة وتنمر واسع طال عبدالوهاب وردي، نجل الموسيقار الراحل محمد وردي، بعد ظهوره في مقطع فيديو يردد أغنية لا تتجاوز ثلاث كلمات: “هدنة بتاع فنيلتك”، وهي تحمل دعوة مبطنة إلى استمرار الحرب ورفض الهدنة في السودان.

القاهرة: التغيير

المشهد أثار موجة واسعة من السخرية والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، أشارت إلى أن الرجل الذي يحمل اسم “وردي” لم يرث من والده سوى اللقب، بينما ترك الفن والرسالة خلفه واختار أن يبدأ مشواره بما يمكن تسميته “نهاية الفن”.

عبدالوهاب الذي غنى والده، الراحل وردي ، “اليوم نرفع راية استقلالنا، ، فحرّك وجدان أمة بأكملها نحو الأمل والحرية. أما نجله، فقد اختار أن يتضمّن مشواره الفني المحدود “هدنة بتاع فنيلتك”، ليؤكد لنا كما كتب البعض أن الدولة الوحيدة التي ماضيها أفضل من حاضرها هي دولتنا، وأن “كبري الحرية يوصلنا لحي السجانة”!

الردود على مواقع التواصل جاءت قاسية، بعضها لاذع حدّ القسوة، وبعضها ساخر حتى البكاء. أحدهم كتب: “من المغصة ما قتل.. هدنة بتاع فنيلتك . والله النار بتلد الرماد”. وآخر قال ساخرًا: “يا خازوق، لو أبوك كان حي كان غنى فيك ملحمة وسماها مأساة البنوّة، وكان مطلعها: من الجنيات ابت تطلع، ومني أنا الطلع خازوق”.

عبدالوهاب وردي

انحدار ثقافي

آخرون رأوا في الفيديو دليلًا على الانحدار الثقافي والفني الذي نعيشه اليوم، إذ غنّى الأب للثورة والسلام والحياة، بينما الابن يترنح بين الحرب والعدمية.

كتب أحدهم متحسرًا: “تخيل أن يغني الأب: كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل… ليأتي الابن ويغني: هدنة بتاع فنيلتك!”

وفي أحد لقاءاته التلفزيونية القديمة، قال عبدالوهاب إنه لم يجد أي تفاعل من الجمهور سوى النقد، وإن والده نفسه كان قد تساءل يومًا في التلفزيون القومي: “من الذي أجاز صوت عبدالوهاب؟”، بل حذّره من الغناء خوفًا من أن “يُحدف بالطوب” إن صعد إلى المسرح.

لكن الابن اعتبر ذلك حافزًا لتحدي الحواجز، والنتيجة كانت حائطًا من السخرية بدلاً من التصفيق.

فنان يدعو للحرب

ما زاد النار اشتعالًا أن مقطع الفيديو احتوى على دعوة إلى الحرب والقتل والموت، ولم يقتصر الأمر على تفسير أو اجتهاد لدى الجمهور؛ بل بدا الصوت واضحًا ومباشرًا في تشجيع استمرار القتال.

وأثارت  الدعوة الصريحة للموت صدمة أكبر لكون صاحبها فناناً بالاسم، خرج بخطاب يتناقض تمامًا مع ما مثّله والده.

الفنان محمد وردي

بينما غنّى محمد وردي للوطن وللسلم، وكانت كلماته وأغانِه ترفرف كأجنحة تحمي الناس من فرط الألم والحنين، بدا عبدالوهاب في الفيديو يلوّح بأسلحة الخطاب ويدعو صراحة إلى استمرار القتل والصراع.

فالاختلاف هنا ليس مجرد ذائقة فنية بحسب المنتقدين بل صدام في القيم؛ الأب غنّى للسلم وأسلحته كانت الكلمة والوطن، والابن تبنّى خطابًا صريحًا يدعو للحرب والعنف.

و تحوّل نجل فنان أفريقيا الأول إلى مادة تتداولها الصفحات بمرارة وسخرية، بينما يبقى إرث والده محفورًا في وجدان الشعب بأغانيه الخالدة التي ما زالت تبعث في الناس الأمل وسط هذا الخراب.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.