محمد يوسف محمد
تعريف السودان كدولة عربية أو كدولة افريقية يثير كثير من الحساسية والجدل وسط العوام وذلك بسبب النزعات العنصرية وسوء الفهم لمعنى هذه المسميات.
تعريف السودان كدولة عربية يأتي من حيث الثقافة فالأعراق السودانية خليط من الافريقية والعربية ونسب اخرى ولكن كل هؤلاء في كل أنحاء السودان يتحدثون العربية وهي لغة اساسية بالنسبة لهم بالإضافة الى الثقافة والعادات كلها تميل للثقافة والعادات العربية لهذا تصنيف السودان كدولة عربية صحيح لأن السودان عربي من حيث الثقافة، ولا يحتاج الامر الي العناء الذي يبذله البعض في إثبات إنتماء جزورهم القبلية للجزيرة العربية. وهناك دول عربية مثل الجزائر والمغرب اصولها امازيق والطوارق وليس قبائل عربية قادمة من الجزيرة العربية ولكن هذه الدول يجمعها معنا ومع بقية الدول العربية اللغة العربية والثقافة المشتركة.
كذلك تصنيف السودان كدولة افريقية أمر لا جدال فيه فالسودان دولة تقع في منتصف القارة الافريقية لهذا هو يجمع بين العروبة الثقافية والافريقية الجغرافية.
لكل ماسبق ذكره في الأعلى علينا أن لا نتحسس من الإنتماء العربي أو الافريقي فهما امر واقع لا جدال فيه ولا تعارض فيه ويجب أن لانسمح لأي جيهة بأن تحاول عزلنا عن محيطنا العربي وعروبتنا أو عزلنا عن روابط الجوار الافريقي. ويجب أن لايتحسس السوداني من أي جانب سواء الجانب الافريقي او العربي بسبب إنتمائه القبلي. وعليه أن يعلم أنه مهما كان فهو عربي الثقافة أفريقي الجغرافيا.
الآن في كل مكان في أطراف السودان عندما يجلس السوداني ليقلب القنوات الفضائية لن يختار غير قنوات عربية وذلك لانه لا يعرف اللغات المحلية التي يتحدث بها الافارقة ولكنه يعرف اللغة العربية التي يتحدث بها العرب من المحيط وحتى الخليج.
لهذا علينا الحرص الشديد على الروابط التي تربطنا بالدول العربية فهناك الكثير من المصالح الإقتصادية المشتركة والمصالح الأمنية فنحن نحاط بالدول العربية من الشرق والشمال والشمال الغربي والعرب فاعلون مؤثرون بشكل كبير في هذه المنطقة وهم سوق تجاري وسوق عمل يحتاج له السودانيون بشكل دائم وفوق كل هذا تربطنا بالدول العربية الهوية الدينية المشتركة.
لكل ماسبق ذكره علينا أن نتعامل مع الدول العربية بمفهوم الثقافة المشتركة التي تقربنا وبمفهوم الحرص على المصالح المتبادلة فلا يوجد شخص في العالم يجد ما يجمعه بالآخرين لتبادل المصالح ويرفضه ويغرق في دوامة جدل العروبة والافريكانية فنحن دولة عربية مع العرب ودولة أفريقية مع دول أفريقيا.
ونواصل في ملف العلاقات الخارجية في مقال آخر إن شاء الله.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة