ساحة لتصفية الحسابات.. ما علاقة البرهان وزيلينسكي بالإرهاب؟

التقى رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان، اليوم الخميس، الضباط وضباط الصف وجنود سلاح المدفعية بعطبرة، وذلك على هامش زيارته لولاية نهر النيل.
وبحسب بيان صادر عن مجلس السيادة، قال البرهان، في تصريحات خلال الزيارة، إن الجيش السوداني يسير نحو إنهاء الحرب، مشيرًا إلى الاحتفال بالنصر «قريبًا».

ويشهد الملف السوداني خلال الفترة الأخيرة حالة من التأزم والتداخل الدولي، أو كما يصفه خبراء بتصفية حسابات دولية على حساب الشعب السوداني.

التورط الأوكراني

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مؤخرًا أن هناك قوات أوكرانية خاصة تقوم بتدريب عناصر في الجيش السوداني. وفي تقرير طويل، أشارت الصحيفة إلى أن الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، اتصل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على المساعدة عندما كان محاصرًا من قبل قوات الدعم السريع في العاصمة الصيف الماضي.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت” الأمريكية نقلا عن مصادرها، تبنى الرئيس الأوكراني زيلينسكي قرارا جريئا بإرسال قوات من أوكرانيا إلى السودان في عام 2023 للمشاركة في الصراع الداخلي المتصاعد هناك. ينظر لهذا الخطوة باعتبارها تحد كبير لأوكرانيا في ظل تراجع الدعم الغربي لها. اما الان فبدأت كييف باستخدام مرتزقة من داعش للقيام بمهام الى جانبها في السودان بعدما ثبتت أقدامهم في الخرطوم.

بعض المصادر تشير أيضًا إلى أن أوكرانيا قد استفادت من الأسلحة السوفيتية التي قدمها البرهان في بداية الحرب الروسية الأوكرانية، قبل أن يتم دعم القوات الأوكرانية بالأسلحة الغربية. واليوم، تتحدث هذه المصادر عن احتمالية وجود تعاون بين الجانبين، بالإضافة إلى التنسيق مع الجماعات الإرهابية المتطرفة، بهدف تنفيذ عمليات إرهابية في الأراضي الروسية وزعزعة الاستقرار هناك.

وبنفس السياق، هوجم مجمع “كروكوس سيتي هول” للحفلات الموسيقية في ضواحي موسكو، مما تسبب في وفاة أكثر من 143 شخصًا، في أسوأ “عمل إرهابي” تشهده منطقة العاصمة الروسية منذ عقود.
وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن صعوبتها في تصديق أن تنظيم “داعش” كان يملك القدرة على تنفيذ الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو يوم الجمعة الماضي، الذي أودى بحياة 143 شخصًا على الأقل. وكشفت أجهزة المخابرات الروسية الأسبوع الماضي عن وجود دلائل تشير إلى تورط أوكرانيا في الهجوم الإرهابي على مركز “كروكوس سيتي” خارج موسكو، الذي نفذه أربعة إرهابيين ينتمون إلى تنظيم “داعش”.

وبحسب المحلل العسكري كاميران دلو ان الأسلوب التي استخدمته قوات داعش في الهجوم على مجمع “كروكوس سيتي هول”، يحاكي أسلوب العديد الهجمات الحاصلة من قوات داعش في السودان، ولمح ايضا أنه من المحتمل أن يكون الهجوم على المجمع خطط له من قبل المخابرات الأوكرانية في الخرطوم لإبعاد الشبهات المباشرة عن كييف.

ظهور داعش

في السياق يقول محمد الفاتح الباحث المتخصص في السأن الدولي بمركز الوشم الأوسط للدراسات، أن هناك معلومات مؤكدة تم نشرها بالفعل عن تورط تنظيم “داعش” في حرب السودان، بجانب وجود فيديوهات تظهرهم وهم يحملون رؤوسا مقطوعة، ويزعمون أنها لمسلحي الدعم السريع.

ويوضح محمد الفاتح، خلال تصريحاته لـ”الراكوبة”، أن ظهور أعضاء التنظيم حاليا مرتبط بخروج عدد من السجناء الذين ينتمون لتنظيمات متطرفة من السجون بواسطة قوات نظام البشير المدعومة من الحركة الإسلامية في أبريل الماضي.

ووفقاً لخبراء سودانيين، فإن انخراط “داعش” في الصراع الدائر في السودان تم بتنسيق مباشر بين بقايا نظام البشير المعزول وقوات الجيش الحالي وأجهزة الاستخبارات الغربية التي تريد الاستثمار بملف التنظيمات الإرهابية واستخدامها لتحقيق مصالحها في السودان.

وتأكيداً على هذه المعلومات، صدر تقرير من الأمم المتحدة في نهاية سنة 2023 يؤكد وجود تنظيم “داعش” في السودان، وأن زعيم التنظيم “أبو بكر العراقي” يمول عملياته سراً من خلال شركات في السودان وتركيا. وفي مايو الماضي، أكدت قوات الدعم السريع اعتقالها لأحد قادة التنظيم الإرهابي هناك، وهو علي الجزولي.

كما أعلنت كتيبة “أنصار دولة الشريعة” عن مشاركة تنظيم “داعش” في الحرب المستمرة في السودان، ونعتت نائب أمير الكتيبة مصعب حسن الملقب بأبو أسامة بعد مقتله في معارك الخرطوم.