أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
الجرّة التي غرقت في البحر ما كان قدرها هكذا.. لولا أن أثقلها الذهب، ولم تترك سوى فقاعات وراءها!!
ولم تكن زيارة البرهان إلى سويسرا خطوة مفاجئة، فأمس الأول تحدثنا عن أن تقرير المجلس الأوروبي حول “الدور العربي لوقف الحرب في السودان” شدد على ضرورة حشد الدعم الإقليمي، وخاصة من دول الخليج، وقال إن دول الخليج تُعد جهات فاعلة مؤثرة في المنطقة، ويمكن بدعمها أن تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الاستقرار والتحول الديمقراطي في السودان.
وتساءلنا: لماذا وجهت الإمارات الدعوة لطرفي الصراع للتفاوض، وحرصت على ضرورة الحوار بعد مرور 24 ساعة من قطع علاقاتها الاقتصادية؟ فهل ما قررته يُعد مقايضة بالسلام، وكان الاستفهام الأهم هل استجابت الإمارات لدعوة المجلس وبدأت فعليًا في تحركات جادة لتثبت أن دول الخليج قادرة على لعب هذا الدور الذي يمكن أن يرسم خارطة طريق جديدة لتنفيذ الحل الدولي المطروح).!؟
وبالأمس، سبق الزميل الصحفي المتميز شوقي عبد العظيم المنابر الإعلامية بنشره خبر زيارة الفريق البرهان إلى سويسرا المحطة الأوروبية التي أكدت أن تقرير المجلس الأوروبي لم تتم صياغته ونشره عن فراغ. فالمصادر أكدت أن الزيارة تمت بالفعل، في رحلة ذهاب وعودة استغرقت 18 ساعة، غادر فيها البرهان بورتسودان يوم الإثنين وعاد الثلاثاء، ودخل في اجتماع لثلاث ساعات مع مستشار ترامب للشؤون الشرق الأوسط وافريقيا، مسعد بولس.
وكشفت المصادر عن معلومات أكثر، وهي أن ممثلين من المملكة العربية السعودية ومن الإمارات حضروا اجتماع بولس والبرهان، بالإضافة الي ممثلين من الدعم السريع كانوا في حضورا في سويسرا، إلا أنهم لم يلتقوا بالبرهان.
وزاد المصدر أن مسعد بولس طرح على البرهان ورقة الحل الأمريكية، والمتمثلة في وقف عاجل لإطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية، واستعادة الحكم المدني الديمقراطي.
وأكد المصدر أن البرهان يواجه ضغوطًا شديدة لإبعاد الجماعة الإخوانية، مقابل دور محدد لاستئناف الانتقال،
ومن المرجح اشرافه على عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة بعد وقف إطلاق النار، وبعدها تتولى قيادة الجيش شخصية عسكرية بديلة.
ودور الخليج الذي تحدث عنه تقرير المجلس الأوروبي، جسدته دولة قطر، التي تولت عملية نقل الجنرال من بورتسودان إلى سويسرا، بالإضافة إلى وجود ممثلين من المملكة العربية السعودية والإمارات الذين انتظروا البرهان هناك.
وأكدت المصادر أن الإدارة الأمريكية مهتمة للغاية بتحقيق السلام بصورة عاجلة،و تمارس الضغط على البرهان ،بسبب تقارير سيئة رُفعت خلال الشهر الماضي، عكست صورة كارثية للأوضاع الإنسانية في السودان، من بينها تقرير إديم وسورنو، مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قبل أيام، والتي وصفت الوضع الإنساني بأنه مقلق للغاية، ولابد من فرض هدنة إنسانية فورًا.
بالإضافة إلى تقرير الخبير الأممي المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر، عن الأوضاع الإنسانية بعد زيارته إلى بورتسودان، والتي عبّر فيها عن صدمته مما وصفه بحالة التدهور المريع في حقوق الإنسان وكذلك قلقه من المحاكمات القاسية في الآونة الأخيرة، والتي قال إنها تفتقر إلى الإجراءات العدلية المطلوبة والمنصوص عليها في القانون.
ومع ذلك، لم يستبعد المصدر رغبة ترامب في مسابقة الزمن من أجل نيله جائزة نوبل للسلام في أكتوبر من هذا العام، وهي المهمة التي يسعى بولس جاهدًا لتحقيقها لترامب، الرئيس الذي يرى أنه حقق جهودًا كبيرة في تحقيق السلام في رواندا والكونغو، الهند وباكستان، إيران وإسرائيل، كمبوديا وتايلاند، أذربيجان وأرمينيا، والآن السودان.
ولكن يبدو أن خبر الزميل شوقي عن زيارة البرهان لسويسرا تسبب في حالة هلع وسط الإعلام الكيزاني، الذي كذّب الخبر. فليس من الأخلاق المهنية أن تكون صحافيًا وتشكك في مصادر زميل، فإن كنت تريد أن تنفي ما أتى به، فعليك أن تثبت عكسه من مصادرك ، وهذا ما عجزت عنه الأقلام الكيزانية، فالخبركان صادمًا للكثير منهم، بسبب أن هذه المعلومات تجاوزتهم ، سيما أولئك الذين يحرسون بوابة البرهان في بورتسودان، فبالرغم من ذلك تسلل الجنرال منهم خلسة دون أن يشعروا به.!!
أخيراً أهلاً بالسلام.
طيف أخير:
#لا_للحرب
باشمهندس عمر الدقير: البحث عن السلام ليس مذمّة، والجلوس إلى طاولة التفاوض ليس خيانة كما يصور دعاة استمرار الحرب، فإن المهم حقًا هو توفر إرادة السلام الجادة لدى جميع الأطراف… كلام عقل.
المصدر: صحيفة الراكوبة